لأول مرة منذ تعيينه على رأس المندوبية العامة لإدارة السجون، لم يحضر محمد صالح التامك، إلى مجلس النواب، صباح اليوم الثلاثاء، وكذا الأسبوع الماضي، لاجتماعين للجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، يُعقد الأول في هذه الأثناء لمناقشة مشروع ميزانية « السجون » لسنة 2026، بحضور الكاتب العام لإدارة السجون، بينما خُصص الثاني لتقديم مشروع الميزانية. غياب التامك عن تقديم ومناقشة ميزانية إدارة السجون، المثير للانتباه، أثار علامات استفهام كثيرة، وذلك بعد مرور عام على حدث غير مسبوق شهده مجلس النواب، حين قال التامك من داخل المؤسسة التشريعية، إنه فكّر في الاستقالة بعدما « أُهين في البرلمان »، ومنذ ذلك الحين، لم تطأ قدم المسؤول عن سجون المغرب مقر مجلس النواب. ففي السابع من نونبر من العام الماضي، تأجل اجتماع للجنة العدل (كان مخصصاً لمناقشة ميزانية « السجون » لسنة 2025)، بساعتين لغياب الحكومة، وبعد أن حضر التامك إلى البرلمان قبل الموعد الأول للاجتماع بنصف ساعة، ليقول، وبنبرة غاضبة: « شعرت بإهانة لم أشعر بها ولو مرة واحدة في حياتي كلها، في الدراسة والسجن، ليست إهانة لي كشخص ولكن لإدارة السجون المحتقرة من المجتمع المغربي ومن الدولة المغربية ». وأضاف التامك قبل عام في اجتماع لجنة العدل بالقاعة المغربية، « اللقاء مبرمج منذ أسبوع، وسبق لي التعبير عن الرغبة في عرض الميزانية والمناقشة في نفس الاجتماع، وقيل لي إن النظام الداخلي لا يسمح بذلك، ومع الأسف تم ذلك في ميزانيات أخرى، وهذا تمييز ». وقال مصدر برلماني مسؤول ل »اليوم 24″، إن غياب التامك عن تقديم ومناقشة ميزانية « السجون » له ما يبرره، مضيفاً: « الأسبوع الماضي ذهب المدير العام لإدارة السجون إلى العيون، في إطار الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء، واليوم يغيب بسبب مبرر مشروع »، دون تفاصيل أكثر. بينما قال مصدر آخر، إن اجتماعات اللجان تبرمج بالتشاور والتنسيق مع المسؤولين عن القطاعات أو المؤسسات المعنية، وجرت العادة تأجيل الاجتماع كلما استجد جديد في أجندة المسؤولن، وهو ما لم يحدث في اجتماعي لجنة العدل. اللافت للانتباه أن جميع اجتماعات اللجان النيابية، المخصصة صباح اليوم لمناقشة الميزانيات القطاعية، والتي لا تشملها السرية، بُثت مباشرة على منصات « يوتيوب » و »فيسبوك » التابعة لمجلس النواب، باستثناء اجتماع لجنة العدل والتشريع المخصص لمناقشة ميزانية إدارة السجون، الذي غاب عنه التامك.