جاء رد الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين سريعا لاحتواء مزاعم فريق الأصالة والمعاصرة الذي أراد كالعادة اتخاذ معاناة السكان جراء الفيضانات الأخيرة مطية للظهور في الصورة عبر خطاب غير مفهوم أُقْحم ضمن إحاطة كان موضوعها تحامل الحزب الشعبي الإسباني على المغرب، فتحولت الإحاطة إلى إحاطات ضدا على المقتضيات الداخلية لمجلس المستشارين. وأكد محمد الأنصاري رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين أن الكوارث الطبيعية قضاء وقدر وهو أمر يعيه الشعب المغربي الذي يؤمن كذلك بالتضامن ووضع اليد في اليد من أجل تجاوز كل ما قد يحل بأسرة أو جيران، أو معارف، مضيفا أن الكوارث لا تخطئ حتى الدول المتقدمة أو التي لها إمكانيات كبيرة ولها أنظمة متطورة في مجال الانذار والاستباق. وقال محمد الأنصاري إن الفريق الاستقلالي ومن موقع انتمائه للأغلبية يساند ضحايا هذه الفيضانات ويؤكد أن تدبير الكوارث حاضر بقوة في مشروع القانون المالي قيد الدرس حاليا بمجلس المستشارين كما كان حاضرا في قانون 2010، وتلك هي الحقيقة التي لا يمكن أن تحجبها المزاعم أو الأصوات المبحوحة التي تعالت أثناء إلقاء هذا الخطاب لتكميم الأفواه، وفي هذا الإطار أوضح محمد الأنصاري أن البرلمان يظل فضاء للحوار للرأي والرأي المعاكس وتمثيلية لكل التيارات. إثر ذلك أوضح محمد الأنصاري ، في سياق ما صدر عن البرلمان الأروبي تجاه المغرب من قرار في مدينة ستراسبورغ أن النقاش كان حادا وصل حد المطالبة بتجميد الوضع المتقدم وفرض عقوبات بناء على معطيات مغلوطة قدمها الحزب الشعبي الإسباني، مما يكشف أن المغرب يواجه مشروعا عدائيا ظاهره قضية الصحراء المغربية وباطنه معاكسة المشروع التنموي الطموح للمغرب الذي يقلق المحيط الإقليمي. وقال إن المغرب رد بقوة من خلال مسيرة التنديد التي شارك فيها ثلاثة ملايين من المغاربة كمحطة تاريخية شعبية بمدينة الدارالبيضاء وعبرت فيها مكونات المجتمع المغربي والجاليات العربية والمواطنون الإسبان عن الرفض الواضح للمس بسيادة المغرب الترابية وإدانة المناورات المخابراتية للجزائر وعملائها من المرتزقة المتورطين في جرائم إرهابية اقترفت في حق عناصر القوات العمومية. وأبرز أن الواقع اليوم أصبح يفرض، إعادة النظر في التعامل مع بعض الفعاليات الأروبية، ومن الخطأ الاعتقاد أن المعركة قائمة ضد حزب بعينه يحمل فكرا استعماريا، وعلى الأحزاب تحمل المسؤولية بكونها منخرطة في الكثير من المنظمات الحزبية العالمية، مع ضرورة تطوير أساليب عمل الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية والشعبية بهدف التأثير في مراكز القرار الأروبي . وختم محمد الأنصاري إحاطته بالقول إن هذه المؤامرات المدعومة بالتبرودولار الجزائري تفرض مزيدا من التعبئة وتحصين المسار الديمقراطي من أي انزلاق ومواصلة الأوراش التنموية كي يفرض المغرب شراكته الحقيقية على أروبا التي ما فتئت تشيد بما تحقق على مستوى المصالحة الوطنية وحقوق الإنسان والحريات وإعمال المنهجية الديمقراطية.