عاش جمهور مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء أمس الأحد، لحظات موسيقية استثنائية مع صوت السول العميق للفنان البريطاني من أصول أوغندية، مايكل كيوانواكا، ضمن فعاليات الدورة ال20 لمهرجان موازين – إيقاعات العالم. وافتتح كيوانواكا الحفل بأغنيته "Rule the World"، التي حملت توقيعه الفني المميز بمزج السول والروك والفولك، مبهرا الحاضرين بإحساسه العالي وتفاعله التلقائي مع الجمهور. وفي كلمة له، عبر الفنان القادم من لندن عن سعادته بالمشاركة في الدورة الحالية من المهرجان، وقال "من الجميل أن أغني في هذه المدينة الساحرة في هذه الليلة"، قبل أن ينتقل من العزف على الغيتار إلى البيانو، مما أضفى دفئا خاصا على أجواء الأمسية. وتوالى الأداء الراقي مع أغنية "Love and Hate"، التي عكست صراعات الهوية والانتماء، قبل أن يشدو كيوانواكا بعمله المميز "Four Long Years"، حيث انسجم صوت الفنان مع أداء فرقته، في توليفة موسيقية لافتة طبعت المشهد الفني للحفل. وكانت اللحظة الأكثر دفئا مع أغنية "Home Again"، التي ردد الجمهور كلماتها، قبل أن تصل السهرة إلى ذروتها مع الأداء المنتظر لأغنية "Cold Little Heart"، أشهر أعمال كيوانواكا، والتي استقبلها الجمهور بتصفيق طويل وردد مقاطعها. وقد تميز أداء كيوانواكا بعمق إنساني نادر وحضور فني راق، ليمنح الحاضرين واحدة من أجمل لحظات هذه الدورة من مهرجان موازين، التي ما تزال وفية لرهانها على التنوع الموسيقي والانفتاح على الأصوات العالمية. ويعد مايكل كيوانواكا من أبرز الأصوات البريطانية المعاصرة في موسيقى السول والروك البديل. و لد في لندن سنة 1987 لأبوين من أصول أوغندية، وبدأ مسيرته الفنية كعازف غيتار قبل أن يلفت الأنظار بصوته العميق وأسلوبه المتفر د في الكتابة والتلحين والمزج بين السول، الفولك، والروك البديل. ويحظى كيوانواكا بإشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، خصوصا بعد صدور ألبومه "Love & Hate" سنة 2016، الذي رس خ مكانته كأحد أهم وجوه الساحة الموسيقية البريطانية، ونال بذلك عدة جوائز مرموقة، من بينها جائزة "Mercury Prize" عام 2020 عن ألبومه "Kiwanuka"، بالإضافة إلى جوائز "Brit Awards"، مما يؤكد مكانته كأحد أبرز الأصوات الموسيقية المعاصرة في الساحة الدولية. وتقام الدورة العشرون لمهرجان "موازين – إيقاعات العالم" في الفترة من 20 إلى 28 يونيو الجاري، تحت الرعاية الملكيو، حيث تقترح دورة هذه السنة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق، ويجمع أبرز النجوم العرب والعالميين، ما يجعل الرباط وسلا ملتقى لتبادلات فنية استثنائية. كما يعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا فنيا لا محيد عنه بالنسبة لعشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أزيد من مليوني متفرج في كل واحدة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.