بقلم: سعادة السيد لي تشانغلين، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة المغربية انعقد الاجتماع الوزاري للمنسقين بشأن تنفيذ إجراءات المتابعة لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي في 11 يونيو بمدينة تشانغشا. وقد أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، في رسالة تهنئة بهذه المناسبة، أن الصين على استعداد للتفاوض وتوقيع اتفاق شراكة اقتصادية مع إفريقيا من أجل التنمية المشتركة، بهدف تطبيق المعاملة الجمركية الصفرية على 100% من بنود التعريفة الجمركية لصالح 53 دولة إفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، كما ستوفر الصين المزيد من التسهيلات لصادرات الدول الإفريقية الأقل نمواً إلى السوق الصينية. كما أبدت الصين استعدادها للعمل مع إفريقيا من أجل تعميق تنفيذ الإجراءات العشر للشراكة من أجل التحديث، وتعزيز التعاون في المجالات الأساسية، مثل الصناعة الخضراء، والتجارة الإلكترونية، والدفع الإلكتروني، والعلوم والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الأمن، والمالية، وسيادة القانون، من أجل دفع التعاون الصيني-الإفريقي نحو تنمية عالية الجودة. وتقدم هذه الإجراءات الجديدة إجابات واضحة من الصين على ثلاث قضايا رئيسية: أولًا: رفع الرسوم الجمركية مقابل إلغائها في الوقت الذي لجأت فيه بعض الدول إلى استخدام الرسوم الجمركية كأداة سياسية، ولم تستثنِ حتى الدول الإفريقية الأقل نمواً، وعمدت إلى استخدام إجراءات مكافحة الإغراق والدعم كذرائع لإقامة حواجز تجارية ضد إفريقيا، فتحت الصين أبوابها لاستقبال المنتجات الإفريقية عالية الجودة في أسواقها: من زيت الأركان المغربي إلى الأناناس القادم من بنين، ومن القهوة الإثيوبية إلى الفلفل الحار الرواندي، وكلها ستصبح سلعًا مطلوبة بشدة في الصين. وبهذا، ستزداد العلاقات التجارية بين الصين وإفريقيا متانة، وستتحسن القدرة التنافسية للمنتجات الإفريقية، مما سيسهم في تحقيق نمو اقتصادي أفضل في الدول الإفريقية. ثانيًا: الأقوال مقابل الأفعال في الوقت الذي اعتادت فيه بعض الدول على تقديم "شيكات على بياض" في تعاونها مع إفريقيا، أو الشروع في مشاريع وهمية، بل وإيقاف الدعم تمامًا، سعت الصين إلى التشاور العميق مع أشقائها الأفارقة، ووضعت "خارطة طريق" واضحة للتعاون الصيني-الإفريقي. فمنذ قمة بكين في سبتمبر 2024، قدمت الصين دعمًا ماليًا لإفريقيا بقيمة 130.32 مليار يوان، إضافة إلى تغطية تأمينية بقيمة 139.95 مليار يوان. وفي المغرب، سيتم قريبًا افتتاح مركز للطب التقليدي الصيني، ويجري التحضير لإنشاء مركز دراسات حول الصين وإفريقيا، إلى جانب مشاريع تعاون أخرى قيد التفاوض. ثالثًا: فك الارتباط مقابل التعاون في الوقت الذي تنشغل فيه بعض الدول بالسعي وراء الهيمنة، متجاهلة مصالح الدول الإفريقية وهمومها، تقف الصين، على النقيض من ذلك، بثبات إلى جانب إفريقيا، بغض النظر عن التحولات التي يشهدها المشهد الدولي، مقدّمة دعمًا قويًا لمسار التحديث في القارة. فالصين تُعدّ صديقًا حقيقيًا وأخًا مخلصًا، وستظل تساند إفريقيا في مسيرتها التنموية. إن التحديث هو مهمة مشتركة بين الصين والمغرب. وكما أكد السيد وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، فإن تعاون 2.8 مليار نسمة من سكان الصين وإفريقيا كفيل بتحقيق تقدم باهر على طريق التحديث، وبناء مجتمع مصير مشترك للمستقبل.