تسارع العديد من الدول العربية والدولية الى إنتاج الهيدروجين الأخضر، من أجل استخدامه بديلا للطاقة الاحفورية، سعيا منها إلى معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، ومحاربة التغيرات المناخية وتأثيرتها على الإقتصادات العالمية. وأصبحت المملكة المغربية تعتبر من الدول الرائدة في انتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة شمال أفريقيا، مع إمكانياته على تحقيق مراتب متقدمة جانب دول أخرى واعدة في هذا المجال الطاقي، حسب دراسات وأبحاث علمية. في هذا السياق، انطلقت اليوم الثلاثاء، بمدينة مراكش، فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته (World PtX Summit)، بمشاركة وازنة لواضعي السياسات ورواد الصناعة وخبراء الأبحاث والمبتكرين العالميين. هل يمكن للهيدروجين الأخضر أن يساعد المغرب خاصة والعالم على وجه العموم من التغيرات المناخية ؟ في إجابته عن هذا السؤال، قال حكيم الفيلالي، الأستاذ الجامعي بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة، والباحث في قضايا البيئة والماء، إنه "هناك أهداف مسطرة على الصعيد العالمي ترمي إلى تقليص نسبة الاحتباس الحراري، من خلال الانتقال من الطاقة التقليدية الاحفورية إلى الطاقة البديلة كالهيدروجين الأخضر". وأورد حكيم الفيلالي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "في الوقت الحالي هناك تزايد على الحاجيات الطاقية، ليس فقط في المغرب ولكن في جميع الدول"، مؤكداً على أنه "هناك طلب اخر يرمي إلى تخفيض الطاقات الاحفورية، من أجل خفض نسبة الانبعاثات الغازية، والحد من الاحتباس الذي يعرفه العالم"، مبرزا أن "الهيدروجين الأخضر اصبح من التدابير اللازمة التي تسد شيئا ما الحاجيات الطاقية للمغرب".
"نسبة استعمال المغرب للطاقات المتجددة فهو ضعيف مقارنة مع المجهودات المبذولة في انتاج هذه الطاقة، كمشروع نور 1 و2 وأيضا المشاريع المتعلقة بالطاقة الريحية"، يقول المتحدث، مضيفا أن "رهان اليوم لا يقتصر فقط على المغرب بل على جميع دول العالم، وأن تقليص نسبة استهلاك الطاقة هو الهدف المنشود في المستقبل". وخلص المتحدث عينه إلى أن "مشروع المغرب في ما يخص الطاقة لا يجب أن ينصب فقط في البحث عن بدائل للطاقة البديلة، او الاستثمار في الطاقات المتجددة، بل يجب أن يعادل الاقتصاد في استهلاك الطاقة في جميع المجالات".