حملت نبيلة الرميلي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار و مديرة الصحة بجهة الدارالبيضاءسطات، بشرى سارة لساكنة مدينة الجديدة، بعدما أكدت أن مستشفى محمد الخامس بالمدينة، الذي يوصف كونه واحد من أكبر المستشفيات بالمغرب، سيتم ترميمه في غضون الأسابيع المقبلة، و سيتم مده بجهاز سكانير جديد، ليستجيب لحاجيات المواطنين، كما ستتم العناية بقسم المستعجلات بذات المستشفى. جاء هذا الكلام في اللقاء الذي خصصه حزب “التجمع الوطني للأحرار” للاستماع لساكنة مدينة الجديدة في إطار برنامج “100 يوم 100 مدينة”، الذي وصل إلى محطته ال 67، مساء أمس السبت، عبر منصة تفاعلية خاصة في احترام تام لتعليمات الحجر الصحي و حالة الطوارئ، هذا و تم رفع مقترحات وتوصيات المشاركين في أشغال اللقاء التفاعلي إلى المكتب السياسي للحزب، ليدافع عليها في مختلف المحطات الانتخابية المقبلة.
و أكدت الرميلي في كلمته للمشاركين في اللقاء التفاعلي، الذي حضره قرابة 200 من ساكنة مدينة الجديدة أنها تعمل جاهدة على تقليص الخصاص الكبير في الموارد البشرية الذي يعرفه مستشفى محمد الخامس بالجديد، و مده بأحدث التقنيات.
واسترسلت في كلمتها المطولة: “… هناك أشياء يجب أن نتداركها في هذا القطاع و نحن مستعدون للإستماع لساكنة مدينة الجديدة من جديد، كما أنوه بالعمل الجبار الذي قام به الأطباء في المدينة لمنع تفشي فيروس كورونا، حيث كانوا يتنقلون إلى مختلف الأحياء و الدواوير و لذلك يجب أن نصفق لهم”.
و في كلمة مماثلة أكد محمد بوسعيد، المنسق الوطني لمبادرة “100 يوم 100 مدينة” أن الهدف من هذه المبادرة هو “الاستماع لصوت ساكنة مدينة الجديدة و تحديد أولوياتهم”، مؤكدا على ضرورة استرجاع المدينة للدور التاريخي التي كانت تلعبه.
وقال مخاطبا المشاركين في أشغال اللقاء التفاعلي: “… الأفكار التي ستخرج من هذا اللقاء سنحاول أن ننزلها على أرض الواقع، حيث سنقف على رؤية موحدة للنهوض بالمدينة”.
و تحدث وزير المالية السابق بإسهاب على مدينة الجديدة، واصفا إياها ب “المدينة المحظوظة بحكم تنوع اقتصادها الذي يعتمد على الفلاحة و السياحة و الصناعة”، غير أنه في مقابل ذلك، يقول بوسعيد، “نجد فيها الفوارق و التفاوتات التي يجب أن نجد لها حلولا”.
وفي كلمة مماثلة أكد ناصر رفيق المنسق الاقليمي للحزب بالجديدة، أن اللقاء جرى في مستوى عال و متحضر على مستوى النقاش، واعدا المشاركين في أشغال اللقاء الذين وصل عددهم إلى قرابة ال 200 مشاركة ومشارك، بالتواصل بشكل مستمر مع ساكنة المدينة، مشيرا أن توصياتهم تمت صياغتها بهدف إعداد مشروع متكامل حول المدينة.
وختم كلامه بالقول: “… التواصل مع ساكنة الجديدة لن يقف هنا، بل سنستمر في التواصل”، مشيرا أن حزب التجمع الوطني للأحرار سيدفع بكفاءاته و أطره و شبابه و نسائه لخدمة مدينة الجديدة.
هذا و ألقى توفيق كميل، عضو المكتب السياسي و رئيس الفريق البرلماني للحزب، كلمة مماثلة أكد من خلالها أن مدينة الجديدة لم تأخذ حقها في التنمية، واصفا الأمر ب “غير المعقول”، فرغم أنها تمتلك منطقة سياحية (مزكان) و مركبا صناعيا كبيرا في الجرف الأصفر، غير أن تأثيرات هذه المشاريع لم تنعكس على واقع هذه المدينة.
وتابع ذات المتحدث: “.. سمعت مداخلات بعض المشاركين في أشغال ورشات هذا اللقاء التفاعلي فاتضح لي أن غالبية المشاكل المطروحة لها صلة بالتشغيل و الصحة و التعليم، وهو ما يزكي ما قدمه حزب الأحرار في كتاب ‘مسار الثقة'”، مؤكدا أنه “لا يمكن تحقيق أي نموذج تنموي بدون الاهتمام بهذه القطاعات الثلاث”.
وقال أيضا مخاطبا المشاركين في اللقاء من ساكنة الجديدة: “لا يمكننا أن ننجز سياسة ناجحة من دون الاستماع لمشاكل المواطنين و تبني سياسة القرب، بحكم أن ما وصلنا إليه اليوم هو بفعل سياسية الكرسي الفارغ”، و لذلك -يقول توفيق كميل- يجب أن نصوت في الانتخابات و أن نمارس السياسي، لأنه حينما لا نمارس السياسة فهي تمارس علينا.
هذا و أكد ياسين عكاشة، رئيس شبيبة الحزب بجهة الدارالبيضاءسطات، أن الهدف من تنظيم مبادرات على غرار “100 يوم 100 مدينة” يأتي عبر قناعة أنه “لا يمكن لأي فاعل سياسي أن يبلور سياسات دون استشارة المواطنين”، مؤكدا أن هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس عزيز أخنوش في بداية شهر نونبر من العام الماضي و يشرف على تنزيلها عضو المكتب السياسي محمد بوسعيد، “عرفت نجاحا كبيرا وبرهنت أن الحلول الحقيقية توجد عند المواطنين بحكم أنهم هم من يعرفون مشاكلهم”.
وتابع كلامه: “… كفاعلين سياسيين نؤمن أننا لا يمكن أن نطور بلادنا من دون بلورة استراتيجيات بخصوص المدن الصغيرة و المتوسطة”، مؤكدا أن مدينة الجديدة التي تتوفر على مؤهلات كبيرة سواء في الفلاحة أو السياحة أو الصناعة، بالاضافة إلى تاريخها العريق، تعاني من إشكاليات حقيقية تتمثل في كون من يدبرون شأنها المحلي ليست لديهم رؤية استراتيجية في التدبير، مؤكدا أن حزب التجمع الوطني للأحرار “لا يمارس السياسة بمنطق التعالي و لكنه يأخذ الحلول من المواطنين”.