مع اندلاع الأزمة الخليجية، اتخذت الرباط، موقفاً قائماً على "الحياد البنّاء" مع جميع الأطراف، حتى لا تضع نفسها في موقف " ضدنا أو معنا". الدور الذي لعبه المغرب، في الأزمة الخليجية، ساهم في استمرار علاقاته مع جميع الأطراف، وساهم في تعزيز علاقاته مع أطراف أخرى.
ويرى متتبعون، أنه رغم كون المملكة المغربية، بدلت جهود دبلوماسية كبيرة للمصالحة في بداية اندلاع الأزمة الخليجية، لكن بعد الخطوة التي خاضتها اتجاه الدوحة بزيارة الملك محمد السادس لأمير قطر، اعتبرت بأنها ضد خصوم هذه الأخيرة، مما جعل المغرب ينسحب من أي مبادرة ويترك مسافة بينه وبين الخلافات بين الدول الخليجية.
لكن رغم ذلك، ظل المغرب، يدعم جل الجهود الدبلوماسية التي تقودها الكويت من أجل رأب الصدع الخليجي، الذي انتهى بإعلان السعودية الثلاثاء عودة العلاقات الكاملة بين الدول المقاطعة وقطر بعد قمة خليجية في مدينة العلا السعودية.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت في يونيو 2017 العلاقات مع قطر، متهمة إياها بالتقرب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، الأمر الذي نفته الدوحة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحافي "ما تم اليوم بحكمة قيادات المجلس والأشقاء في جمهورية مصر العربية هو طي كامل لنقاط الخلاف وعودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية".
وكان قادة مجلس دول التعاون الخليجي وقعوا "بيان العلا" الذي قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه "لتأكيد التضامن والاستقرار"، خلال قمة هدفت الى بدء حل الأزمة القائمة بين قطر وأربع دول عربية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ووقع القادة المجتمعون في مدينة العلا في شمال غرب السعودية في إطار قمة لمجلس التعاون الخليجي بيانا، في حضور جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره. كما وقع على البيان وزير الخارجية المصري سامح شكري، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية المصرية.
وكان بن سلمان ألقى قبل ذلك مباشرة كلمة قال فيها إن جهود الكويت والولايات المتحدة أدت "بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي سيتم توقيعه في هذه القمة المباركة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها".
وأضاف "نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصا التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة".
وكانت الدول الأربع التي قاطعت قطر أصدرت في 2017 قائمة تضم 13 مطلبا من قطر تشمل إغلاق شبكة "الجزيرة" الإعلامية وخفض مستوى علاقات قطر مع تركيا. لكن الدوحة لم تستجب لأي من المطالب.