جاء مصطفى التراب إلى المكتب الشريف للفوسفاط سنة 2006، واستطاع في ظرف قياسي أن يغير عجلات عربة الفوسفاط في المغرب ليضبط مؤشرات سرعة الإنتاج مع التطلعات التي يرنو إليها المغرب في أفق العشرينيات من هذا القرن . رجل الذهب الأخضر كما يحلو للبعض أن يلقبه ومتعهد المهمات الصعبة من مواليد مدينة فاس المغربية وأب لثلاثة أولاد، استطاع في ظرف صعب أن يخرج المكتب الشريف للفوسفاط من المشاكل التي كانت تعيشها إدارته وكانت تعيق تسييرها. اختارته مجلة "لاتريبون" الفرنسية ضمن أكثر الشخصيات المغربية تأثيرا في القارة الإفريقية من الناحية الاقتصادية. حصل السيد مصطفى التراب على شهادة الماجستير سنة 1982 وعلى دكتوراه الدولة في البحث العملياتي سنة 1990 من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بمدينة كامبردج في الولاياتالمتحدة، وهو حاصل أيضا على شهادة مهندس من المدرسة الوطنية للطرق والقناطر بباريس 1979. التحق السيد مصطفى التراب بشركة بكتل للأعمال المدنية والمعادن سنة 1983 بسان فرانسيسكو، كاليفورنيا، كمحلل في مجال أنظمة النقل. واشتغل كأستاذ مساعد وباحث بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سنة 1986 لمدة ثلاث سنوات. بعدها عمل كمستشار بمختبر درابر بكمبردج في ولاية ماساتشوستس. ومن 1990 إلى 1992، عمل أستاذا مساعدا في قسم علوم القرار والنظم الهندسية وقسم الهندسة المدنية والبيئية بمعهد رنسليرپوليتكنيك بمدينة تروي، نيويورك، وهي نفس السنة التي ستعرف بداية تأسيس مشوار مصطفى التراب في المغرب، هذه البداية ستكون قوية عبر الديوان الملكي في عهد الحسن الثاني. وهي المهمة التي لم تكن غريبة عن مصطفى التراب، فجده لأمه مولاي محمد بلعربي العلوي، شيخ الإسلام ورئيس مجلس علماء القرويين، خبر القصر الملكي وتقلب في المناصب الرسمية وكان قطباً سياسيا لا خلاف حول وطنيته.
في سنة 1992، عين الملك الراحل مصطفى التراب مكلفا بمهمة بالديوان الملكي، وفي 1995 عين كاتبا عاما بالأمانة التنفيذية للقمة الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد كان السيد مصطفى التراب عضوا في مجموعة التفكير التي خلقها الحسن الثاني.
مصطفى التراب، الجالس اليوم على رئاسة المكتب الشريف للفوسفاط، من الأطر الإدارية التي قادت قطاع الاتصالات في المغرب في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، حيث شغل مديرا عاما للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات.
كما شغل منصب رئيس الاختصاصيين في التنظيم بالبنك الدولي من أبريل 2005 حتى فبراير 2006 بعد فترة جفاء ستطول بأقل الأضرار.
الرجل هادئ وهو يقود سفينة المكتب الوطني الشريف للفوسفاط لتجول بحار العالم في التسويق للبترول المغربي الأخضر، إنه قصة نجاح متحركة.