أكدت الزيارة الميمونة التي قام بها جلالة الملك للأقاليم الجنوبية لإحياء الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء من جديد حرص جلالته على ربط الماضي بالحاضر وتدعيم عرى الصلات التي تربط سكان هذه الأقاليم بالعرش العلوي المجيد. وكان الاستقبال الباهر الذي خصصه السكان لصاحب الجلالة برهانا ساطعا لمن لا تزال في قلبه ذرة شك عمق تشبث السكان بالوحدة الترابية للبلاد، وتأكيد انتمائها الذي لا رجعة فيه للوطن. ونحن بصفتنا الممثلين الحقيقيين لسكان هذه الأقاليم لا نقبل ولن نقبل أن يتحدث أحد باسمنا وباسم السكان. ونؤكد أيضا أننا بهذه الصفة حريصون على تطبيق الجهوية التي أعطى جلالة الملك انطلاقتها من هذه الأقاليم لتكون نموذجا لباقي الوطن. وأريد أن أقول بهذه المناسبة أن معركتنا هي معركة التنمية التي بدأناها منذ زمن طويل. ومما لاشك فيه أن المشاريع الكبرى التي أعطى جلالة الملك انطلاقتها بهذه المناسبة ستحقق مزيداً من الرفاهية والعيش الكريم لجميع سكان المنطقة الذين ينعمون اليوم بالتنمية وبمستوى عيش رفيع يفوق المعدل الوطني في كل المجالات. وأتمنى بهذه المناسبة أن يفهم مواطنونا المحتجزون بتندوف هذه الرسالة ويلتحقوا بوطنهم لينعموا بالعيش الكريم مع باقي أهلهم، وأن الوطن غفور رحيم، ويتسع للجميع في ظل السيادة الوطنية الكاملة والحكم الذاتي الذي اقترحه جلالة الملك نصره الله كحل للمشكل الذي افتعله من لا يريدون الخير لهذا الوطن ولأبنائه.