من البحث العلمي إلى الإبداع الفني والثقافي، مرورا بالابتكار التكنولوجي، كشف حفل الدورة الثانية لجائزة المغرب للشباب، الجمعة، عن أفكار ومشاريع إبداعية فريدة في حقول مختلفة، اجترحها شابات وشُبّان مغاربة، أكدوا من خلالها "مُواكبة جُملة من التحديات التي يرفعها المغرب كتملك منصة ذكاء اصطناعي محلية، والدفع بصناعات السيارات الكهربائية، إلى جانب إقلاع الصناعات الثقافية". وخلال الحفل الذي أُقيم بالمكتبة الوطنية للمملكة بالرباط، وترأسه وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، بحضور وزراء وشخصيات ثقافية وفنية مختلفة، تأكدّت من خلال المشاريع، التي استلتها لجان التحكيم من بين 712 مشروعا متقدّما للجائزة، "قُدرة الشباب المغربي، لدى توفر الظروف والتشجيع، على تفجير الإبداع للمساهمة في تحقيق الحلم المغربي". يُشار إلى أن المبادرة المقامة في دورتها الثانية تمنح ثلاث جوائز عن خمس فئات، تبلغ قيمة الأولى 20 مليون سنتيم، والثانية 10 ملايين سنتيم، بينما تبلغ الثالثة 5 ملايين سنتيم. إبداع شبابي يواكب وقال بنسعيد في كلمته إن "هذه الجائزة تنظم برعاية الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يولي اهتماما بالشباب، اعتبارا للمكانة التي يحتلها في المجتمع المغربي"، مبرزا أنها "ليست مجرد احتفال بالنجاح، بل هي تجسيد حقيقي لثقافة الاعتراف بالجهود المبذولة والطاقات الكامنة لدى الشباب الواعد". وأشار إلى أن الدورة الأولى للجائزة، كما الثانية، عرفتا إقبالا كبيرا "يعكس الطموح الهائل الذي يحمله الشباب المغربي؛ طموح في الابتكار وإبداع الحلول المساهمة في مسيرة التنمية المغربية" بقيادة الملك محمد السادس. كما يمتد هذا الطموح، يضيف الوزير، إلى "إحداث التغيير، والسعي للحصول على الفرصة العادلة، وكذلك انتظار ترجمة الأفكار التي تحملها هذه الفئة على أرض الواقع"، مؤكدا أن الاعتراف بإبداع الشباب المغربي، من خلال الجائزة، "خطوة أساسية في تشجيع الابتكار وتحفيز تفجير المزيد من النجاح، كما يؤشر على تقدير الشباب وقيمتهم العالية في المجتمع". واستحضر الوزير تأكيد الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة عيد العرش، أن "الشباب المغربي متى توفرت له الظروف دائما ما يبهر العالم بإنجازات كبيرة كتلك التي حققها المنتخب الوطني"، مُضيفا أنه انطلاقا من هذه الرؤية تعمل الوزارة على توفير الظروف للشباب المغربي لتفجير طاقاته الإبداعية وتحقيق أهدافه. شباب يتألق باعتراف غالبية أعضاء ورؤساء لجان التحكيم، الذين قدّموا أسماء الفائزين، لم يخل مسار حسم المشاريع التي ستتوّج بالجائزة، أساسا ثلاثة مشاريع عن كل فئة، من صعوبة بالغة، فالسواد الأعظم من الأفكار والمشاريع المتنافسة بكر وغير مطروق في مجالات مختلفة. وفي هذا الصدد حصدت الطالبة في سلك دكتوراة الطب، شيماء رشدي، الجائزة الأولى في فئة البحث العلمي عن مشروعها الذي استكشف طرقا جديدة لتحسين كمية ونوعية الحيوانات المنوية. بينما آلت الثانية إلى ربيع الباشا عن مشروعه "مدونة موحدة للطاقة"؛ في حين نالت الثالثة البيضاء ماء العينين عن مشروعها "استعمال التعلم الآلي في تحديد خرائط المخاطر الطبيعية في المناطق الحضرية". وبخصوص فئة الابتكار التكنولوجي، فازت الشابة نسرين صديق بالجائزة الأولى عن مشروعها "لومينا..مركبة كهربائية بالطاقة الشمسية"، متبوعة بمريم نايري، صاحبة مشروع "منصة مور للذكاء الاصطناعي"، في حين ظفر بالجائزة الثالثة عثمان حنيف عن مشروعه "مرشد.. مساعد السياحة الذكي للمغرب". وتقدّمت هدى بنخودة قائمة المتوّجين بجائزة فئة العمل التطوعي، بعدما بنى مشروعها طريق تطوع سمّته "من التضامن إلى التأثير.. من جبال الحوز إلى صوت المجتمعات". وحلّت خلفها صاحبة الجائزة الثانية كنزة سمود، التي طرحت "شباب ضد الأخبار الزائفة"؛ بينما ظفر بالمركز الثالث الشاب عثمان الشرقاوي الدقاقي عن مشروعه "أيكوب المغرب". وعن فئة المقاولة، حصدت الشابة خديجة عبوسو الجائزة الأولى بعد إنتاجها "شيبس صحي مجفف بالتجميد"، بينما توجت مريم زهير بالجائزة الثانية عن مشروعها "سمارت كوليكت". أما الشباب الذي تمكّنوا من انتزاع جوائز الإبداع الثقافي والفني، وتسلموها من الوزير محمد المهدي بنسعيد، فهم أمين مكروم، الذي تبوأ المرتبة الأولى بمشروعه "استوديو لايزي دريمرز المغرب" لترجمة الرسوم المتحركة، ومحمد اغرغيوي، الذي فاز بالجائزة الثانية عن مشروع "شظايا الهوية بين الأصالة والمعاصرة". فيما آلت الجائزة الثالثة إلى الفريحي إسماعيل عن مشروعه "كتابة القرآن الكريم بالخط والزخرفة المغربية". إبداعات مُلهمة المتوّج بالجائزة الأولى عن فئة الإبداع الفني والثقافي، أمين مكروم، عن مشروعه "لايزي دريمرز المغرب"، أكدّ لهسبريس على هامش الحفل أن "هذا مشروع استوديو تحريك ينجز رسوما متحركة يابانية، ويهدف إلى إبداع منتج مغربي مئة في المئة وبمواصفات عالمية". وأوضح مكروم أن "المشروع يسلط الضوء على الثقافة المغربية عن طريق رسوم متحركة قادرة على جذب الشباب"، مبرزا أن "مبادرة جائزة المغرب الشبابي جيّدة ومكنت المشاركين من التعرّف إلى مجموعة من الشباب المبدعين في حقول مختلفة، فضلا عن التشبيك مع أصحاب مشاريع جيّدة في كل المجالات". أما شيماء رشدي، الطالبة الباحثة بكلية الطب والصيدلة بوجدة، التي حصدت الجائزة الأولى- صنف البحث العلمي، فأفادت أن مشروعها المتوّج "يهدف إلى تحسين جودة الحيوانات المنوية بتقنيات حديثة، تهدف إلى مساعدة الأزواج الذين يعانون من العقم".