في إطار بحثها المتواصل عن كل ما يساهم في تحسين جودة التكوين وسعيا منها لتقريب المتدربين من حقيقة ميدان العمل نظمت مؤسسة CCFA للتكوين في السياحة والطيران بمراكش وبتعاون مع شركة الخطوط الجوية العربية، وكذا المكتب الوطني للمطارات، رحلة بيداغوجية عبارة عن درس ميداني لفائدة متدربي الضيافة الجوية، وذلك على متن إحدى طائرات الشركة. وقد كان من أهم مقاصد هذه الرحلة، كما أكد على ذلك يوسف فهمي مدير المؤسسة، هو تمكين الطلبة من أن يعيشوا أجواء الطيران بمختلف مراحله من جهة وكذا التعرف عن قرب على مهنة المضيف أو المضيفة التي هم بصدد الاستعداد لممارستها من جهة أخرى. وبما أن الحيز الزمني بين رحلة الذهاب ورحلة الإياب قد قارب اليومين فقد وضعت المؤسسة برنامجا حافلا بالأنشطة التثقيفية والترفيهية لفائدة الطلبة جعلت الرحلة تكتسي طابعا استطلاعيا بامتياز. وفي هذا الاطار، فإن الرحلة التي ضمت زهاء الثمانين فردا بين متدربين ومكونين ومرافقين وإعلاميين قد عرفت تنظيم زيارة ميدانية لمطار فاس سايس تجند لإنجاحها كل الطاقم المسير للمطار وعلى رأسهم المدير نور الدين لغني الذي ألقى بهذه المناسبة كلمة ترحيبية أثنى فيها على هذه المبادرة و حث الطلبة على بدل قصارى جهودهم في التحصيل والتدريب ليكونوا في مستوى ما ينتظره منهم القطاع السياحي بالمغرب بوجه عام وقطاع الطيران على وجه الخصوص. بعد ذلك قدمت للطلبة عروض وشروحات حول المطار في حلته الجديدة والدور الذي أصبح يلعبه في التنمية الاقتصادية بالبلاد. وفي هذا السياف فقد ركزت المداخلات على التطور التكنولوجي الذي عرفه المطار إذ تم تزويده بتجهيزات تكنولوجية متطورة تستجيب للمعايير الدولية المعمول بها في مجال السلامة والأمن وجودة الخدمات. كما أنه يتميز بهندسة عصرية تتيح الاستغلال الأمثل للفضاءات من أجل تدبير سلس للمسافرين، إلى جانب توفير إضاءة طبيعية بفضل واجهات زجاجية على الجهتين المقابلتين للمدرج والمدينة، والتي تمنح المسافرين فضاءات داخلية جذابة. إثر ذلك انتقل الوفد الزائر الى المنتجع السياحي "موصل سايس" المتواجد بمنطقة سيدي خيار قرب إيموزار والذي سيستضيفه طيلة مدة الرحلة. وبعد إتمام إجراءات الدخول والمبيت وأخد قسط من الراحة صعد الحاضرون الى قاعة الندوات حيث كانوا على موعد مع مداخلة شيقة ألقاها سعيد بن عمر العمراني مستشار العلاقات الد ولية ومدير مؤسسة التراث حول تراث مدينة فاس وما تزخر به معالم ومآثر تجسد العمق التاريخي والحضاري للمدينة وقد طاف المحاضر بالطلبة عبر عددا من الأسوار والأبراج والمساجد والأضرحة والحمامات والمدارس العتيقة والفنادق وغيرها من المعالم التي تزخر بها المدينة العاصمة العلمية والروحية للمغرب.