-خلفت العروض الترويجية للوحات الكمبيوتر التي شرع شركاء وزارة التعليم العالي في تسويقها بأسعار جد ملهبة تتراوح ما بين 1700 و6000 درهم ردود أفعال قوية في صفوف الطلبة قاطبة كلها تصبو في إتجاه التذمر وعدم الرضى مبرزين أن أسعار أجهزة "التابليت" المسوقة في إطار برنامج "لوحتي" تفوق سعر السوق الموجه للعموم. -وفي هذا السياق عبر الأستاذ محمد بنساسي رئيس الاتحاد العام لطلبة المغرب في إتصال هاتفي مع جريدة "العلم الإلكترونية" على أنه كنا قد عقدنا كطلبة آمال كبيرة على هذه المبادرة التي اعتبرت ضاهريا إيجابية لمسار الطالب(ة) وستمكنه دون شك من مواكبة المعلومة التي هي في تجدد مستمر إلا أنه باطنيا اتضح لنا من خلال الاثمنة المقدمة أنها صفقة مربحة للوزارة والشركات المتعاقدة معها في إقصاء تام لمصلحة الطالب التي مافتئ يتغنى بها السيد الوزير. -مضيفا نفس المتحدث أننا اعتقدنا كطلبة أن هذه المبادرة (لوحتي) ستكون في متناول جميع الطلبة من خلال أثمنة مناسبة مدعمة من قبل الدولة تماشيا مع تصريحات السيد الوزير وكذا طبقا لمضامين العقود التي بنيت عليها الإتفاقيات التي جمعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر مع الشركات التي ستشرف على ترويج وتوزيع اللوحات الإلكترونية على مؤسسات التعليم العالي إلا أن المفاجأة الكبرى والصدمة المخجلة يضيف رئيس الإتحاد أن الاثمنة المحددة من قبل الوزارة أكبر بكثير من الاثمنة الموجودة في السوق العادية والموجه الى العموم الأمر الذي يحيلنا إلى طرح أكثر من علامة استفهام كما ننتظر بفارغ الصبر إجابات شافية ومقنعة من قبل السيد الوزير. -ووصف بنساسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر "لحسن الداودي" بالغير المسؤول اعتبارا للتناقض الصارخ الذي تحمله تصريحاته وخرجاته الإعلامية وعدم وفائه بالوعود التي قطعها للجامعة المغربية ومن خلالها إلى مكوناتها وخاصة الطلبة على إعتبار أنهم الحلقة الأضعف داخل مكونات الجامعة. -وتسائل بنساسي كيف لطالب معوز وغير ممنوح (منحة الاستحقاق الاجتماعي) و محروم من السكن الجامعي وبالتالي المطعم الجامعي أن يشتري لوحة إلكترونية بثمن باهض ؟؟؟ ويضيف المسؤول الطلابي في نفس السياق على أنه كان الأجدر على السيد الوزير التفكير في آليات وأساليب من شأنها تمكين جميع الطلبة بمختلف المواقع الجامعية على مستوى ربوع المملكة باستفاذة من هذه المبادرة على قدم المساواة دون تمييز أو حيف حتى نساهم في مبدأ تكافئ الفرص والعدالة الاجتماعية التي أضحت شعارات على ورق يستعملها من هب ودب يقول بنساسي. -وأبدى المسؤول الطلابي تخوفه الكبير من تداعيات هذه المبادرة وقال إذا لم تستدرك وزارة التعليم العالي بشكل مستعجل هذا الأمر وتذهب في إتجاه خفض الاثمنة وملائمتها مع الوضعية المادية المستضعفة للطلبة أكيد سيطال هذه المبادرة الفشل ولن تحقق الأهداف المرجوة منها. -وحمل بنساسي مسؤولية غلاء اللوحات الإلكترونية التي تعتزم الوزارة الوصية على توزيعها إلى عدم تحمل الحكومة في شخص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر مسؤوليتها المتمثلة في الوفاء بالتزاماتها إتجاه الشركات التي تعاقدت معها حيث رفعت يدها عن دعم هذه المبادرة التي كنا كطلبة قد علقنا عليها آمال كبيرة. -مضيفا في السياق ذاته كان على وزارة التعليم العالي قبل إطلاق هذا البرنامج إستحضار مصلحة الطالب أولا وأن تأخذ بعين الإعتبار طبيعة المؤسسات الجامعية الخاصة منها والعمومية "ذات الاستقطاب المفتوح" على إعتبار أن هذه الاخيرة تحتضن طلبة مستضعفين وضعيتهم المادية لا تسمح بالإشتراك في هذه المبادرة عكس طلبة المؤسسات الخاصة فمنهم الميسورين وإمكانياتهم المادية تسمح لهم بذلك. -كما أن الهدف الأسمى من هذه المبادرة هو تمكين جميع الطلبة بمختلف المواقع الجامعية على مستوى ربوع المملكة على قدم المساواة دون تمييز أو حيف من لوحة إلكترونية بثمن رمزي يتماشى مع الوضعية المادية للطلبة بعيدا عن مبتغى الربح ولن نقبل كمنظمة طلابية بتعليلات جاهزة من قبيل إرتفاع قيمة الدولار وعدم توفر السيولة المالية لدى الوزارة من أجل دعم هذا البرنامج مضيفا في نفس السياق لا يستقيم الأمر أن يتحمل الطالب عن الوزارة تكاليف هذه المبادرة على حساب تكاليف دراسته وجوعه وملبسه ومسكنه ... يقول بنساسي.