كشف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، أن الموسم الفلاحي الحالي "يعتبر واعدا بكل المقاييس بعد بداية صعبة"، حيث عرف شهر مارس وبداية شهر أبريل تساقطات مطرية مهمة كان لها وقعا إيجابيا للغاية على الوضع الفلاحي في مختلف مناطق المملكة، مما ساهم في تحسن وضعية الغطاء النباتي للحبوب الخريفية بشكل كبير، أفضى إلى الرفع من مردوديتها في المناطق الملائمة.
ووفقا للتوقعات الأولية لمصالح وزارة الفلاحة، يؤكد البواري، في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء خلال انعقاد ندوة رفيعة المستوى حول تدابير المياه والفلاحة المستدامة على هامش افتتاح الدورة ال17 من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، سيبلغ المحصول المتوقع من الحبوب 44 مليون قنطار، أي بزيادة تُقدر ب41 في المئة مقارنة بالموسم الفلاحي السابق.
كما يرتقب، يضيف وزير الفلاحة، أن يسجل النمو الفلاحي نسبة تقدر ب1.5 في المائة مقارنة بناقص 8.4 في المائة خلال الموسم الفلاحي الفارط، وذلك أخذا بعين الاعتبار التحسن في الزراعات الربيعية ووضعية القطيع عقب التساقطات المطرية الأخيرة، علاوة على تحسن إنتاج معظم الأنشطة الأخرى.
وأشار الوزير إلى أن هذه النتائج التي وصفها بالإيجابية تسجل رغم أن البلاد عرفت خلال السنوات السبع الأخيرة أطول فترة جفاف في تاريخها، مبرزا أن الجهود المبذولة مكنت من مواصلة الأنشطة الفلاحية وتزويد السوق الوطنية بالمنتجات الفلاحية بشكل منتظم وفي ظروف جيدة، موردا أن وزارته بصدد إعداد برنامج متكامل لمواكبة الكساب والرفع من إنتاجية القطيع الوطني، كضرورة لتحقيق السيادة الغذائية.
من جهة أخرى، ذكر البواري، في معرض كلمته، أن الرؤية الملكية تضع قضية الماء في قلب الاهتمامات الاستراتيجية، مستحضرا في هذا الصدد تعليمات الملك محمد السادس الواردة في الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش الأخير، بشأن "الشروع في تفكير معمق ومبتكر لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في ضمان المياه الصالحة للشرب لجميع المواطنين، وتغطية 80 في المائة على الأقل من احتياجات الري على امتداد التراب الوطني مهما كانت الظروف".