يلتقي والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود ووالد عبد العزيز المراكشي، وهما على التوالي مولاي اسماعيلي سلمى والخليل مولاي البشير الركيبي. سليتقي الوالدان وسيتحدثان عن المسخوط، الابن الضال الذي يعتقل الابن الذي كان ضالا، وسيتحدثان، ولا شك، عن جزء من طفولة ابنيهما، ولماذا لا عن جزء من طفولة الوالدين. وأتصور أن الركيبي، والد رئيس «الجمهورية العربية الديمقراطية وزعما زعما» سيكون أكثر إحراجا وهو يتكلم عن الابن الضال الذي رفض أن يستقبل والده، أو يزوره وهو في عز المرض. عبد العزيز، صراحة، رجل أفلاطوني بامتياز، فهو يدعو إلى جمهورية لا يكون فيها والده، أو يطرد منها والده. ولا أعرف في تاريخ البشرية، حسب علمي المتواضع، أحدا بنى جمهورية، على أساس انتماء قبلي وعرقي، وتنكر لوالده فيها. يريد عبد العزيز أن يقنع العالم أنه ابن نفسه، ولد من فراغ، ويكاد يكون شبيها بالمسيح في هذه القضية العرجاء التي اختارها لنفسه. فهو يتنكر إلى الأب الوطن، كما يتنكر إلى الوطن الأب. وينفي الدم في عروقه كما ينفيه في نسبه، ويريد مع ذلك ان يتكلم باسم شعب، ليس منه أبوه ولا عائلته!! هذا شيء يسميه المغاربة السخط، وليس الثورة ! هناك اليوم فعلا مأساة عائلية في قلب مأساة مجموعة من المغاربة الصحراويين، في قلب هذه المآسي هناك مأساة، ملهاة ومأساة، قد تكون مضحكة يختار فيها الرقم واحد في الانفصال أن يلعب دورا صمم له ممن لا مكانة لهم في قلب والده. سيشعر والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بالاعتزاز المشوب بالخوف على ولده المحتجز في تندوف، من طرف شرطة الابن الشقي لرفيقه في احتفالات اليوم الخاصة بالمسيرة الشعبية. إن هذه الحكاية بين جيلين وبين أبوين وابنين، تستحق أن تكون حكاية لمشهد سينمائي أو روائي يتعرض بالتاريخ لهذه الفاجعة، التي يريدها الابن الضال مسرخية( الخاء متعمدة)!! الابن اليوم يشعر بأنه له الأب الذي يحلم به، أي الذي يسكن خيالاته، كما في قضية عبد المعطي حجازي:ابننا الذي في المخابرات وعليه أن يضيف الجزائرية. إنه لا يشعر ربما أن الإفراط في السخرية يقتل.. القضية ويقتل الحياة نفسها، اللهم إلا إذا كان يعتبر بأنه كائن فرويدي عليه قتل الأب لكي تحيا الجمهورية !! عبد العزيز الذي يذكرنا مع كل 6 نونبر أنه والد نفسه، وابن نفسه، وربما الصديق الوحيد لنفسه، وهو، قبيلة نفسه أيضا، رجل لا يعرف بأن عليه أن يكون ابنا ما لوالد ما! لهذا يصر على السخرية وعلى ما يضحك في وسط أعاصير المنطقة. في الثقافة الإسلامية، يقسم الرب الكريم بوالد وما ولد! وفي الثقافة التي يرعاها عبد العزيز، دعوة إلى الكفر بوالده وبما ولد .. والحال أن عبد العزيز كان رفيق الوالي مصطفى السيد الذي كان أحد أتباع السيد قطب ، المعروف بتشدده الديني والذي راح ضحية دولة المخابرات المصرية في عهد عبد الناصر. وعلى كل ، سيحتفل عبد العزيز بكابوس المسيرة، في الوقت الذي يكون والده محاطا بكل العطف المغربي الأصيل. وإلى جانبه والد معتقل من معتقليه في مخيمات اللاإنسانية بتندوف.