في تحول يدعم تغير تعاطي جنوب افريقيا مع ملف الصحراء المغربية، عُرضت خريطة المغرب كاملة، شاملة للأقاليم الصحراوية، مرفوقة بالعلم الوطني، على الشاشة الكبرى خلال مؤتمر الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة لدول مجموعة العشرين، الذي احتضنته مدينة جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا يومي 24 و25 يونيو الجاري.
وظهرت خريطة المغربية كاملة مع العلم الوطني أثناء الكلمة التي ألقتها زينب العدوي، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات.وحمل الحدث رمزية مهمة، خاصة وأن جنوب إفريقيا تُعد تقليديا من أبرز داعمي جبهة البوليساريو الانفصالية، ما يعكس مؤشرا ملموسا على التحول التدريجي في المواقف الرسمية والرمزية إزاء قضية الصحراء المغربية.
يأتي هذا في أعقاب تحول لافت داخل المشهد السياسي الجنوب إفريقي، عبّر عنه سابقا حزب "أومكونتو ويسيزوي" المعارض، الذي يتزعمه الرئيس السابق جاكوب زوما، في وثيقة صادرة عنه، عن تأييده لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، في خطوة تحمل حسب مهتمين دلالات كثيرة خاصة مفادها أن هذا الموقف الجديد يناقض النهج التقليدي لحزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الحاكم، الذي لا يزال متمسكًا بدعمه لجبهة "البوليساريو" الانفصالية وبتحالفه الإيديولوجي مع الجزائر.
ويعكس الموقف وفق خبراء تنامي الوعي السياسي في أوساط النخب الجنوب إفريقية وجنوحها نحو الواقعية السياسية وتغليب المصالح الوطنية؛ فقد سبق لعضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الإفريقي، أوبيد بابيلا، أن أجرى زيارة إلى المغرب دعا من خلالها إلى تعزيز التعاون مع المغرب؛ وهو ما دفع الحزب إلى تجريد من كامل مهامه ومسؤوليته الحزبية.