ناقشت ندوة علمية، مساء أمس الخميس، بمركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية (سيكوديل)، موضوع "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. خطوة لتكريس العدالة الاجتماعية والولوج إلى الخدمات الأساسية". ويأتي تنظيم الندوة، التي قام بتسييرها زكرياء البورياحي، محامٍ بهيئة الناظور والرئيس السابق ل"سيكوديل"، احتفاء بالذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وافتتحت الندوة بكلمات ترحيبية ألقاها صالح العبوضي، رئيس مركز "سيكوديل" الحالي، وحسن طلحة، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، ومحمد الورياشي، ممثل عمالة الناظور، جاء فيها التعريف بموضوع الندوة وإبراز أهميته تزامنا مع الاحتفاء بالذكرى العشرين لانطلاق المبادرة. وفي سياق المداخلات في الندوة قدم قيس مرزوق الورياشي، أستاذ علم الاجتماع والرئيس المؤسس ل"سيكوديل"، استقراء عاما للمركز كأول جمعية انخرطت في هذه المبادرة، مؤكدا أنها تشكل نموذجا يمكن من خلاله القيام باستقراء نسبي على المستوى الوطني. كما تطرق الورياشي إلى الحديث عن بعض المشاريع التي سهرت على إنجازها "سيكوديل"، وعرفت نجاحا كبيرا، مع تسجيله تعثرات في بعضها لأسباب اعتبرها ذاتية وموضوعية وثقافية وتنظيمية وسياسية، معتبرا هذا اللقاء محطة لتعديل البوصلة للتفكير في تغيير العقليات وإنماء الشعور بالأمان الاجتماعي وإصلاح التعليم. ومن جهته تحدث عادل الرشدي، أستاذ في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، عن السياقات العامة التي يندرج فيها الموضوع المتعلق بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني ورهانات التنمية المستدامة، خاصة السياق الدولي الذي يتميز بعالم ما بعد جائحة كورونا. وشدد المتحدث على كيفية إيجاد توليفة بين العدالة الاجتماعية وأهداف التنمية المستدامة في إطار انتقال عادل، مؤكدا أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يعد أحد الابتكارات الكبرى للنموذج التنموي الجديد، الذي يجمع بين القطاع الخاص ورهانات السوق، مبرزا في الأخير إكراهات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وخريطة طريق لتشكيل إقلاعه الحقيقي. وبمداخلة تحت عنوان "فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والبعد التشاركي والتنموي المستدام"، تطرق عبد الصمد بلقائد، مدير المصالح بجماعة سلوان، إلى مجموعة من النقط في المراحل التي عرفتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تهدف أساسا إلى تكوين المورد البشري. وأبرز المتحدث المجالات التي تغطيها المبادرة، ومن ضمنها الطفولة المبكرة، وصحة المرأة والطفل، والتعليم الأولي، إضافة إلى مواكبة الأطفال في تعليمهم وتكوينهم النفسي السليم كما في حالة أطفال ضحايا زلزال الحوز. وفي سياق المداخلات في الندوة ذاتها، تحدث محمد الورياشي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الناظور، عن السياقات العامة التي جاء فيها الإعلان عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزا اهتمام السلطات العمومية والدولة المغربية منذ فجر الاستقلال بالقطاعات الاجتماعية. كما تناول المتدخل استعراض مختلف البرامج التي أنجزت خلال هذه الفترة، والإكراهات التي واجهتها، وصولا إلى الإعلان الملكي عن المبادرة. وختم المتحدث مداخلته بإبراز أهداف البرنامج ومقاربته والقضايا المتعلقة بحكامته.