بدأت المؤشرات تتقاطع لتؤكد ما لم يعد خفياً في كواليس السياسة بمدينة المحمدية، الملياردير هشام أيت منا، ورئيس الوداد الرياضي، يتجه نحو عدم الترشح في الانتخابات البرلمانية والجماعية لسنة 2026. مصادر مطلعة كشفت لموقع "الأول"، أن أيت منا أبلغ مقربين منه عزوفه عن خوض غمار الاستحقاقات المقبلة، مفضلاً التركيز على مهامه الجديدة على رأس الفريق الأحمر، حيث يسعى إلى حصد الألقاب وكتابة صفحة رياضية جديدة. الرجل الذي كان "نجم" انتخابات 2021، بالمحمدية، حيث فاز بمقعد برلماني ورئاسة المجلس الجماعي للمحمدية باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، بات اليوم بعيداً عن مدينة "الزهور"، سواء سياسياً أو على مستوى الحضور الميداني. عوامل كثيرة تغيرت منذ فوزه، أولها تفكك القاعدة الانتخابية التي اعتمد عليها سابقاً، خاصة ساكنة دور الصفيح التي شُتتت بعد عمليات الهدم وإعادة الإيواء في ضواحي المدينة. كما أن أوراق القوة التي لعب بها أيت منا في انتخابات 2021 لم تعد صالحة اليوم. يومها، كان رئيساً لشباب المحمدية، وتمكن من تحقيق إنجاز الصعود إلى القسم الأول، مستثمراً هذا الانتصار رياضياً وسياسياً. لكنه ما لبث أن غادر الفريق نحو الوداد، تاركاً وراءه نادياً منهكاً عاد إلى الدرجة الثانية، وسط امتعاض واسع من جماهير المدينة وناخبيها الذين لم ينسوا وعوده ولا "الملايير" التي قال إنه سيضخها في الفريق، لكن الضربة القاصمة تظل، حسب ذات المصادر، الحصيلة الضعيفة التي قدمها أيت منا على رأس مجلس جماعة المحمدية، والتي وُصفت ب"الكارثية". لا المشاريع أنجزت، ولا الالتزامات تم الوفاء بها، ما جعل حتى أنصاره السابقين يعيدون النظر في دعمهم له. هذا الوضع يضع حزب التجمع الوطني للأحرار أمام تحدٍّ كبير، وهو العثور على من سيعوض أيت منا في دائرة حساسة كالمحمدية؟ الحزب الطامح لقيادة "حكومة المونديال" يحتاج إلى أسماء قادرة على ضمان النتائج في كل الجبهات، وأيت منا، على ما يبدو، لم يعد ذاك الرجل الذي يمكن الرهان عليه.