عاد موضوع نقل مقر القيادة العسكرية الإفريقية العامة "أفريكوم" إلى المغرب، الى واجهة النقاش من جديد، بعدما دعا السيناتور الأمريكي، "دان سوليفان"، إلى نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" من شتوتغارت بألمانيا إلى القارة الأفريقية، وبالتحديد إلى المغرب، وذلك أثناء جلسة استماع، عقدت خلال الأيام القليلة الماضية، للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي. وبرر السيناتور الأمريكي، ضرورة نقل هذه القاعدة العسكرية الى المغرب، بكونه يعد أكثر الدول أمانا في أفريقيا، إضافة لموقعه الاستراتيجي والجيوسياسي المهم، منوها بالعلاقات الدبلوماسية والعسكرية المتميزة التي تجمع المغرب والولايات المتحدةالأمريكية كحليفين تاريخيين. وبسبب الوضعية الأمنية المتدهورة التي تعيش على إيقاعها منطقة الساحل الإفريقي منذ سنوات، بات من اللازمة يرى السيناتور الأمريكي، نقل قاعدة "أفريكوم" العسكرية من ألمانيا الى المغرب، وذلك من أجل مراقبة تحركات الجماعات المسلحة في منطقة الصحراء الإفريقية الكبرى. ومما يرجح كفة المغرب مقارنة بغيره من الدول الافريقية لاحتضان مقر قيادة "أفريكوم"، علاقاته الطيبة مع أمريكا وموقعه الاستراتيجي والجيوسياسي المتميز، وذلك أمام رفض الجزائر نقل هذه القيادة إلى القارة السمراء، نكاية في المغرب. هذا، وتعد قيادة إفريقيا الأمريكية، أو ما يسمى ب أفريكوم United States Africa Command الوحدة المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية بالقارة الإفريقية، وأيضا عن العلاقات العسكرية الأمريكية مع 53 دولة إفريقية باستثناء مصر، لأن هذه الأخيرة تندرج ضمن القيادة المركزية Centcom والتي تشمل كلا من السودان، الصومال، إثيوبيا، جيبوتي، كينيا والسيشل. وقد اختيرت قاعدة شتوتغارت بألمانيا كمقر مؤقت لقيادة "أفريكوم" إلى حين إيجاد المكان الملائم، غير أنه أمام تنامي وتيرة العنف والفوضى في الدول الإفريقية الضعيفة العاجزة عن التحكم في دواليب الدولة، وامتداد شبكة القاعدة في منطقة الساحل والصحراء، كلها اعتبارات دفعت قادة البنتاغون الأمريكي لتسريع عملية البحث عن مركز جديد لأفريكوم يكون من داخل القارة الإفريقية، وتحديدا في منطقة الساحل والصحراء. وبات المغرب مرشحا بقوة لاحتضان هذه القاعدة العسكرية بالنظر الى عراقة العلاقات المغربية الأمريكية بحكم الموقع الإستراتيجي والجيوسياسي للمغرب، وكونه حليف تاريخي لأمريكا في عدد من القضايا الدولية والإقليمية والجهوية، إلى جانب العلاقات العسكرية المتميزة بين الطرفين، بما في ذلك علاقة المغرب مع الحلف الأطلسي، أضف إلى ذلك تمتع المغرب باستقرار الوضع السياسي والأمني.
