قدمت الحكومة الإسبانية، مذكرة شفهية، إلى المغرب احتجاجا على الخارجية المغربية التي اعتبرت أن سبتة ومليلية المحتلتين مدينتان مغربيتان. وأكدت الحكومة الإسبانية في رسالتها إلى الرباط، أن الحدود الإسبانية، بما في ذلك سبتة ومليلية، معترف بها دوليا، وفق ما نقلت "وكالة أوروبا بريس" من جهة أخرى، كشفت صحيفة "الباييس" الإسبانية،أن المغرب، بعث، في وقت سابق، رسالة احتجاج إلى المفوضية الأوروبية بسبب اعتبار الأخيرة كل من سبتة ومليلية أرضا إسبانية؛ في حين أنها أراض مغربية محتلة.
وأوردت الجريدة الإسبانية، منذ أيام، خبر توجيه دبلوماسية الرباط رسالة احتجاج إلى المفوضية الأوروبية بسبب تصريحات نائب رئيس المفوضية الأوروبية اليوناني مارغريتيس شيناس؛ لأنه يشير في تصريحاته ومراسلاته إلى أن سبتة ومليلية مدينتين إسبانيتين، فيما تتشبث الرباط بانتمائهما إلى تراب المملكة. وفي هذا الصدد، قال حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، إنه ليست المرة الأولى التي سيدخل فيها المغرب وإسبانيا في سجال وشد وجذب حول المدينتين المغربيتين المحتلتين من قبل الاحتلال الاسباني. وأضاف بلوان، في تصريح خص به الأيام 24، أنه رغم العلاقات الجيدة بين الطرفين، خاصة خلال الفترة الأخيرة، فإن قضية المدينتين المحتلتين لم تصل إلى حل نهائي من الجانبين، ويتم تأخير الخوض في الموضوع لصالح مواضيع أخرى، على غرار الحدود، والهجرة والقضايا المتعلقة بالتعاون الأمني، والملفات الاقتصادية والسياسية الأخرى. وتابع قائلا لا أعتقد أن هذا السجال الذي وقع خلال الأيام الأخيرة حول المدينتين السلبيتين سيؤثر على العلاقات بين البلدين التي تتطور باستمرار، في ظل حكومة اليسار الاشتراكي، والتي اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه وهو موقف شجاع وتاريخي أدخل العلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة من التعاون الثنائي المثمر. وأضاف بلوان أنه بالرغم من هذا النقاش القديم الجديد، إلا أنه يأتي الآن في سياق سياسي مطبوع بالانتخابات بإسبانيا، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية بكل الوانها تخصص حيزا مهما للعلاقات بين الرباط ومدريد، في حملاتها وبرامجها الانتخابية تحضر فيها بشكل لافت المدينتين المحتلتين. وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن المغرب لا يمكنه في بأي حال من الأحوال أن يتنازل عن المدينتين السليبتين، وهو يفاوض من موقع قوة، مضيفا أن هناك أصواتا ظهرت بإسبانيا تقول أن استرجاع المملكة للمدينتين هو مسألة وقت فقط.
