الخط : إستمع للمقال استضاف مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة هذا العام إيطاليا كضيفة شرف، حيث قدمت أنغام الباروك الإيطالي تلاقيا مميزا مع الموسيقى الأندلسية وأصوات التصوف الإفريقي، في إطار دورة استثنائية تجمع بين ثقافات متعددة وتراث موسيقي غني. تحت شعار "النهضة"، جاءت مشاركة إيطاليا غنية بالدلالات، خصوصا من خلال تكريم المؤلف كلاوديو مونتيفيردي، أحد أبرز وجوه الموسيقى الإيطالية في القرن السابع عشر، في حفل جمع بين أوركسترا مهرجان مونتيفيردي وأوركسترا فاس للموسيقى الأندلسية، في مزج إبداعي بين الباروك والأنغام الأندلسية. وفي هذا الصدد، أوضح قائد الأوركسترا الإيطالية أنطونيو غريكو، في تصريح للصحافة، أن فرقته "متخصصة في موسيقى عصر الباروك وعصر النهضة، وهي موسيقى تعتمد كثيرا على الارتجال"، مضيفا أن هذا الجانب يجعلها "قريبة من الحس الإبداعي المغربي، حيث يتم التعبير عن الروح من خلال حرية الأداء". وفي نفس السياق، لم تكن المشاركة الإيطالية شكلية أو بروتوكولية، بل حملت روحا فنية أصيلة، عززها التعاون مع فنانين من مشارب ثقافية وروحية متعددة. ولعلّ أبرز لحظات هذا التلاقي تجلّت في العرض المشترك الذي جمع بين المغنية الفرنسية باتيستا أكوافيفا ومنشدي الطريقة المريدية من السنغال، في أداء صوفي عابر للأديان. الشيخ أحمدو بامبا نداو، ممثل الطريقة، قال بدوره في تصريح صحفي، إن "الغناء المشترك والتعرف على الآخر دينيا وثقافيا هو أحد سبل مقاومة التطرف الديني، ووسيلة لتعليم الناس الانفتاح والتسامح". من جانبه، أكد المنشد المغربي إسماعيل بوجيز في تصريح مماثل أن "الروح هي التي تتكلم في مثل هذه اللقاءات"، مشيرا في تصريحه إلى أن "الاختلاف لا يلغي القدرة على التلاقي حول قيم المحبة والتعايش"، مضيفا: "نحن في المغرب، بلد الطيب والانفتاح". وبهذا، أضفت إيطاليا من خلال حضورها كضيفة شرف في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بُعدا جديدا وغنيا للحدث، معززة بذلك جسور التبادل الثقافي والفني بين المغرب وأوروبا، حيث مثّل هذا التكريم تجسيدا حيا لروح التعاون والانفتاح التي تحتضنها فاس، مما جعل من الموسيقى لغة عالمية تجمع بين مختلف الشعوب وتفتح آفاقا رحبة للحوار والتفاهم. الوسوم إيطاليا الموسيقى العالمية العريقة مهرجان فاس