في حديثه عن قفف "جود" ونفيه القاطع صلة حزب التجمع الوطني للأحرار بها، كان تصريح راشيد الطالبي العلمي القيادي في حزب "الحمامة"، كمن يتناسى نعمة "التوثيق الالكتروني"، والتي تحفظ تصريحات وفيديوهات شتى للسوبر وزير الأسبق ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، كونه من أشرف شخصيا على تأسيس مؤسسة جود.
وبدا العلمي الذي يشغل منصب رئيس مجلس النواب حاليا، منفعلا عند إثارة موضوع قفف جود خلال حلوله ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني الأسبوع الماضي، قائلا إن "جود" تقوم بمبادرات كثيرة، لكن يتم التركيز فقط على القفف التي توزعها، وتساءل عن أسباب هذا التركيز، كما اعتبر أن ربط هذه المنظمة بحزب الأحرار هو حق أريد به باطل.
من نفس مكان الطالبي العلمي، كان نبيل بنعبد الله وعبد اللطيف وهبي قد وجها انتقادات لاذعة لعزيز أخنوش ماهمين إياه "بإلباس قفف جود لبوس السياسة" ومنها تصريح شهير لوهبي قائلا "جود مغرقة البلاد بالقفف".
تصريح العلمي يُكذبه تأكيد لأخنوش ابان الاستعداد لحملته الانتخابية التي حملت حزبه إلى ترؤس الحكومة، أنه سهر شخصيا على تأسيس جود، واعتبر وقتها أن خرجات عبداللطيف وهبي ونبيل بنعبدالله "تشكك" وتضرب في مجهود مؤسسة جود للتنمية، مشددا على أن استهداف هذه المؤسسة الاجتماعية "غير معقول"، داعيا خصومه السياسيين إلى القيام بالمثل.
أحزاب المعارضة وأخرى من داخل التحالف وجهت انتقادات لحزب التجمع الوطني للأحرار بخصوص ملف قفف جود بعد ما تناقلته صفحات ومواقع من تسخير القفف للعمل الخيري خدمة لأجندة انتخابية وإقحامها في معترك التنافس السياسي على بعد سنة تقريبا من الاستحقاقات التشريعية والبرلمانية.
دفاع العلمي عن صورة حزبه تأتي في سياق الجدل الكبير الذي أثارته صور لشاحنة جماعية كانت في مرآب منزل أسرة الوزير مصطفى بايتاس، الذي تجنب الرد على سؤال صحفي حول الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر شاحنة تابعة لجماعة تيوغزة بإقليم سيدي إفني، يزعم أنها كانت متوقفة أمام مرآب منزل يعود لأسرة الناطق الرسمي باسم الحكومة.