أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العمل العسكري ضد إيران "ممكن تماما" في حال فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أنه "ليس هناك متسع من الوقت" للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي ردّ على سؤال بشأن خيار العمل العسكري، قال ترامب للصحافيين "إذا لزم الأمر، تماما". وأضاف "إذا تطلب الأمر تدخلا عسكريا، فسيكون هناك تدخل عسكري. وإسرائيل بطبيعة الحال ستكون مشاركة بقوة في ذلك، وفي مركز القيادة".
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الأربعاء، بأن بلاده "لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية".
وتتهم الحكومة الإيرانيةواشنطن بالوقوف وراء محاولات تدخل وزعزعة استقرار منذ قيام الجمهورية الإسلامية في العام 1979، في أعقاب ثورة أطاحت حكم الشاه المدعوم من الولاياتالمتحدة.
وفي دجنبر الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، أنتوني بلينكن، أن محاولات تغيير النظام في إيران "لم تحقق نجاحات باهرة".
وأضاف بزشكيان، الذي اعتمد في حملته الانتخابية على التواصل مع الغرب خلال انتخابه العام الماضي، أن المحادثات المقررة بعد غد السبت المقبل، في عمان بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ستجري "بشكل غير مباشر".
وكان ترامب صرح بأن المحادثات ستكون مفاوضات مباشرة، وهو أمر لم تستبعده طهران بعد الجولة الأولى من المناقشات.
ومنذ عقود، تتهم الدول الغربية، وفي مقدّمها الولايات المتّحدة، إيران بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية، لكن طهران تنفي هذه الاتهامات بشدة مؤكدة أن برنامجها مخصص حصراً لأغراض مدنية، ولا سيما في مجال الطاقة.
وفي مارس الماضي، كشف ترامب أنه بعث برسالة إلى طهران يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد بعدما انسحبت بلاده خلال ولايته الرئاسية الأولى في العام 2018 من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران في العام 2015. وهدد ترامب بقصف إيران وبفرض عقوبات إضافية على قطاع النفط الإيراني في حال فشل المساعي الدبلوماسية.
وأتاح الاتفاق المبرم عام 2015 بين طهران وكل من واشنطن وباريس ولندن وبرلين وموسكو وبكين، رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء تقليص أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
وأفضى الاتفاق إلى عودة استثمارات غربية إلى إيران والحد من عزلتها على الساحة الدولية. ومع ذلك، ظلت الشركات الأمريكية بعيدة إلى حد كبير من السوق الإيرانية. وفي العام 2015، قال المرشد الأعلى بعد توقيع الاتفاق: "لن نسمح بالتسلل الاقتصادي الأمريكي إلى بلادنا، ولا بحضورهم السياسي ولا بتسللهم الثقافي".
وبينما عبر الرئيس الإيراني عن هذا الموقف الانفتاحي الجديد، تستمر واشنطن بسياسة الضغط، إذ أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس، فرض عقوبات جديدة على طهران، موضحة في بيان أن العقوبات تستهدف خمسة كيانات إضافة إلى شخص واحد في إيران لدعمهم البرنامج النووي الإيراني.
وأضافت أن العقوبات تهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي. وأوضحت أن الكيانات المستهدفة تشمل منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وشركة تكنولوجيا الطرد المركزي التابعة لها.