تنطلق غدا فعاليات منتدى ميديز العالمي 2010 ، في دورتها الثالثة والتي تناقش موضوع «الجنوب: بين الأزمات و الانبثاق» و محاولة الاجابة عن إشكاليات التحديات المناخية و التنمية المستدامة: أي ردود بين إقليمية على التحديات العالمية؟ والتنمية الاقتصادية و أهداف الألفية و التمويل المتجدد : أية مقاربة مدمجة من أجل جمع شتات المبادرات حول الدورة الجديدة للتنمية المندمجة؟ وأية مبادرات جديدة لإعادة إحياء مسلسل السلام بالمنطقة؟ و الحكامة و حقوق الإنسان و الإصلاحات المؤسساتية: نماذج أم صيغ حرفية؟ وحل الأزمات و تفادي النزاعات و السلامة العالمية : كيف يمكن تقوية المؤسسات الإقليمية؟ وكذا الأسواق النامية: كيف يمكن تعميق هذه الفرص لتحقيق النمو ... ؟ بالاضافة إلى العديد من القضايا الجيواقتصادية في بعدها المتوسطي من خلال معالجة الإشكاليات الأساسية التي تُباعد بين بلدانه كالنزاع القائم في الشرق الأوسط، وغياب اقتصاد مغاربي و كذا تدبير تدفقات المهاجرين أو تلك التي تجمع بينها كتحديات التنمية المستدامة و مشاريع الطاقة ذات الانبعاث المنخفض للكربون و أيضا، التعاون العلمي و التقني. كما يشكل البعد الإفريقي مركز اهتمام أشغال المنتدى من خلال تخصيص دورات تهتم بالجوانب الأمنية و الاقتصادية للقارة، حيث سيشهد المنتدى حضور أكثر من عشرين وفدا إفريقيا للتبادل و التعاون في مجال القضايا ذات الأولوية. وقالت إيزابيل دانا المسؤولة عن التواصل بذات المنتدى في تصريح للاتحاد الاشتراكي أن ميدايز فضل التوسع في تيماته نحو مواضيع تهم التجارب المشتركة لدول الجنوب حتى يكون هناك تلاقح واستفادة جماعية لمجموع البلدان المشاركة حتى وإن لم تكن بالضرورة تنتمي جغرافيا لدول حوض البحر الابيض المتوسط. كغانا التي سيحضر رئيس وزرائها أو باكستان التي سحضر وزيرها المكلف بالخوصصة..إلخ وأضافت أن هذا التوسع نحو جنوب شاسع يرجع إلى أسباب عدة: تواجه بلدان المتوسط و إفريقيا تحديات مشتركة مع الأقطار الأخرى الجنوبية سواء في الشرق الأوسط أو أمريكا اللاتينية أو آسيا. لكن تختلف هذه المناطق فيما بينها بشكل كبير، في طريقة التدبير السياسي و الاقتصادي لهذه الرهانات. الأمر الذي يجعل من منتدى ميديز، فرصة تمكن مختلف دول الجنوب لتبادل التجارب و تشاطرها. و قد أصبح منتدى ميديز ذو طابع عالمي لأن بعض الحلول لإشكاليات الأمن أو بعض الأوضاع المتدهورة التي تعاني منها الدول تتطلب ردودا قوية و منسقة كما هو الحال عليه بالنسبة للإرهاب أو مكافحة التهريب أو المآسي التي تعيشها أفغانستان. لكن هذا الطابع الجنوبي للأشغال، لن يحول دون إقامة جسور الحوار مع بلدان الشمال لأن الحل لكل الأزمات التي تهدد الدول النامية تتطلب حوارا ذو جودة عالية و تعاون شمال- جنوب. موضوع الدورة هذه يبرزالتنوع الموجود داخل هذا الجنوب الشاسع و الذي يشمل بلدان إفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا و أمريكا اللاتينية. و على نقيض العالم الثالث، الذي كان يُعرف منذ عقود قليلة كوحدة لا تتجزأ، لم يعد الحديث اليوم، عن جنوب واحد، بل، بالفعل، أصبح هناك تعدد للجنوب. حيث نجد في نفس الوقت، بلدان جنوب ناشئة و غنية و متقدمة و أخرى، فقيرة و نائية و غير مستقرة و التي لا تنتمي إلى مجموعة 8 أو مجموعة 20. و تدل هذه الإشكالية على الحالة الانتقالية لهذه البلدان النامية، التي تعرف في الوقت الحالي نوعا من عدم التوازن بسبب تواجدها بين قطبين، فمن جهة، الأزمات المتعددة، و من جهة أخرى، الانبثاق الذي يعتبر الحل المثالي بالنسبة لهذه الدول.