نشر مختبر البحوث الإنسانية التابع لجامعة ييل الأمريكية سلسلة من الصور الجديدة التي التُقطت لمدينة الفاشر في السودان بين 26 و28 أكتوبر، أظهرت مواقع تحولت إلى "مقابر جماعية محتملة" وأكواما من الأجسام البيضاء في محيط مستشفى الولادة في المدينة. وذكر التقرير أن طول هذه الأجسام يتراوح بين "متر وثلاثين سنتيمترا ومترين"، وهو ما يتطابق مع أبعاد جسم الإنسان ممددا أو مثني الأطراف، مع ظهور لون قريب من الأحمر على الأرض يشتبه بأنه دماء. وقال مدير المختبر رايموند أن هذه الصور "تشكل شرارة لغضب عام"، مؤكدا أن الأقمار الاصطناعية هي "الوسيلة الوحيدة تقريبا لمتابعة الكارثة الإنسانية في الفاشر، بسبب انقطاع الاتصالات ومنع دخول الصحافيين وعمال الإغاثة". ويصدر المختبر تقارير دورية بالتعاون مع الأممالمتحدة لرصد الانتهاكات في مناطق النزاع، بما في ذلك دارفور وكردفان. ومنذ سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع في السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، تواترت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وعمليات نهب وخطف. وقالت امرأة نجت من الحصار، في مدينة الطويلة المجاورة، إن "الاغتصاب كان جماعيا وأمام الناس، ولا أحد كان يستطيع أن يوقفه"، مضيفة أن "المشاهد لا تزال تطاردني في الليل". بدورها الأممالمتحدة أشارت إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت "انتهاكات جسيمة قد ترقى إلى جرائم حرب"، بينما حث الأمين العام أنطونيو غوتيريس أطراف النزاع على وقف ما وصفه ب"كابوس العنف" في السودان. وأكدت المنظمة الدولية أن الفاشر أصبحت واحدة من أكثر المناطق دمارا في البلاد، في ظل نقص الإمدادات الطبية والغذائية. وفي ظل انقطاع الاتصالات وإغلاق الطرق، تبقى الأقمار الاصطناعية المصدر شبه الوحيد لرؤية ما يجري على الأرض في الفاشر.