تواصل المصالح الأمنية المغربية تحقيقاتها حول النفق السري الذي تم اكتشافه في مستودع قديم بمنطقة تراخال، والذي استُغلّ لتهريب كميات كبيرة من الحشيش على مدى العامين الماضيين. وقد استدعى هذا الاكتشاف تحركات أمنية مكثفة، حيث تعمل السلطات المختصة على تفكيك خيوط هذه الشبكة الإجرامية وكشف جميع المتورطين في تشغيل هذا الممر السري. وباشرت الأجهزة الأمنية عمليات تمشيط واسعة في المنطقة المحاذية لوادي "بومباس" قرب الفنيدق، حيث انتشرت عناصر الشرطة والدرك إلى جانب فرق متخصصة مدعومة بوسائل تمكنها من رصد أي امتداد محتمل لهذا النفق. وقد ركزت عمليات البحث على مواقع مشبوهة، خصوصًا قرب المناطق الصناعية التي عُثر فيها على مؤشرات أولية تُشير إلى أنشطة مرتبطة بالتهريب. وفي سياق متصل، اضطرت السلطات في سبتة إلى إغلاق المستودع الذي يضم فتحة النفق، كما أوقفت وحدات الحرس المدني الإسباني عمليات الاستطلاع داخله مؤقتًا بسبب الأمطار الغزيرة التي جعلت التوغل غير آمن. ورغم هذه العوائق المناخية، فإن التحقيقات لا تزال مستمرة، بانتظار استكمال عمليات البحث الميداني فور تحسن الأحوال الجوية. وعزّز هذا الملف مستوى التعاون الأمني بين المصالح المختصة بين المغرب وإسبانيا، حيث يتم تبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية من أجل الوصول إلى جميع تفاصيل هذه العملية الإجرامية. وشهدت الأيام الأخيرة اجتماعات مكثفة بين المسؤولين الأمنيين، خصوصًا مع تزايد المؤشرات التي تُرجّح تورط شبكات منظمة في بناء هذا النفق وتشغيله. ومع استمرار الأبحاث، يظل الهدف الرئيسي هو الوصول إلى جميع امتدادات هذا النفق ومعرفة الجهات التي تقف وراءه، خاصة مع الاشتباه في احتمال وجود ممرات سرية أخرى تستخدم لأغراض مماثلة. وتؤكد الأجهزة الأمنية أنها عازمة على المضي قُدمًا في هذه التحقيقات حتى يتم تفكيك هذه الشبكة بالكامل ووضع حد لأي أنشطة غير قانونية قد تستغل هذه الممرات.