دشّنت إسبانيا بشكل رسمي رادار LANZA LRR في جزيرة لانثاروطي، في خطوة تُقدَّم كتعزيز للدرع الجوي الأوروبي في الجنوب، لكنها تأتي في ظرف إقليمي يتزايد فيه حضور المغرب كقوة مراقبة متقدمة في شمال إفريقيا.
وخلال الأعوام الأخيرة، رسّخ المغرب موقعه كأبرز فاعل في الاستشعار المبكر بالمنطقة، بعد تحديث شبكات المراقبة الجوية والبحرية، واقتناء رادارات GM400 Ground Master بعيدة المدى من شركة "ثاليس" الفرنسية، القادرة على تغطية مسافة تصل إلى 500 كيلومتر والتعامل مع التهديدات الحديثة، بينها المسيّرات والصواريخ القصيرة المدى. ويرى خبراء أوروبيون أن هذه المنظومات شكّلت تحولاً محورياً في قدرة الرباط على مراقبة المجال الجوي المغاربي ومنطقة الساحل.
كما عزز المغرب تعاونه الأمني مع موريتانيا في مجال المراقبة الجوية، بهدف تأمين الحدود المشتركة وتطويق تهديدات الساحل، خاصة في محيط الممرات الحيوية مثل الكركرات.
وتشير مصادر أوروبية إلى وجود "سباق هادئ" للسيطرة على فضاء الاستشعار في شرق الأطلسي، يتصدره المغرب بفضل استثمارات مبكرة في الرادارات المتقدمة ودمج أنظمة المراقبة الجوية والبحرية، إلى جانب شراكات دولية واسعة في مجال التكنولوجيا الدفاعية وتبادل المعلومات.