لم تفوّت جبهة البوليساريو الانفصالية فرصة حضور ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية لأشغال الاجتماع الوزاري الثالث بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبيّ، من أجل بسط تطورات ملف الصحراء المغربية خاصة بعد إحاطة المبعوث الأممي التي أكد فيها أن خيار الحكم الذاتي يبقى السبيل الوحيد لطي هذا النزاع الإقليمي.
ونقلت وسائل إعلام محسوبة على "البوليساريو" ان مسؤولا عن هذه الأخيرة والتي وصفته ب"وزير الخارجية" ان أجرى لقاء مع المبعوث الأممي في بروكسل حيث "تبادلا وجهات النظر حول آخر مستجدات القضية الصحراوية، خاصة على مستوى الأممالمتحدة، والجهود الجارية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وتتمسك البوليساريو بالخطبات التي وضعتها الأممالمتحدة جانبا، إذ كشفت المصادر ذاتها ان القيادي في الجبهة دعا إلى ضرورة التعجيل "بتفعيل المسار الأممي الأفريقي، وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير" .
يأتي هذا بعد أسابيع من إحاطة ستيفان ديميستورا التي قدمها بمجلس الأمن في الرابع عشر من أبريل الجاري، التي أطلع فيها مجلس الأمن على خلاصات جهود المبعوث الشخصي للأمين العام في منتصف مهمة المينورسو كما هو مقرر في القرار الأخير لمجلس الأمن، فإن مضمون هذه الإحاطة، بعثت برسالة واضحة بأن ملف الصحراء، أمام مفترق طرق، إما أن يحل عبر مجلس الأمن في ظرفية لا تتعدى ستة أشهر بناء على الزخم الذي تحقق في الشهور الأخيرة، وإما أن مجلس الأمن، سيعلن فشله في إدارة هذا الملف، وسيترك الملف لتدبير القوى الدولية الفاعلة.
ستيفان ديميستورا تحدث عن ثلاثة أشهر كمدى زمني لتسريع التفاوض حول الحكم الذاتي، بينما وضعت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا الجزائر أمام ضغوط شديدة للانخراط في هذا المسار.
أصبح النقاش يتركز الآن بشكل حاسم على الخيار المغربي المتعلق بالحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، مستبعدا جميع الخيارات الأخرى. وقد أكد ذلك دي ميستورا نفسه، حين دعا في خطاب نقلته وكالة الأنباء الفرنسية إلى تفعيل المقترح المغربي وشرح تفاصيل الحكم الذاتي، مستبعدا عمليا أي خيار آخر لحل النزاع.