قال راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، إن القارة الإفريقية باتت تواجه أكبر عدد من النزاعات والأزمات في العالم، وفي مقدمتها الإرهاب الذي يضرب بشراسة ويعطل التنمية ويهجر ملايين السكان، محذرا من تنامي خطورته حين يتحالف مع النزعات الانفصالية بهدف إضعاف الدول وتقويض وحدتها الترابية. وجاءت تصريحات الطالبي العلمي خلال افتتاح الدورة الثالثة للجمعية العامة لمؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية، حيث دعا إلى تبني موقف إفريقي موحد وصارم في مواجهة، التحالف الخطير بين الإرهاب والانفصال، معتبرا أنه يشكل أحد أبرز التهديدات التي تزعزع أمن واستقرار القارة. وأكد رئيس مجلس النواب أن إفريقيا تتحمل اليوم العبء الأكبر من النزاعات والأزمات متعددة الأوجه، وعلى رأسها الإرهاب الأعمى الذي لا يكتفي بحصد الأرواح، بل يشل مسارات التنمية، ويعمق الهشاشة الاجتماعية، ويدفع بالملايين نحو النزوح واللجوء، فضلا عن تأثيره المباشر على استقرار المؤسسات الديمقراطية. وشدد على أن محاربة هذا الخطر تستلزم موقفا برلمانيا جامعا، يدين الجهات التي تموله وتخطط له وتستغله لضرب استقرار الدول. وفي جانب آخر من كلمته، توقف الطالبي العلمي عند التحديات المناخية التي تشكل بدورها تهديدا استراتيجيا للقارة، مشيرا إلى المفارقة التي تجعل إفريقيا من أكثر المناطق تضررا من الاختلالات المناخية رغم مساهمتها الضعيفة في الانبعاثات العالمية، وأبرز أن آثار هذه التحولات تشمل اضطرابات في الأمن الغذائي، وتراجعا في الموارد الطبيعية، وتزايدا في موجات الهجرة، موضحا أن غالبية التنقلات السكانية المرتبطة بالمناخ في إفريقيا تظل داخل حدود القارة نفسها، خلافا للصورة النمطية السائدة. وأكد العلمي أن مواجهة هذه التحديات، الأمنية والمناخية، تستلزم تعزيز التنسيق بين البرلمانات الإفريقية، والدفاع الموحد عن استقرار القارة ووحدتها الترابية، وإطلاق مبادرات مشتركة قادرة على حماية شعوبها وتأمين مستقبلها.