البطولة الاحترافية.. يوسفية برشيد يغادر قسم النخبة    جريمة بشعة تهز طنجة .. توقيف زوجة وأبنائها بعد قتلهم الأب ودفن جثته منذ 6 سنوات    تاركين وراءهم أبناء وعائلات.. "الانتحار" يحصد 4 أرواح بمدن الشمال خلال 3 أيام    الشرقاوي الروداني يكتب: الانتخابات في جنوب إفريقيا بين صراع الأحزاب وتطلعات التغيير    الريال يتوج بدوري أبطال أوروبا للمرة ال 15 في تاريخه    أداء أسبوعي سلبي في بورصة البيضاء    الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يتوج الكعبي أفضل لاعب في دوري المؤتمر الأوروبي    تعيين "عادل الفقير" مديرا عاما جديدا للمكتب الوطني للمطارات    تعيين "طارق مفضل" رئيسا مديرا عاما جديدا للوكالة المغربية للطاقة المستدامة    من هو "مصطفى فارس" المدير العام الجديد للوكالة الوطنية للموانئ؟    عملية احتيال غير مسبوقة قُبيل نهائي دوري أبطال أوروبا!!    الخارجية الإسرائيلية توضح خطأ الخريطة.. تأكيد على اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه    رصيف الصحافة: "الموت المفاجئ" في الملاعب يسائل العناية بصحة الرياضيين    الفلامينغو يمتع جمهور "باب الماكينة"    بلقيس تصور كليب لخامس أغنية لها باللهجة المغربية بتطوان    رقم معاملات مكتب السكك الحديدية يتجاوز 1,02 مليار درهم في متم مارس 2024    الصحراء المغربية.. السفير هلال يندد باستغلال الجزائر لفترة ولايتها في مجلس الأمن    مستشارون برلمانيون يدعون رئيس الحكومة للتدخل من أجل حل ملف طلبة الطب    فاطمة الزهراء قنبوع تكشف رغبتها بتعلم الريفية: "كنحماق على الريافة، وكنموت على الريف"    توقعات لهبات رياح قوية نوعا ما بمنطقة طنجة    ثلاثة مواطنين مغاربة يعودون من محنة الاختطاف في ميانمار    جدل عيد الأضحى.. ما الحكم الشرعي لشراء أضحية العيد بالوزن أو الكيل؟    "السجلات الإلكترونية" تتوج مديرية الأمن بجائزة التميز الرقمي    الإعلان عن هزة أرضية بإقليم تطوان    الحكومة تعقد مجلسا السبت استعدادا لمجلس وزاري مرتقب في نفس اليوم    المغرب واليابان عازمان على تعزيز علاقاتهما "الودية تاريخيا والقائمة على روابط الصداقة بين الأسرتين الإمبراطورية والملكية"    المديرية العامة للأمن الوطني تحوز على جائزة "ريادة" للحكومة الإلكترونية    تحالف "أوبك+" يعقد اجتماع يونيو حضوريا في الرياض    مخاوف صحية تؤجل صعود بول وتايسون إلى حلبة الملاكمة    جمعية أنصار الجيش الملكي تدعوا السلطات التطوانية للسماح بتنقل الجماهير العسكرية    محامي الشيبي بعد قرار التوقيف: "اللاعب كرامته غالية.. وسنصعد الأمر في كل الجهات"    جماعة بجهة كلميم "تتجاهل" دورية لفتيت وتطلق سند طلب "الطواجن والفواكه"    وفاة ماريون روبنسون عن 86 عاما تحزن أسرة أوباما    "حماس" ترصد 95 قتيلا في 24 ساعة    تحكي جزءا من قصتها.. دنيا بطمة تصدر أغنية "مطلقة"    المغرب يستعد لإعلان صفقة بناء محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال في الناظور    كاب درعة بطانطان: اختتام تمرين "الأسد الافريقي 2024"    سوء التغذية يواصل الفتك بأطفال غزة    افتتاح المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بتطوان    تعاون مغربي موريتاني لتبادل المعلومات في مجال التحول الرقمي    مراكش.. الأمن يتفاعل مع شريط فيديو لسيدة تتهم طليقها الأجنبي بالجاسوسية    إحياء لأعمال محمد عبد الوهاب ووردة بدار الأوبرا المصرية    افتتاح معرض ضخم للرسم على الجدران وسط موسكو    بايدن يعرض خطة إسرائيلية جديدة لهدنة في غزة ويدعو حماس لقبولها    ياسين بونو يفوز بجائزة أفضل لاعب في نهائي كأس الملك    تمديد آجال الترشح لجائزة الصحافة البرلمانية برسم سنة 2024    "المهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع" بتونس    الأمثال العامية بتطوان... (613)    المغرب يسجل 47 إصابة جديدة ب"كوفيد"    جهة الرباط تتصدر إصابات "كورونا" الجديدة    من العاصمة : حكومة أفلاطون    توديع فوج حجاج إقليم تاوريرت المتوجهين إلى بيت الله الحرام    وصول أولى طلائع الحجاج المغاربة إلى المدينة المنورة يتقدمهم حجاج الأقاليم الجنوبية    4 فوائد صحية محتملة للقهوة "رغم أضرارها"    "العلم" تواكب عمل البعثة الطبية المغربية لتقريب خدماتها من الحجاج في مكة والمدينة    عامل المضيق الفنيدق يستقبل الحجاج المتوجهين للديار المقدسة    «الموسوم الوجيه بأعلام آل الشبيه» : كتاب يتتبع مسار العائلة والزاوية الإدريسية لثلاثة قرون    أول مغربية تقاضي أسترازينيكا تصف الحكم القضائي بالتعويض المالي بالمنصف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذخائر غير المنفجرة، قنابل موقوتة بعد الحرب في غزة
نشر في الأيام 24 يوم 03 - 04 - 2024


BBC
" لم نر شيئا كهذا منذ آخر حرب كبرى في أوروبا " هكذا تحدث تشارلز بيرش ، رئيس دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية، عن حجم أزمة القنابل غير المنفجرة في غزة جراء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.
وبينما تسعى أطراف عربية ودولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أملا في أن يمنح المدنيين هناك بعضا من الأمان، تشكل الذخائر ومخلفات الحرب غير المنفجرة، والعالقة في أراض قطاع غزة وحطام المباني، أزمة شديدة الخطورة قد لا يُعرف مداها إلا بعد أن تضع الحرب أوزارها.
وتُعرّف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذخائر غير المنفجرة بمخلفات الحرب من أسلحة والتي لم تنفجر عند تفعيلها وتُركت في أعقاب نزاع مسلح، مثل القنابل والصواريخ والقذائف المدفعية والقنابل اليدوية. ويمكن أن تتسبب في قتل وإصابة الآلاف من الأشخاص حول العالم سنوياً جراء انفجارها.
ويقول بيرش، الذي كان يباشر عمله في غزة حتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن القطاع ليست به حقول ألغام، لكن به كميات كبيرة من الذخائر غير المنفجرة التي قد تحتاج سنوات لإزالتها بطريقة آمنة، وقد تكلف إزالتها مليارات الدولارات.
* "حرب غزة" نقطة تحوّل تضع الاتفاقيات الأردنية الإسرائيلية في دائرة المراجعة
* من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟
* "الدول العربية لن ترسل قوة عسكرية إلى غزة دون مفاوضات لإنهاء الصراع" - تايمز أوف إسرائيل
فالفريق الذي يعمل فيه بيرش في غزة كان يحتاج إلى شهر كامل لإزالة قنبلة جوية عميقة واحدة بشكل آمن خلال الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس. ويقول بيرش إن 10 بالمئة من الذخائر لا تعمل كما صُممت، وهي ما يشكل لاحقا مخلفات الحرب القابلة للانفجار، إلا أن هذه النسبة تتفاوت باختلاف نوع السلاح.
ومن غير المعلوم على وجه الدقة، عدد القنابل والذخائر التي استخدمها الجيش الإسرائيلي منذ بداية القتال، إلا أن الجيش أكد في تصريح لبي بي سي، أنه نفذ أكثر من 30 ألف غارة جوية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وفي وقت سابق صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، بأن الجيش أسقط 10 آلاف قنبلة خلال الستة وعشرين يوما الأولى من الحرب بواقع نحو 384 قنبلة يوميا. ويعتقد خبراء عسكريون أن الجيش الإسرائيلي أسقط عشرات آلاف القنابل على غزة منذ بداية الحرب.
ويشير تقرير لمنظمة "الإنسان والتضامن" المعنية بحماية المدنيين من الأسلحة المتفجرة، نقلاً عن المكتب الإعلامي الحكومي في غز، إلى أنه تم إسقاط 45 ألف قنبلة خلال التسعة وثمانين يوما الأولى من الحرب أي نحو 505 قنبلة يوميا.
الوقت والكلفة أكبر التحديات
BBC آثار مواقع القنابل غير المنفجرة في الحرب العالمية الثانية في كوسلي، جنوب بولندا. (المجلة الدولية لعلم الآثار التاريخية 2022)
إلى جانب عنصر الوقت والتكلفة فإن هناك تحديات أخرى تكمن في كيفية استخراج هذه الذخائر بطريقة آمنة. فبحسب الأمم المتحدة، فإن القنابل التي لم تنفجر تقبع في باطن الأرض. وفي حالة غزة تختفي تحت أطنان الركام التي تقدرها منظمة الأونوروا بأنه أكثر من 23 مليون طن، وبالطبع هناك خطورة أن تنفجر لاحقا، وهو ما سيشكل عائقا أمام عمليات إعادة الإعمار في القطاع المدمر.
وتشير عدة أوراق بحثية إلى أن هذه القنابل قد تتحرك من مكان سقوطها لأماكن أخرى صعودا للسطح في عملية تسمى انجراف القنبلة أو "الدريفتينغ"، ومسارها حينها تحدده الكثير من العوامل مثل الطريقة التي زُرعت فيها في التربة اعتمادا على الزاوية التي سقطت بها وأيضا وجود عوائق صلبة أو مرنة قد تغير مسارها.
لم تفصح إسرائيل عن أنواع الذخائر والقنابل التي استخدمتها، لكن خبراء مثل براين كاستنر، خبير الأسلحة بمنظمة العفو الدولية، يرجحون من حجم الدمار في غزة، أنها استخدمت قنابل "مارك 84" غير الموجهة مع إلحاقها بأجهزة ملاحة لتوجيهها. ويشكل هذا النوع تحديا كبيرا لاستخراجها خاصة في منطقة ذات كثافة سكانية عالية كقطاع غزة، وفقا لكاستنر.
ويؤكد كاستنر أن "التحدي بشأن قنابل مارك 84 يكمن في ضخامتها، حيث تزن نحو 900 كيلوجرام نصفها مواد متفجرة والنصف الآخر من الفولاذ، ويمكن أن تصيب المدنيين على بعد مئات الأمتار، ولذلك يجب أن تُنقل إلى مكان ويتم التخلص منها بشكل آمن وغزة صغيرة جدا جغرافيا، سيكون أمرا صعبا حقا". وأشار كاستنر إلى خطورة بقاء القنابل غير المنفجرة لفترات طويلة دون إزالتها بشكل آمن حيث تتراجع قدرات صمامات الأمان بها كلما مر الوقت.
BBC تحدثت تقارير عن إسقاط 45 ألف قنبلة خلال التسعة وثمانين يوما الأولى من الحرب أي نحو 505 قنبلة يوميا
صواريخ حماس غير المنفجرة
وأضاف كاستنر أن الصواريخ التي تطلقها حماس يمكن أن تكون معدلات عدم انفجارها أكبر لفرق تكنولوجيا التصنيع، وأنها قد تشكل أزمة مشابهة إن سقطت ودُفنت في الأرض. كما أكد على قدرة حماس على إعادة تدوير القنابل غير المنفجرة التي تُسقطها إسرائيل.
ويوضح كاستنر قائلاً: "لأن القنابل الجوية في معظمها مصنوعة من الفولاذ والمتفجرات موجودة بداخلها، فمن الممكن تقطيعها واستخدام المتفجرات وإعادة تعبئتها في أسلحة أخرى، هناك تقارير متزايدة تفيد بأنهم يستخدمون المتفجرات شديدة الانفجار المصنعة رسمياً عبر إعادة تدوير ما يخرج من الأسلحة الإسرائيلية".
من سيزيل القنابل غير المنفجرة في غزة؟
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إن قواته في غزة تمشط المناطق بشكل كامل من أجل إزالة الذخائر التي لم تنفجر والتأكد من خلو المناطق من تلك المخلفات. لكن الجيش الإسرائيلي لم يرد على سؤالنا حول المناطق التي قاموا بتمشيطها وإزالة القنابل غير المنفجرة منها أو كيفية القيام بالأمر في ظل استمرار العملية العسكرية في غزة ووجود ركام المباني التي دمرها القصف، إذ قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إن الجيش لا يفصح عن التفاصيل.
BBC اعتمد المجتمع الدولي في عام 2003 بروتوكولا للحد من آثار مخلفات الحرب القابلة للانفجار
واعتمد المجتمع الدولي في عام 2003 بروتوكولاً للحد من آثار مخلفات الحرب القابلة للانفجار، يحمّل الأطراف الموقعة عليه مسؤولية هذه الذخائر، في حال كانت أحد طرفي النزاع، لكن إسرائيل ليست ضمن الأطراف الموقعة.
وبسؤاله عما إذا كانت إسرائيل ستتحمل مسؤولية إزالة الذخائر غير المنفجرة في غزة، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبي بي سي: "الجيش يروج لإقامة حوار مع الشركاء الدوليين الذين ليس لديهم رصيد من التعاون مع حماس أو غيرها من المنظمات الإرهابية، من أجل إزالة المواد المتفجرة التي تركتها المنظمات الإرهابية وحماس في الميدان، وكذلك الذخائر غير المنفجرة الناتجة عن نشاطات الجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أن الجيش يسعى لخلق بيئة أكثر أمنا لسكان قطاع غزة والحيلولة دون استخدام حماس للمواد المتفجرة ضد السكان المدنيين في إسرائيل على حد قوله، دون الحديث عن كيفية القيام بذلك وسط التحديات الراهنة.
وتوجد في غزة فرق فلسطينية لإزالة الألغام والذخائر غير المتفجرة لكنها تعاني من ضعف القدرات. وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن هناك الملايين من مخلفات الحرب القابلة للانفجار في أكثر من 80 دولة حول العالم، بعضها يكافح للتخلص منها منذ عقود. وتمثل هذه المخلفات تهديدا مستمراً للمدنيين، إذ تهدد حياتهم اليومية، في ظل المخاوف من أن يفقدوا حياتهم أو أطرافهم جراء انفجارها عند ملامستها دون قصد.
كما تعيق الذخائر غير المتفجرة عمليات إعادة الإعمار، وتؤثر على الأراضي الزراعية التي تؤدي إلى تلوثها وتجعلها غير قابلة للزراعة.
* حجم المعاناة في غزة يجعل من الصعب نفي الاتهامات بارتكاب "جرائم حرب" - الغارديان
* غزة على شفا المجاعة: كيف توصلت الأمم المتحدة إلى هذا الاستنتاج؟
* مسؤول أممي لبي بي سي: "المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.