خلفيات "الحملة السياسية" بإسبانيا ضد حكومة سانشيز والمغرب

حالة من "الهجوم" تلك التي تعرض لها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قبيل الانتخابات المحلية القادمة، من قبل الأحزاب المعارضة بمجلس الشيوخ، تتهمه ب"الخضوع" للمغرب وإقالة وزراءه على "مزاج" الرباط.

ويمكن أن يفهم "المد الهجومي" لهذه الأحزاب، بسبب الرغبة في تسجيل "نقاط" سياسية قبيل الانتخابات المقررة هذا الصيف، لكن الامر امتد إلى الرغبة في "تعكير" العلاقات مع الرباط، كتهديد وزيرة العمل الإسبانية التي تطمح لرئاسة الحكومة المقبلة، ب"تغيير موقف بلادها من مخطط الحكم الذاتي في حالة فوزها بالانتخابات".

وتزامن كل هذا مع نشر صحيفة " إل كونفيدونسيال" لما تزعم أنه " تقرير استخباراتي" يشير إلى أن " الرباط اشترطت على مدريد إقالة وزيرة الخارجية السابقة أرانشا غونزاليس لايا، قبل عودة العلاقات، وهو ما تحقق بعد أسبوع"، هذا التقرير خلق حالة من "الهجوم والهيستيريا" لدى المعارضة التي وجدته "فرصة لضرب جهود الحكومة الحالية"، في تنمية العلاقات مع الجار "الاستراتيجي".

الخبير في العلاقات الدولية، حسن بالوان، يقول إن " جو اقتراب الانتخابات المحلية باسبانيا، انعكس على خطابات الأحزاب السياسية الإسبانية، خاصة اليمين المتطرف، الذي يجد في موضوع العلاقات مع المغرب، موضوعا خصبا لتحقيق أهدافها، وإبراز مواقف معادية من أجل تقريب الأصوات، لكن فور نهاية الانتخابات ستغير من جلدها".

وأورد بالوان في حديثه مع " الأيام 24″، أن " ما يجري حاليا أمر عاد، فهو معهود في ما يخص العلاقات الإسبانية-المغربية، فالأخيرة بحكم التحديات المشتركة تكون دائما موضع نقاش القوى السياسية".

مشيرا إلى أن " المواقف التي تكون في الحملات الانتخابية باسبانيا، لا تكون بالضرورة حاضرة عند استلام سدة الحكم".

وأردف المتحدث ذاته أن " الاتهامات التي وجهت للمغرب بخصوص ضغطه على حكومة سانشيز من أجل إقالة وزيرة الخارجية السابقة، تبقى باطلة لأن المغرب يحترم المواثيق الدولية ولا يتدخل في شؤون الدول الأخرى".

خالصا إلى أن " جميع الساسة الإسبان يعلمون أهمية العلاقات مع المغرب، وما لها من تأثير كبير على المستوى الإقليمي، الأمر الذي سيجعل كل قادم لرئاسة السلطة التنفيذية بمدريد يعي أن تعكير صفو العلاقات مع الرباط يكلفه الكثير".