تعتبر صورة المغاربة بأستراليا الأحسن مقارنة بالعديد من الجنسيات الأخرى، حيث لا نرى وسائل الإعلام المكتوبة أو المرئية تتحدث بشكل سلبي عن جاليتنا، عكس ما يسمع أو يشاهد عن بعض الجنسيات الأخرى. فأوضاع المغاربة في هذا البلد مستقرة، كما أن ظروفهم لا تختلف عن باقي الجاليات المغربية الأخرى في بلدان المهجر. ويبلغ عدد الجالية المغربية المقيمة بأستراليا ما بين 3500و5000 مهاجر مغربي، ويمارسون وظائف تختلف من شخص لآخر، ففيهم الأستاذ الجامعي ، وفيهم أرباب المطاعم والمقاهي، ومنهم أصحاب المحلات لبيع المنتوجات الصناعة التقليدية، وآخرون يشتغلون في الأبناك، ومحاسبون عاملون بمكاتب البريد، وهناك كذلك سائقو الطاكسي، وشريحة أخرى تشتغل كيد عاملة في جميع المجالات، كالتنظيف والبناء إلى غير ذلك. إلا أننا علمنا مؤخرا بوجود بعض السيدات يشتغلن كمشعوذات (شوافات) لان العائلات اللبنانية تعتقد أن المغاربة يتقنون فن «الشعوذة». أما فيما يخص اندماج المغاربة في المجتمع الأسترالي فغالبيتهم يعتبرون أنفسهم أستراليين الأم والأب، وهناك شريحة أخرى لاتسلبها كل المغريات في بلاد المهجر ولا تتغير بتغير المكان والزمان . وحتى أكون واضحا فليس في أستراليا أية رائحة للحياة الاجتماعية، عكس ما هو عليه المغاربة المقيمين في أوروبا وأمريكا وكندا، أما فيما يخص الجانب الديني فالكثير من المغاربة لا زالوا متشبثين بالدين الإسلامي، إلى درجة أن من ضمنهم من يلح على تعليم أبنائه اللغة العربية ولكن المشكلة هي أن جميع مدرسي الثقافة العربية في أستراليا لبنانيون، ولهذا ففي داخل البيت يلاحظ أن الأطفال الصغار يرددون كلمات لبنانية وهذا يؤثر على هويتهم كمغاربة. إن المجموعات الصغيرة والتي تتكون منها الجالية المغربية بأستراليا لا تخدم مصلحتها على المدى البعيد، والدليل على ذلك أننا لا نجد أي مغربي يشتغل بأي منصب في إحدى البلديات الحكومية، ولا بالبرلمان الاسترالي، عكس ما هي عليه الجالية اللبنانية. وظهر أخيرا أن أحد الصحافيين المغاربة متألق على إذاعة abc بالتلفزة الاسترالية، وهو السيد محمد بارطاووش صاحب مطعم مراكش بمدينة «أديلايد» الاسترالية، وقد قدم من خلال البرنامج (بوه كيتشن)عدة وجبات مغربية وتقليدية.