مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون يتعلق بنظام الضمان الاجتماعي    على غرار الأشهر الماضية.. لا زيادة في سعر "البوطا"    وزارة الفلاحة تتوّج أجود منتجي زيوت الزيتون البكر    المغرب يعرب عن استنكاره الشديد لاقتحام باحات المسجد الأقصى من طرف بعض المتطرفين وأتباعهم    بايتاس: الحكومة تثمن التعاطي الإيجابي للنقابات.. والنقاش يشمل جميع الملفات    اتساع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جديدة    وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت الوصاية    الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي : إصدار 2905 تراخيص إلى غاية 23 أبريل الجاري    الحكومة تراجع نسب احتساب رواتب الشيخوخة للمتقاعدين    ألباريس يبرز تميز علاقات اسبانيا مع المغرب    الجماعات الترابية تحقق 7,9 مليار درهم من الضرائب    تشافي لن يرحل عن برشلونة قبل نهاية 2025    3 مقترحات أمام المغرب بخصوص موعد كأس إفريقيا 2025    عدد زبناء مجموعة (اتصالات المغرب) تجاوز 77 مليون زبون عند متم مارس 2024    عودة أمطار الخير إلى سماء المملكة ابتداء من يوم غد    "مروكية حارة " بالقاعات السينمائية المغربية    في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشار المرض بسبب التغير المناخي    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    رسميا.. الجزائر تنسحب من منافسات بطولة اليد العربية    منصة "تيك توك" تعلق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد    وفينكم يا الاسلاميين اللي طلعتو شعارات سياسية فالشارع وحرضتو المغاربة باش تحرجو الملكية بسباب التطبيع.. هاهي حماس بدات تعترف بالهزيمة وتنازلت على مبادئها: مستعدين نحطو السلاح بشرط تقبل اسرائيل بحل الدولتين    وكالة : "القط الأنمر" من الأصناف المهددة بالانقراض    استئنافية أكادير تصدر حكمها في قضية وفاة الشاب أمين شاريز    مدريد جاهزة لفتح المعابر الجمركية بانتظار موافقة المغرب    الرباط.. ندوة علمية تناقش النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة (صور)    من بينها رحلات للمغرب.. إلغاء آلاف الرحلات في فرنسا بسبب إضراب للمراقبين الجويين    "فدرالية اليسار" تنتقد "الإرهاب الفكري" المصاحب لنقاش تعديل مدونة الأسرة    أبيدجان.. أخرباش تشيد بوجاهة واشتمالية قرار الأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي    العلاقة ستظل "استراتيجية ومستقرة" مع المغرب بغض النظر عما تقرره محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري    تتويج المغربي إلياس حجري بلقب القارىء العالمي لتلاوة القرآن الكريم    المالية العمومية: النشرة الشهرية للخزينة العامة للمملكة في خمس نقاط رئيسية    بحر طنجة يلفظ جثة شاب غرق خلال محاولته التسلل إلى عبارة مسافرين نحو أوروبا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    سيمو السدراتي يعلن الاعتزال    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    تأملات الجاحظ حول الترجمة: وليس الحائك كالبزاز    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة "شنتشو-18"    بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    أخنوش: الربط بين التساقطات المطرية ونجاح السياسات العمومية "غير مقبول"    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون    كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«اقرأ»: دراسة دلالية نحوية

كان أول ما نزل من القرآن على محمد في غار حراء قول الله تعالى في أول سورة العلق «إقرأ» وكان من عادة محمد (ص) ان يقضي في ذلك الغار الليالي ذوات العدد، قد تبلغ شهرا من كل سنة، معتكفا يتحنث ويعبد الله على ما اهتدى اليه بفطرته، مجتنبا ما كان عليه أهل مكة، فلم يكن يتقرب الى الأوثان، ولا يأتي ما كان قومه يأتونه من أمور الدين. وقد عرف عنه أنه كان أميا، لا يكتب، ولا يقرأ بما نفهم اليوم من معنى القراءة.
وفي حراء يتمثل له جبريل عليه السلام، ويقول له: اقرأ فيجيبه محمد اجابة من فجأه امر غير مألوف - وقد كان كذلك حقا - «ما اقرأ؟» فيغطه، ثم يرسله ويقول له مرة أخرى: «اقرأ» ويتكرر هذا ثلاثا، ثم يقول له جبريل: «اقرأ باسم ربك الذي خلق،» فيكون هذا اول الوحي في خمس آيات.
فماذا كان المراد من «اقرأ» ولم يكن محمد قارئا؟
القضية
كان أول ما نزل من القرآن على محمد في غار حراء قول الله تعالى في أول سورة العلق «إقرأ» وكان من عادة محمد (ص) ان يقضي في ذلك الغار الليالي ذوات العدد، قد تبلغ شهرا من كل سنة، معتكفا يتحنث ويعبد الله على ما اهتدى اليه بفطرته، مجتنبا ما كان عليه أهل مكة، فلم يكن يتقرب الى الأوثان، ولا يأتي ما كان قومه يأتونه من أمور الدين. وقد عرف عنه أنه كان أميا، لا يكتب، ولا يقرأ بما نفهم اليوم من معنى القراءة.
وفي حراء يتمثل له جبريل عليه السلام، ويقول له: اقرأ فيجيبه محمد اجابة من فجأه امر غير مألوف - وقد كان كذلك حقا - «ما اقرأ؟» فيغطه، ثم يرسله ويقول له مرة أخرى: «اقرأ» ويتكرر هذا ثلاثا، ثم يقول له جبريل: «اقرأ باسم ربك الذي خلق،» فيكون هذا اول الوحي في خمس آيات.
فماذا كان المراد من «اقرأ» ولم يكن محمد قارئا؟
واقترن بالباء معمول «اقرأ» وهو فعل متعد بنفسه - فتأول النحويون واصحاب المعاجم اقترانه بالباء، فجعلوا منه قاعدة استثنائية لا داعي لها، وتأولوا ما ورد عن العرب من ذلك.
وفي ظني أن تجلية الامر تحتاج الى تتبع ما كان يفهم من هذا اللفظ منذ اقدم مرحلة معلومة من مراحل استعماله قبل ان يتخذ مفهومه الحالي.
وليس ببعيد من هذه القضية ما يفهمه الفعل «أُتلُ»، اذ يبدو كأن بينه وبين «اقرأ» ترادفا، أو كأن بينهما تداخلا في اقل تقدير، فهما يردان في القرآن الكريم في سياقات متشابهة او تكاد. وتتبع تصرفات الفعلين وسياقات وردودهما في النص القرآني، قد يعين على بيان ما يمكن فهمه من كل فعل، بصورة تجلو ما بينهما من اوجب التقارب و التباعد والتداخل.
ولقد غبر زمن غير قصير عرف فيه تعليم العربية في مراحل الدراسة الأولى ما كان يعرف بدرس المطالعة ويعني فيه المعلم والتلميذ ب القراءة الجهرية، واجادة النطق، والالقاء، وما كان درس القراءة يعني غير هذه الصورة من المطالعة حتى ان الكتب المدرسية المخصصة لذلك كانت تحمل اسم المطالعة المختارة، لذا رأيت ان تفهم ما يؤديه الفعل طالع قد يفيد في هذا المجال.
والمؤلفات في تفسير القرآن العظيم وفي شرح الأحاديث، تقدم - بغير شك - فوائد تاريخية ولغوية ذات نفع جليل في ما يخص هذا العمل، بإيضاح الموقف، والحالة التي كان عليها الرسول عند تعرضه - وهو بحالته البشرية -
لهذا الامر الذي تلقاه ممن يختلف عنه في كل مظاهر الخلق بما لم يكن يعهد من الصورة والهيئة، او بما قد نجد من روايات فيها تفصيل او توضيح وفضل بيان لذلك الموقف، او قول قد يكشف عن احتمال توجيه الى معنى لم يلتفت اليه السابقون في تناولهم لهذا الأمر.
أضيف إلى ما سبق أن دعاة كثيرين ممن يسعون الى المباهاة بالاسلام يرفعون شعار أن الاسلام يحض على طلب العلم، ويستدلون على ذلك بأن أول آية نزلت من القرآن «اقرأ» وهي تدعو الى القراءة، والقراءة في مفهومهم تعني مدلولها الحديث، ولم يدركوا ما اتخذه اللفظ من معنى مختلف في خلال الزمن.
مادة «ت ل و» في لسان العرب
يقدم اللسان معنيين لمادة «ت.ل.و»
الاول: معنى الاتباع، يقول: تَلوتُه تلوا: تبعته، وهذا تِلوُ هذا اي تبَعه، وقوله تعالى (الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته)« 121 البقرة» معناه: يتبعونه حق اتباعه، ويعملون به حق عمله.
الثاني: معني القراءة، ينقل عن الليث: تلا يتلو تلاوة يعني: قرأ قراءة
ولعل المعنى الثاني ان يكون آتيا من المعنى الاول، فالتلاوة تتبع كلمات قيلت قبل، واداؤها باتباع ما جاء فيها، مع اعلانه والجهر به.
والمعنيان متحققان في الاستعمال القرآني
الاول: حين يرد الفعل تلا وتصرفاته متعديا الى المفعول به، بغير ان يتعلق به مجرور ب «على »كما في قوله تعالى:
1 - (والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها) (الشمس)
2 - أتأمرون الناس بالبر، وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب) (44 البقرة)
3- (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (17: هود).
4- (واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك ) (27: الكهف).
5- (اتل ما أوحي إليك من الكتاب) (45: العنكبوت).
6- (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) (121: البقرة).
7- (ان الذين يتلون كتاب الله..) (29: فاطر).
والثاني: حين يرد مع الفعل حرف الجر «على» كما في قوله تعالى:
8- (يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها) (8: الجاثية).
9- (واتل عليهم نبأ نوح) (71: يونس).
10- (واذا تتلى عليهم آياتنا قالوا: قد سمعنا...) (31: الانفال).
مادة «و ل ي» في لسان العرب:
وتشارك مادة «و ل ي» مادة «ت ل و» في المعنى الاول، اعني: الاتباع، فالمولى هو «الحليف، وهو من انضم إليك»، و«الولي: التابع المحب» و«توالى الشيء: تتابع، والموالاة، المتابعة، وافعل هذه الاشياء على الولاء، أي: متابعة، وتوالى عليه شهران، أي: تتابع، يقال: والى فلان برمحه بين صدرين، اذا طعن واحدا ثم آخر من فوره، وكذلك: الفارس يوالي بطعنتين متواليتين فارسين، أي: يتابع بينهما قتلا، ويقال: أصبته بثلاثة أسهم ولاء، أي: تباعا، وتوالت الي كتب فلان، أي تتابعت، وقد والاها الكاتب، أي تابعها»، و«الولي: المطر يأتي بعد الوسمي»، قال الاصمعي: «الولي - على مثال الرمي - : المطر الذي يأتي بعد المطر»، وتوليت فلانا اذا اتبعته.
وقد رأيت ان أذكر هذه المادة مع مادة «ت ل و » و«لما لاحظته بينهما من اشتراك في المعنى، واشتراك افتراضي في الاصل مع وقوع ابدال في فاء الكلمة وإعلال في لامها.
مادة «ط ل ع» في لسان العرب:
وأما مادة «ط ل ع» فإن اللسان يقدم لها معنيين:
الاول: الظهور، وما يترتب عليه من النظر والرؤية الحسية، يقول: اطلعت الفجر اطلاعا، أي: نظرت إليه حين طلع، واطلَع: أشرف على شيء، والَّطلعة: الرؤية، وطالعت الشيء، أي: اطلعت عليه وطالعه إياه فنظر ما عنده».
والثاني: المعرفة بالأمر والعلم بالنبأ والنظر المعنوي، يقول: «اطلع على الشيء اذا علمه، واستطلع رأيه: نظر ماهو، واطلعتك على سري، والطليعة: القوم يبعثون لمطالعة خبر العدو». وفي القرآن 7 ألفاظ من وزن افتعل وواحد من أفعل.
والظهور وعدم الخفاء، هما الجانب المشترك في المعنيين، فالمطالعة نظر، وتعرف، ثم إعلام وإبانة عما في «كتاب المطالعة».
مادة «ق ر أ» في لسان العرب:
وأما مادة «ق ر أ» فلها في اللسان عدد من المعاني والاستعمالات:
الاول: الجمع، يقول : «قرأت الشيء قرآنا: جمعته، وضممت بعضه الى بعض، ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة جنينا قط، أي: لم تضطم رحمها على ولد. وسمي قرآنا، لأنه يجمع السور فيضمها. والقرء: اجتماع الدم في الرحم في أيام الطهر، قال حميد:
أراها غلامانا الخلا، فتشذرت مراحا، ولم تقرأ جنينا ولا دما
و«قال ابن الاثير: تكرر في الحديث ذكر القراءة، والاقتراء، والقارىء، والقرآن، والاصل في هذه اللفظة: الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن، لأنه جمع القصص، والامر والنهي، والوعد والوعيد، والآيات والسور بعضها الى بعض. وقال ابو اسحاق: الذي عندي في حقيقة هذا: ان القرء في اللغة: الجمع، وان قولهم: قريت الماء في الحوض - وان كان ألزم الياء - فهو: جمعت، والقرد يقري، اي: يجمع ما يأكل في فيه، وقرأت القرآن: لفظت به مجموعا».
والثاني: التبيين، وبه فسر ابن عباس رضي الله عنهما قول الله تعالى:
11- (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) (القيامة)
قال: «فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك.
والثالث: الجهر، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه «كان لايقرأ في الظهر والعصر»، معناه: انه كان لايجهر بالقراءة فيهما.
وبين المعنيين الثاني والثالث صلة غير خافية، فالبيان معنى مستمد من الجهر، والجهر وضوح، وعلن، وإعلام في غير خفاء.
والرابع: الابلاغ، يقول في اللسان: «وقرأ عليه السلام واقرأه إياه: أبلغه.
وهذا المعنى الرابع قريب من الثالث، فالابلاغ والاعلام متقاربان.
والمعنيان الثالث والرابع: الجهر والابلاغ، وما يقارنهما من الاعلان والتبيين يقدمان المفهوم الاوضح - فيما رأى - للاستعمال القرآني للفعل «قرأ» وتصرفاته، وللفظ «قرآن»، فهو بمعنى البلاغ والبيان، وبهما وصف الله تعالى «القرآن»، في عدد من الآيات:
12- (هذا بلاغ للناس، ولينذروا به) (52: ابراهيم)
13- (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين) (آل عمران)
ووصف القرآن بأنه مبين، فقال:
14- (ان هو الا ذكر وقرآن مبين) (يس)
15- (تلك آيات الكتاب وقرآن مبين) (الحجر).
ووصفه بالكتاب المبين، فقال:
16- ِ(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) (المائدة)
17- (تلك آيات القرآن وكتاب مبين (النمل)
18- (تلك آيات الكتاب المبين) (يوسف، الشعراء، القصص).
ومع ما يظهر من التقارب في المعاني بين المواد الأربع، نجد لكل واحدة جانبا خاصا تنفرد به، فالتلاوة والولاء لهما معنى التباع، والمطالعة لها معنى التعرف والإشراف، والقراءة تختص بالبيان، والظهور والبلاغ، والجهر.
وفي المعجم الوسيط شرح معاصر للفعل «قرأ» يجمع بين عدد من المعاني التي وردت في اللسان، ففيه: «قرأ الكتاب - قراءة وقرآنا: تتبع كلماته نظرا ونطق بها».
و- تتبع كلماته ولم ينطق بها، وسميت حديثا بالقراءة الصامتة.
و- الآية من القرآن: نطق بألفاظها عن نظر أو حفظ،.
و- الشيء قرءا: جمعه وضم بعضه إلى بعض.
والنطق هو المفهوم الجوهري في القراءة، و عدمه استلزم التفرقة بنعت خاص هو «الصامتة» وهو أشبه بتعريف سالب في مقابل المفهوم الأصلي: الجهر.
- وتعرف معنى مادة «ق.ر.أ» في العبرية ياسعد في توضيح معناها في العربية، ولعل أثر الأصل السامي المشترك واضح في اللغتين، ف «المعجم العبري الإنجليزي لألفاظ العهد القديم: «A Hebrew And English lexicon of the old testament» الذي وضع أصله william gesenuis وترجمه Edward Robinson يفسر المادة العبرية بما يقرب من المعاني المذكورة في «لسان العرب» فالمعنى الأول لها في العبرية هو الدعاء، النداء، إطلاق الإسم، الإعلان القراءة، وفي العبرية المتأخرة (الحديثة) تدل على ذلك المعنى وعلى القرآءة الجهرية، والتلاوة (للقرآن)، ثم يذكر الفعل نفسه في اللغة الآرمية القديمة والسريانية بمعانيه المذكورة، ثم يقدم ما للفعل من دلالات فرعية، ومواضع ورودها في العهد القديم من دعاء وصياح، وإصدار صوت مرتفع لحمد الله أو استغاثته، ونداء صاحب اسم باسمه، أو استدعائه، وذكر لله. وواضح أن جوهر المعنى هو «الجهر» في مقابل المخافتة والاسرار.
والمعنى الآخر هو: الالتقاء والالتحام (كما في القتال مثلا)، وقد أورد المعجم نظيره في العربية وهو ضم أجزاء بعضها إلى بعض، وهو المعنى الأول لفعل «قرأ»في اللسان.
وإذا كان معنى ضم شيء إلى غيره هو الذي نال الاهتمام الأْعظم لدى اللغويين العرب ولدى المفسرين، فإن المعاني الأخرى قد بقيت واضحة في العبرية، وأزعم أن الاستعانة بها في فهم «القراءة» في استعمال القرآن وغيره من النصوص تفيد فائدة عظيمة في حل المشكلة التي أوقع النحويون العرب أنفسهم فيها بافتراضهم زيادة باء الجر في قول الراعي النميري.
هل ا لحرائر لا ربات أحمرة سود المحاجر، لايقرأن بالسور
فالمعنى الذي فهموه من «يقرأن» هو المعنى الذي اكتسبه الفعل في عصور متأخرة، وهو المعروف الآن، ويراد به: التلاوة، أو مر البصر على كتابه بغرض تحويل ما هو مدون بالرموز الكتابية إلى ما يقابل تلك الرموز من الأصوات اللغوية، سوآء نطقها «القارئ» بصوت مسموع فصارت قراءته «جهرية»، أم اكتفى بإدراك ما ترمز إليه بغير صوت فصارت قراءته «صامتة».
لو أنهم التفتوا إلى المعنى المتقدم زمانا وهو الجهر، لاستقام لهم فهم التركيب، ولم يحكموا بزيادة الباء، ولم يلجؤوا الى أن يفترضوا تضمين الفعل «يقرأن» معنى: يرقين (من الرقية)، أو يتبركن (من البركة) لتوسيغ الباء المتعلقة بالفعل، و«أنه يقال: قرأت بالسورة على هذا المعنى. والمعنيان غير سائغين في السياق.
ولو أن شراح الحديث النبوي التفتوا إلى معنى الجهر في «اقرأ» لجاء شرحهم أكثر وضوحا، ولما ترددوا في فهم الروايات المختلفة لحديث «بدء الوحي» الذي يتكرر فيه أمر جبريل عليه السلام لمحمد (ص) اقرأ، ولا يستجيب له محمد، فيغطيه جبريل ثلاثا، ثم يتغير الأمر بعد فيكون: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) و لا صلة لهذا التركيب اللغوي بما فهم الشراح من الامر الذي سبقه وتكرر ثلاثا.
ولا صلة لهذا التركيب اللغوي بما فهموه من جواب محمد (ص) وكأنما عرض عليه جبريل كتابة ليقرأها، والله الذي أرسله إلى محمد يعلم أن محمدا لا يقرأ.
ولذلك نجدهم يعرضون لما تعنيه «ما»: أهو للنفي أم الاستفهام؟ ويلجؤون إلى رواية: كيف أقرأ؟« يستظهرون بها على أن جواب محمد (ص) لم يكن يعني نفي مقدرته على القراءة، بل كان يعني الاستفهام عن كيفية القراءة، فهي قراءة مختلفة عما نفهمه الآ من القراء، فكان الأمر: «اقرأ باسم ربك الذي خلق» أقرب إلى الاتساق، وإن يكن الاستفهام ب «كيف» غريبا في مثل ذلك السياق، ولم أعرض له إلا لمناقشة احتمال ورود معني الاستفهام.
وأما تناولهم لمعني النفي الذي فهم من «ما» فإنهم لم يجانبوا الصواب فيه، فإن وجود الباء في الخبر «بقارئ» دليل قوي على إفادة النفي، لولا أن شغب عليهم، ما نسب الى الخفش من جواز دخول الباء بعد «ما» الاستفهامية.
ولقد كان اهتمامي موجها إلى ما رواه البخاري في صحيحه، لما تميز به من دقة التثبت من سنده، حتى شهد له العلماء بأنه أصح كتاب بعد كتاب الله.
ولكن الشراح أشاروا إلى روايات أخرى لحديث «بدء الوحي» فيها من التراكيب اللغوية ما يتيح فهما مختلفا لم تتحه رواية البخاري، ففي إحدى تلك الروايات تجد قول الرسول «ماذا أقرأ وفي أخرى ما أقرأ، وفي ثالثة كيف أقرأ، فالروايات الثلاث تورد استفهاما لا نفيا، وهذا أقرب الى الحالة التي كان عليها الرسول (ص)، ولعل أقرب الروايات الى ذلك هي التي فيها.
«ما أقرأ»، فإن ورود «ما» جعل احتمالها للنفي وللاستفهام أمراً وارداً، ولكن الاستفهام أقرب كما أسلفت، يكون استفهام الرسول صلى الله عليه وسلم استخباراً معناه: ماذا أعلن؟ أو ما أدعو؟ أو بم أجهرُ؟ ويكون معنى الجواب: أعلن، وادعُ، واجهد باسم ربك الخالق، لا باسم معبود غيره، فهو الذي «خلق الإنسان من علق»، وهو «ربك الأكرم» الذي أنعم على الإنسان بنعمة العلم، ويكون حرف الجر الباء في قوله تعالى: «باسم ربك» على هذا التفسير أصليا لا زائداً، ويفيد التعدية لا الاستعانة، كما ذكر السهيلي ونقل عنه ابن حجر، قال: «لا تقرؤه بقوتك ولا بمعرفتك، لكن بحول ربك وإعانته، فهو يعلمك كما خلقك» .
والذي وجدته عند شراح الحديث النبوي وجدت مثله لدى المفسرين، فهم في تفسير «سورة العلق» يوردون ما ورد من الأحاديث بشأن «بدء الوحي»، وأهمها حدث السيدة عائشة رضي الله عنها، وهو الذي تناولت روايته عند البخاري آنفا، ويضيقون تفسير النص القرآني، وقد يلجؤون إلى التحليل النحوي للآيات أي: الإعراب لكي يوضحوا ما يعرضون من أوجه التفسير، ف «القرطبي» يقول: «ومعنى: «اقرأ باسم ربك» أي: اقرأ ما أنزل إليك من القرآن مفتتحاً باسم ربك، وهو أن تذكر التسمية في ابتداء كل سورة، فمحل الباء من «باسم ربك» النصب على الحال، وقيل: الباء بمعنى «على»، أي: اقرأ على اسم ربك، يقال: فعل كذا باسم الله، وعلى اسم الله، وعلى هذا فال «مقروء» محذوف، أي: اقرأ القرآن وافتتحه باسم الله. وقال قوم: «اسم ربك» هو القرآن، فهو يقول: «اقرأ باسم ربك» أي: اسم ربك، والباء زائدة كقوله تعالى: «تُنبت بالذهن» (20 المؤمنون)، وكما قال:
هُن الحرائر لا رباتُ أحمرة سود المحاجر لا يقرأن بالسُّور
أراد: لا يقرأن السور. وقيل: معنى: «اقرأ باسم ربك»أي: اذكر اسمه، أمره أن يبتدىء القراءة باسم الله»
استعان القرطبي بالتحليل النحوي عندما أشار الى زيادة الباء، وعندما ذكر لها محلا إعرابيا. وقد سبقه الى ذلك الزمخشري، إذ قال: «محل باسم ربك، النصب على الحال، أي: اقرأ مفتتحا باسم ربك، قال: باسم الله، ثم اقرأ». ومن بعده أجمل أبو حيان كثيراً من آراء علماء النحو واللغة والتفسير، فقال: «والظاهر تعلق ب «اقرأ»، وتكون للاستعانة، ومفعول «اقرأ» محذوف، أي: اقرأ ما يوحَى إليك. وقيل: «باسم ربك» هو المفعول، وهو المأمور بقراءته، كما تقول: اقرأ «الحمد لله». وقيل: المعنى: اقرأ في أول كل سورة وقراءة: «باسم الله الرحمن الرحيم». وقال الأخفش: الباء بمعنى «على»، أي: اقرأ على اسم الله، كما قالوا في «وقال اركبوا فيها باسم الله» (41 هود)، أي: على اسم الله وقيل: المعنى: اقرأ القرآن مبتدئاً باسم ربك. وقال الزمخشري: محل باسم ربك النصب على الحال، أي: اقرأ مفتتحا باسم ربك، قل: باسم الله ثم اقرأ. واستعان القرطبي كما فعل اللغويون والمفسرون من قبله بالتحايل النحوي المعروف بالتضمين عندما أوردوا القول بأن الباء بمعنى «على».
ولم يقدم أحد من اللغويين والمفسرين، وشراح الحديث تفسيراً لغويا لكلمة «اقرأ» إلا ما جاء عرضا وهو: اذكر اسمه، أمره أن يبتدىء القراءة «باسم الله».
وربما كان هذا التفسير راجعاً إلى تسمية القرآن باسم «الذكر» التي تُفهم من قوله تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون» (9 الحجر) وهي من باب التشريف للقرآن، وليست بالمعنى اللغوي للقراءة.
وحين ننظر في الاستعمال القرآني للفعل «قرأ» وتصرفاته، نجد معنى الإعلان والجهر وبخاصة حين يقترن بحرف الجر «على»، وهذه آيات يتضح فيها ذلك:
19. (ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) (الشعراء).
20. (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مُكث) (106: الإسراء)
21. (وإذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون) (الانشقاق).
22. (وإذا قرىء القرآن، فاستمعوا له وأنصتوا) (204 الأعراف)
23. (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون حجابا مستورا).
(الإسراء)
25,24. (فاقرؤوا ما تيسر من القرآن... فاقرؤوا ما تيسر منه...) (20 المزمل)
جاء الأمر بالقراءة في الموضعين الأخيرين 25,24 ولم يكن القرآن قد كتب أو جمع بين دفتين حتى يفهم معنى النظر في الكتابة، والأمر موجه إلى المؤمنين: من يحسن القراءة منهم وهم قليل إذ ذاك ومن لا يحسنها، فمعنى الجهر بالقرآن واضح فيهما.
ويتضح معنى الإعلان والجهر أيضاً في مواضيع أخرى، منها:
26. (فإذا قرأناه، فاتبع قرآنه) (القيامة)
27. (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولُّوا على أدبارهم نفورا) (الإسراء)
28. (إن قرآن الفجر كان مشهودا) (الإسراء).
29. (وقل الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) (26 فصلت)
30. (وإذا صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن) (29 الأحقاف)
34/31. (ولقد يسّرنا القرآن، للذكر) (40,32,22,17: القمر)
35. (ورتل القرآن ترتيلا) (المزمل)
36. (فقالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً) (الجن)
37. (إن علينا جمعه وقرآنه) (القيامة)
38. (لو أنزلنا هذه القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً) (21 الحشر).
وكذلك إذا نعث «القرآن» بنسبته إلى لسان قوم، كما في:
39 - 44 (قرآنا عربيا) (2: يوسف 113، طه 28: الزمر، 3: فصلت، 7 الشورى، 3 الزخرف).
45 (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته (44 فصلت).
فالمفهوم هنا هو، ما يقرأ معناه مجهورا به بذلك اللسان على ماهو معهود من النطق بالألسنة أي: اللغات المنطوقة.
ويفهم من صيغة أفعل معنيان: الابلاغ، والتعددية، أي : ايجاد القدرة على القراءة والتمكين منها، وهي هنا بمعنى التلاوة الجهرية.
فالمعنى الاول يتحقق في: «يقرئك السلام».
والآخر في الاقراء والمقرئ لمن يتولى تدريب المتعلمين على قراءة القرآن خاصة قد عبر صاحب اللسان عن هذا بقوله: «اقرأني فلان، أي: حملني على القراءة.
ويصلح لمعنيين قوله تعالى :سنقرئك فلا تنسى (الاعلى) فالابلاغ والاقدار على القراءة يفهمان من الآية.
وصيغة استفعل: تعني طلب القراءة كما في اللسان وهنا يكون الجهر مطلوبا، سواء أكانت القراءة عن نظر أم حفظ.
وإذا خلا التركيب من الباء وعلى فهم من قرأ وتصرفات المادة معان أخرى بجانب الاعلان والجهر، والبيان كالتلاوة والاطلاع على ما في الكتاب وتتبعه كما في قول الله سبحانه:
46 - (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) (98 النحل)
47 - حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه) (93 الاسراء)
48 - (فاسأل الذين يقرؤون من قبلك)( 49 يونس)
49 - (فأولئك يقرؤون كتابهم) (14 الاسراء).
51 - (هاؤم اقرؤوا كتابيه) (الحاقة)
52 - (وأن أتلو القرآن) (92 النمل)
وإذا قرنا ما قدمت من معنى الاعلان والجهر للفعل «قرأ» وتصرفات المادة إلى معنى الدعاء والنداء في قوله تعالى:
53 - (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم، وإن يشرك به تؤمنوا) (12 غافر).
تبينت صحة ما ذهبت إليه، فإعلان العبادة لله وحده دون ما كان المشركون يعبدون معه، أمر مماثل للقراءة باسمه التي وردت في أول آية نزلت من القرآن، والقرآن هو إعلان، ونداء للناس، ودعاء لهم إلى عبادة الله وحده، أمر محمد صلى الله عليه وسلم في تلك الآية بأن يدعو باسمه، ويعلنه ويجهر به ويعلن له الربوبية فهو- لا غيره -الخالق الأكرم، الذي وهب الحياة المادية للانسان بأن خلقه من علق، ثم وهب له علم ما لم يكن يعلم. افتتحت السورة بالأمر بإعلان اسم الله: (اقرأ باسم ربك)، واختتمت بالأمر بالسجود لله، والتقرب إليه: (واسجد واقترب) (العلق)، ليكون ذلك تطبيقا عمليا، واعترافا فعليا بما جاء في مطلعها.
والدعاء مما تعنيه القراءة أي: الاعلان كما في قوله تعالى في شأن من يتبنى:
54 - (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله (5: الأحزاب)، أي أعلنوا نسبهم إلى آبائهم لا إلى من تبنوهم.
ثلاث اضافات لها ما يسوغها
الاولى:
هبنا سلمنا مع اللغويين والنحويين والمفسرين والمحدثين، أن المراد من «اقرأ» هو ما قد تبادر إلى أذهان معظمهم مما هو متعارف في عصرنا، أعني مر البصر على كتابة لتحويل ماهو مدون بالرموز الكتابية إلى ما يقابها من الاصوات اللغوية، سواء نطقها القارئ بصوت مسموع فصارت قراءته جهرية، أم اكتفى بإدراك ما ترمز إليه بغير صوت: فصارت قراءته «صامتة».
أفما كان على من تلقى الأمر بهذا النوع من القراءة أن يبادر إلى تعلم الكتابة والقراءة، وما ذكر شيء من ذلك في السيرة؟ بل كان له (ص) عدد وفير من كتاب الوحي يتولون التدوين وتلاوة ما دونوه للتثبت من موافقته لما أملي عليهم، وبقي الأمر كذلك حتى اكتمل نزول الوحي، وانتقل الرسول (ص) إلى الرفيق الأعلى.
الثانية:
حفلت الفترة المبكرة من خلافة أبي بكر الصديق (ص) بأحداث فريدة في التاريخ الاسلامي، وكانت حروب الردة وما تلاها من جمع المصحف، من أبرز ما فيها، والأمران متصلان، فمقتل خمسمائة أو ستمائة من «القراء» في اليمامة نبه عمر بن الخطاب (ص) إلى وجوب المبادرة إلى جمع القرآن في مصحف، خشية ذهاب الحفاظ الذين كانوا هم «قراء» القرآن.
فما كانت كلمة «القراء» تعني، وما كان لديهم مصاحف؟ لقد كانوا حفاظا يتلون ما يحفظون أي: يقرؤون جهرا من حفظهم ولذلك ظهرت الحاجة إلى تدوين ما يحفظون لكيلا يتعرض القرآن للضياع. فالقراءة هنا غير النظر في كتابة لإدراك ما تمثله الرموز من كلمات وإن يمكن منهم من يعرف ذلك.
الثالثة:
كان اللفظ المستعمل لوصف من اكتسب معرفة القراءة والكتابة في صدر الاسلام وزمن قال، هو «كاتب» وكان يوصف بأنه يكتب ويفهم من ذلك ضمنا أنه كان يقرأ ما هو مكتوب.
(*) جامعة محمد بن سعود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.