أكدت الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن اليوم السبت على أن العالم العربي في أمس الحاجة لنهضة تعليمية يتم من خلالها تحصين الأجيال والارتقاء بمستقبل هذه الأمة..قائلة "إن التعليم قد لا يكون الحل الأوحد لحل كل مشاكلنا ولكنني أؤمن بأنه إن كانت هناك فرصة لإصلاح معظم مشاكلنا ، فهي بالتعليم". جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها الملكة رانيا خلال افتتاح أول ملتقى لمهارات المعلمين في الوطن العربي والذي انطلق بعد ظهر اليوم في منطقة البحر الميت بمشاركة وزير التربية والتعليم الإماراتي حسين الحمادي ونظيره الأردني الدكتور محمد ذنيبات وأكثر من ۷۰۰ تربوي من كافة بلدان الوطن العربي من بينها مصر. وقالت الملكة رانيا "إن الوطن العربي بحاجة إلى الطموح والإيمان بقدرات أجيالنا ، والخروج من دوامة لوم التعليم على ما يعصف بنا من جهل وبطالة وطائفية وتطرف وغيرها"..مشددة على أهمية دور المعلم في صقل وتنمية الشخصية العربيّة المتكاملة القادرة على الريادة والابتكار والتهيؤ لتطورات السوق العالمي والمنافسة فيه. ودعت إلى ضرورة أن يكون المعلم شجاعا وطموحا لتخريج طلاب متميزين وأن يرفع سقف توقعاته من طلابه لمحاولة الوصول إليها..قائلة "إن العلم هو هويتنا وحدودنا وأفقنا ، وما أحوج الوطن العربي إلى الطموح وبناء قدرات أجيالنا والخروج من دوامة لوم التعليم إزاء الجهل والتطرف". ونوهت بأن دور المعلم تغير اليوم من ناقل المعلومة إلى خبير وموجه ، فهو يرشد طلابه نحو المصادر والتجارب التي تبرهن النظريات ويحثهم على البحث والربط ويحفز عقولهم بأسئلة توقظ فضولهم وتشعل فتيل المعرفة. وخاطبت المعلمين الحاضرين قائلة "اليوم في ظل الانفتاح على العالم وما تتيحه مواقع التواصل وتأثيرها الواضح على تشكيل شخصية هذا الجيل ، تتعاظم مسئولياتكم ، فأنتم أقرب الناس لأبناء المستقبل وأكثرهم تأثيرا فيهم". وأضافت "إن أولادنا يسبحون في ذلك الفضاء بينما تحاول الأمواج جرهم" ، مضيفة إن الطالب بحاجة إلى قدوة يتأثر بها,والمعلمون هم خير قدوة وأكبر مؤثر في أبنائنا وأنفعهم لنا لأنهم يتحكمون في مسارهم العلمي وفهم حاجاتهم النفسية. ومن جهته أكد الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنيان على أهمية النهوض بالتعليم في الأردن والوطن العربي لأنه يعد أساس النهضة وعمادها ، مشددا في الوقت ذاته على أن المعلم هو محور العملية التعليمية. ونوه بنيان في كلمة له بأن ملتقى مهارات المعلمين الذي يجمع نخبة من المعلمين والتربويين يستهدف تعظيم دور المعلم في التأثير على التحصيل العلمي للطالب العربي،قائلا "إن المعلمين هم من يرتقون بعقول أجيالنا القادمة لتصبح قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية". ونبه إلى أن العالم العربي مليء بالتحديات الخطيرة والكبيرة منها الإقصاء والتطرف وغياب الأمن وعدم المساواة بين الجنسين الفقر ، وهو ما يتطلب جيلا مبتكرا يكون قادرا على مواجهة التحديات التي تتزايد ولمواكبة مهارات القرن الحادي والعشرين..منوها بأن الأكاديمية قد حازت على ثقة العديد من المنظمات والمؤسسات العالمية ومنها اليونسكو إضافة إلى عدد من الجامعات العربية والأجنبية. وجرى خلال الافتتاح عرض فيلم قصير للتعريف بالملتقى وما يتضمنه من محاور ، كما حضرت الملكة رانيا العبدالله جلسة حوارية شارك فيها المديرة العامة للبكالوريا الدولية الدكتورة سيفا كوماري ومديرة برامج إعداد المعلم في كلية التربية جامعة هارفرد كاثرين ميرزث والبروفسور في قسم الأنظمة الهندسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "MIT" ريتشارد لارسون ورئيس مجلس إدارة أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين الدكتور تيسير النعيمي. وناقشت الجلسة دور المعلم والعوامل المؤثرة على ما يقدم ، وكيف يمكن التعامل مع تلك العوامل من خلال تطوير مهاراته ومتابعة المستجدات وما يخدم دوره كموجه ومشرف وليس كملقن للمعلومة..كما ناقشت احتياجات المعلم وكيفية تلبيتها ودور الملتقى في المساهمة بلتبية جزء منها. ويهدف الملتقى ، الذي تنظمه أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية "IB" وشركة تكساس إنسترومنتس للتكنولوجيا "TI" في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمر في منطقة البحر الميت على مدى يومين ، إلى توفير حلول تربوية قابلة للتطبيق في الفصول والتركيز على تزويد المعلمين بآليات تعليم وأساليب تدريسية بإمكانهم تطبيقها حال انتهائهم منه. ويوفر الملتقى قاعدة فريدة للمعلمين والعاملين في مجال التعليم لتبادل الخبرات ولحضور ورش عمل يقدمها خبراء تعليم على مستوى عالمي بأساليب جديدة ومبتكرة للبحث في الآليات والأولويات التعليمية التي من الممكن أن تلبي احتياجات العالم العربي لتطوير أداء الطلبة في مجالات الرياضيات والعلوم والقراءة والكتابة. ويتخلل الملتقى جلسات افتتاحية وورش عمل وأنشطة يديرها معلمون وخبراء ومعارض وأنشطة عملية وجلسات تأملية ، وتأتي الجلسات مبنية على خمسة محاور أكاديمية وهي الرياضيات والعلوم والقراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية والتكنولوجيا في مجال التعليم وبيداجوجيا التدريس.