بعد الزيارة التي قام بها هورست كوهلر المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء للمغرب، ولقائه بالملك محمد السادس، والتوجه بعدها إلى مخيمات تندوف، يبقى غياب زيارة مدينة العيون عن أجندة المبعوث الأممي من بين أبرز ما يمكن تسجيله من هذه الزيارة. وفي هذا السياق، قال محمد الطيار، الخبير في شؤون الصحراء، إن عدم زيارة المبعوث الأممي للعيون تخدم كثيرا المملكة المغربية، على اعتبار أن البوليساريو في السابق كانت تستغل حلول أي ممثل للأمم المتحدة لتجييش التابعين لها والانفصاليين، قصد إظهار تواجدها في هذه المدينة، وعرقلة مسار الزيارة ككل، وهذه أسباب كافية لتدفع المبعوث الأممي لتفادي أي زياة للأقاليم الجنوبية، يتابع المتحدث قوله.
وأضاف الطيار في تصريح ل"الأيام24" أن المتتبع قد لا ينتبه إلى أن وصول كوهلر إلى المغرب يأتي مع قرب الاحتفال بالمسيرة الخضراء، وهذا الأمر بحسبه ليس عاديا ويحمل دلالات عدة، "كما يبين أن الموقف المغربي أصبح له أهمية كبرى على مستوى المنتظم الدولي والأمم المتحدة خاصة".
وعلى عكس منحى المبعوث السابق كريستوف الروس، يرى الطيار أن الخبرة الطويلة لكولر قادرة على فتح المفاوضات التي توقفت منذ 2012، وتغيير الكثير من المعطيات المرتبطة بالوضع في الصحراء، وأن المبعوث الجديد سيبتعد عن الانحياز إلى "العسكر الجزائري" الذي طبع مرحلة الروس، على حد قول المتحدث ذاته.
ونبه الطيار إلى أن مجلس الأمن في قراره الأخير أكد أن الجزائر طرف أساسي في النزاع، وهذا المعطى يجب أن نضعه في السياق الدولي الرافض للانفصال، والذي برز في إسبانيا وكردستان، "ما يعني أن الجميع يتجه إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".
واستغرب الخبير من كون الجزائر تعتبر المحتجزين في تندوف باللاجئين على الرغم من أنهم لا يحملون بطاقة لاجئ أممي، وترفض إحصاءهم، وتمنع كافة المنظمات الدولية التي تقوم بمثل هذه العمليات داخل المخيمات.
وأوضح المتحدث أن الظروف الحالية في الجزائر اقتصاديا ودبلوماسيا، تخدم كثيرا الموقف المغربي والمتمثل في الحكم الذاتي، فالجزائر تقهقرت في الاتحاد الافريقي وعمقها الاستراتيجي، كما أنها أصبحت تفقد السيطرة على مخيمات تندوف، مع تزايد العصابات التي تسيطر على هذه المنطقة.