تعيش في الديار الإيطالية جالية مغاربية مهمة، من بين أفرادها من يعيشون وضعا قانونيا ويستفيدون من كل المساعدات الاجتماعية التي يمكن أن تقدمها السلطات الايطالية لقاطني أراضيها من هذه الجالية المهاجرة، غير أنه بالمقابل يوجد من بينها مهاجرون مغاربيون في وضع هش، يقطنون أحياء قصديرية ويعيشون في بيوت لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة. في هذا السياق نشرت صحيفة «بارما توداي» الصادرة في بارما الايطالية السبت الماضي، تحقيقا ، نقلت خلاله صورة قاتمة عن وضعية سكان «الحي القصديري الكبير» في بارما الذي تقطنه جالية مغاربية مهمة في وضع «مهين». نقلت صحيفة «بارما توداي» الصادرة في بارما الايطالية السبت الماضي، ان المهاجرين المغاربيين في ايطاليا لا يقيمون في مساكن لائقة بسبب وضعهم كأجانب، لأن مالكي المساكن غالبا ما يرفضون أن يؤجروهم بيوتا صحية. وأشارت الصحيفة إلى «الحي القصديري الكبير» في بارما الذي تقطنه عائلات مغاربية جزائرية وتونسية على الخصوص، والتي تعيش في بيوت قصديرية تؤجرها بحوالي 450 أورو شهريا، وتتميز بأرضية رطبة دون تدفئة وقنوات صرف «مسدودة»، وتأسفت الصحيفة لكون أن هذه العائلات تجد نفسها مرغمة على الإقامة في هذا الحي القصديري لأنه «لا أحد يقبل أن يؤجر لهم بيتا لائقا» مشيرة إلى الشكاوى التي تقدم بها المواطنون «المجبرون على العيش في مساكن غير لائقة مع دفع ايجار غالبا ما يكون مرتفعا وفي تزايد مستمر» موضحة انه «في الشهر الفارط لجأت 100 عائلة إلى الشبكة الجمعوية لطلب مساعدة». وقال عضو في هذه الشبكة إن «الأجانب يواجهون مشاكل كبيرة لتأجير مسكن» مضيفا «لقد كنا غالبا ما نلجأ إلى وكالات عقارية لكن بمجرد أن يدرك صاحب البيت ان الطالب هو عائلة اجنبية فإن كل سبل الاتصال تنسد». وكتبت الصحيفة تقول إن «محمد حمدوش قد دعانا إلى معاينة الظروف التي يعيش فيها» موضحة ان هذا الرجل، وهو من أصل جزائري ويقيم في ايطاليا منذ10 سنوات، «كان يمارس مهنة رصاص إلى غاية تعرضه لأزمة قلبية نجا منها بفضل عملية جراحية وهو يجد صعوبة في الكلام والتنقل، ولذا فهو يعيش مع أخيه وأسرته». وأشارت نفس الصحيفة الى وجود حي قصديري آخر، وهي مزرعة قديمة تعود إلى150 سنة حيث تعيش خمس عائلات أجنبية في الفقر، مضيفة أن صاحب هذه المزرعة يطلب حوالي 450 أورو في الشهر لتأجير شقق صغيرة دون تدفئة وبتجهيزات كهربائية غير مطابقة للمعايير. وما يلفت الانتباه في هذه المزرعة هو كمية الحطب الموجودة أمام المنازل بحيث يستعمل في إشعال المدفئات، لكن نظرا لنسبة الرطوبة العالية تبقى الجدران مُبتلة. ويروي قاطن في المكان «أوقد النار خمس مرات في اليوم لأدفئ نفسي لأنها أحسن طريقة لأشعر بتحسن. أعاني من صعوبة في النوم ليلا بسبب برودة الطقس وأملك مطبخا صغيرا يشتغل بالغاز في الغرفة، لكنه ينطفئ بسرعة. عندما أستيقظ في الصباح أشعر بالهون والضعف». وأردف يقول «منذ سنتين زارنا مفتشو النظافة واضطروا لاستعمال أحذية مطاطية للقيام بعملهم بسبب فيضان قنوات الصرف الصحي» مشيرا إلى أن المراقبين صنفوا هذه الأماكن في خانة تلك التي غير قابلة للسكن لكن بالرغم من هذا «ظلت الأمور على حالها». و كشف أن «الوثيقة التي سلموها لا قيمة لها» مؤكدا «لاحظنا في ذلك اليوم تشققا كبيرا بالخارج قرب نافذة غرفتي». ويتساءل الرجل إن كان سينهار سقف منزله وقال «أنا منشغل بسبب وضعية أطفالي الصغار، اذ أسمع سعالهم في الليل وأعلم أنهم لن ينموا صحيا بصفة منتظمة إذا ما واصلوا العيش هنا». ويعيش بن عامر عبد الحفيظ التونسي الأصل، في الشقة المجاورة التي توجد في نفس الوضعية. ويشير إلى أنه «عندما تمتلئ القنوات تفيض في الحمام وأجد نفسي أنظف المكان في منتصف الليل. في بعض الأحيان لا يمكن تنفس الهواء نتيجة رائحة أو دخان المدفئات مما يجبرني على وضع عائلتي في الشاحنة الموجودة أمام المنزل وأفتح النوافذ حتى تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي». ويروي هذا الرجل أيضا أنه قبل ثلاث سنوات وجد نفسه في مصالح الاستعجالات بسبب إصابته بأزمة ربو «نتيجة الرطوبة العالية». وهناك حالات أخرى لمهاجرين يعيشون في نفس الأوضاع ، وبالرغم من أنهم عاملون بصفة منتظمة، فإنهم يقطنون مع عائلاتهم منذ سنوات في هذا البلد المتطور.