الملك يخلد ذكرى وفاة الحسن الثاني    الاستقلاليون يدعون الشباب إلى الحوار    "المنظمة" تدعو للإفراج عن موقوفين    السكوري: رسالة المحتجين وصلت للحكومة.. وتنظيم الحوار صعب عمليا بسبب غياب من يمثلهم    وضعية التجارة الخارجية في المغرب    بورصة البيضاء تنهي التداولات بالأخضر    ماسك أول ثري بنحو 500 مليار دولار صافية    مبيعات الإسمنت بالمغرب تتجاوز 10 ملايين طن في 9 أشهر    إسرائيل تعلن استيلاءها على قوارب "أسطول الصمود" باستثناء واحد    الجيش الإسرائيلي يحتجز 6 مغاربة مشاركين في "أسطول الصمود العالمي"    كندا تحذر أصحاب "جواز إكس" من زيارة أمريكا    الركراكي.. سايس واستمرار غياب زياش    تسجيل 3 وفيات في أحداث القليعة    حجز 4,7 أطنان من الشيرا في آسفي    مسؤول: لا علاقة للإجرام بحرية التعبير    الفوضى الناتجة عن احتجاجات "جيل Z" تربك الأجندات الفنية بالمغرب    أخنوش يسجل متابعته للتطورات "المؤسفة والتصعيد الخطير" ببلادنا ويجدد الدعوة إلى الحوار كسبيل لحل كل الإشكالات    اخنوش يعلق على الاحتجاجات ومصرع ثلاثة اشخاص    التهراوي يكشف عن 22 منشأة صحية جديدة و 2433 سريرا لمواجهة تحديات القطاع    كولومبيا وأقدس الهدايا    ترامب يطيل أمد الحرب    الإنسان الكامل    فريال الزياري توثق تجربة استثنائية في قلب الصحراء المغربية        الناطق باسم الداخلية: الحق في الاحتجاج السلمي لا يلغي واجب السلطات العمومية في التدخل كلما استوجب الوضع    دار الشعر بتطوان تطلق ملتقى القصيدة المتوسطية من فضاء المدينة العتيقة        إحداث أكثر من 65 ألف مقاولة بالمغرب خلال السبعة أشهر الأولى من 2025    إسرائيل تعتزم ترحيل معتقلي "أسطول الصمود" إلى أوروبا    حموني: شركات أدوية ومصحات خاصة حققت أرباحا فاقت مداخيل صناعة السيارات والأبناك    مونديال الشيلي لأقل من 20 سنة: المغرب يتأهل إلى ثمن النهائي بعد فوزه على البرازيل    الخلفي: بعض الاحتجاجات اتخذت منحى تصعيديا جسيما انخرطت فيها أعداد كبيرة من القاصرين    الركراكي: نعمل على التنسيق بخصوص اختيارات اللاعبين لكأسي العرب وإفريقيا مع منح الأولوية لل"كان"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الناصيري أمام المحكمة: "لطيفة رأفت كانت تحيي لنا سهرات مجانية وتتكفل بجلب الفتيات".. وبعيوي: "حنا كنسمعو عليها غير الخير"        المعرض الدولي للفرس بمدينة الجديدة: الخيل المغربي بين أصالة الفروسية واحترافية المهام الأمنية    في العيد الوطني ال76.. الرئيس الصيني يدعو مواصلة العمل الجاد لدفع مسيرة التحديث الصيني    دراسة ترصد السمات النفسية لشخصية جيل "Z-212".. يتميز بنزعة أقوى نحو البراغماتية وحسا أكبر بالعدالة وعاطفي أكثر مقارنة بالأجيال السابقة    مونديال الشيلي.. المدرب وهبي: لدينا من المؤهلات ما يجعلنا نذهب بعيدا في المنافسة    الركراكي يعلق على احتجاجات "genz": "لا يوجد أي مغربي مابغيش التعليم والصحة لكن باحترام وبدون عنف"            دوري أبطال أوروبا.. الصيباري يدرك التعادل لآيندهوفن أمام ليفركوزن (1-1)    إنريكي: "حكيمي ومينديز أفضل ظهيرين في العالم"    تيزنيت، بيوكرى، القليعة،ايت عميرة.. بؤر البؤس التي صنعت الانفجار الاجتماعي    وزارة الأوقاف تخصص خطبة الجمعة المقبلة: عدم القيام بالمسؤوليات على وجهها الصحيح يٌلقي بالنفس والغير في التهلكة    ارتفاع ضغط الدم يعرض عيون المصابين إلى الأذى    حقيقة الجزء الخامس من "بابا علي"    "الباريار" يبث الأمل في سجناء    عندما يتحول القانون رقم 272 إلى سيفٍ مُسلَّط على رقاب المرضى المزمنين    أطباء يحذرون من أخطار بسبب اتساع محيط العنق    القانون 272 يدفع المصابين بألأمراض المزمنة إلى الهشاشة الاجتماعية    "طريقة الكنغر" تعزز نمو أدمغة الأطفال المبتسرين        بوريطة: تخليد ذكرى 15 قرنا على ميلاد الرسول الأكرم في العالم الإسلامي له وقع خاص بالنسبة للمملكة المغربية        الجدل حول الإرث في المغرب: بين مطالب المجتمع المدني بالمساواة وتمسك المؤسسة الدينية ب"الثوابت"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمل القادم بين المغرب والجزائر

كل متتبع مهتم بالشأن الجزائري، ضمن سياق تسارع تطوراته بسبب الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، سيدرك أن التحول في جارتنا الشرقية، ليس مجرد تحول من رئيس إلى رئيس جديد. بل إنه تحول من جيل سياسي إلى جيل سياسي جديد مختلف. وهنا معنى الإنعطافة، الذي يعنيه هذا التحول عند أشقائنا الجزائريين، الذي ربما من عناوينه، انتهاء ثقافة جيل الحركة الوطنية، وجيل الحزب الوحيد، وجيل الثورة، وترسخ نهائي أكثر، لثقافة جيل الدولة وجيل منطق المؤسسات، وجيل إعادة بناء النظام السياسي برمته.
هنا، ربما، علينا الإنتباه، أن كل التطورات الكبرى الحاسمة، في تاريخ الجزائر الحديثة، منذ حركة مصالي الحاج، قد كان للمغرب دور حاسم ومؤثر فيها. مثلا، كان لحركة عبد الكريم الخطابي أثر كبير هناك. مثلما كان لحركة المقاومة المسلحة من خلال بلورة التنسيق لإطلاق جيش التحرير بالمغرب وبالجزائر في نفس اليوم والتوقيت (وهو المشروع الذي لم ينفذ بسبب استشهاد الشهيد المغربي محمد الزرقطوني) دور بارز. وكان أيضا للدعم المغربي الملموس بعد استقلال المغرب، دولة ومجتمع، الأثر الحاسم في إشعاع حرب التحرير الجزائرية، بدليل قواعد التدريب العسكرية بشرق المغرب وحجم ما كان يقدم من دعم مادي لثورة الإستقلال الجزائرية مغربيا. بل إن الأمر، قد تواصل حتى بعد استقلال بلاد الأوراس، لكن هذه المرة بشكل مختلف، فيه منطق التنافس الجيو ستراتيجي للحسم في ترسيم القوة الإقليمية الحاسمة شمال إفريقيا، من منطلق تصور جديد للقيادة الشابة للجزائر المستقلة حينها.
هذا كله، يعني أن حضور المغرب في تطورات الجزائر الداخلية، وفي لحظات انعطافاتها التاريخية، يكون بينا وحاسما. بالتالي، ليس مستغربا اليوم، أن يسجل المتتبع الدقيق للملف الجزائري، أن من عناوين لحظة التحول الجديدة اليوم، بمرتفعات بنعكنون بالجزائر العاصمة، بروز مواقف غير مسبوقة من فعاليات غير عادية ضمن المشهد السياسي هناك، ترتبط بملف صحرائنا، تقدم الدليل على أن تحولا استراتيجيا لربما قد بدأ يعلن عن نفسه في البنية الصانعة لقرار الدولة ببلد المليون شهيد. إن تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير الجزائرية (القوة الحزبية الأولى بالجزائر انتخابيا) عمار سعداني، وكذا تصريحات الزعيمة السياسية لويزة حنون، وما خلقته من ردود ونقاشات حامية هناك، حول ملف قضية وحدتنا الترابية، إنما يقدم الدليل على أن ملامح لحظة التحول السياسية هناك، أعمق من مجرد تغيير رئيس برئيس، بسبب الوضعية الصحية المقلقة لبوتفليقة. بل، إنها ملامح تحول من منهج سياسي صوب منهج سياسي جديد.
من جهتنا، مغربيا، نحن الذين يعنينا دوما مآل التحولات الجزائرية، التي تؤثر بدورها في الكثير من توجهاتنا كدولة ومجتمع ومؤسسات، فإننا لا يمكن إلا أن ننظر إلى هذا الحراك الجنيني، بأمل. أمل تبلور وعي سياسي جديد، يتأسس على منطق ل «عقل الدولة» المدركة للمخاطر المحدقة بالشعب الجزائري من خلال إلحاحية حماية بنية الدولة الجزائرية كمؤسسات. وأن ذلك، لن يتم سوى بانخراط نهائي في منطق العالم الجديد، المتأسس على إلحاحية وقدرية التكامل مع المغرب، ضمن تكتل جهوي يحمي المصالح العليا لدولنا المغاربية.
ذلك، ما نفهمه نحن، من حراك جزائري مماثل، الذي ليس حراكا بسيطا أو خروجا مزاجيا لهذا المسؤول الحزبي أو ذاك. فنحن موقنون، أن للجزائر رجال دولة يعرفون كيف يحسمون القرار في لحظة الامتحان من أجل الانتصار لمنطق الدولة. وأن من بوابات ذلك الانتصار الحاسمة، العمل على تجسير العلاقة مع المغرب، بمنطق عالم القرن 21، وليس بمنطق تدافع حسابات الحرب الباردة للقرن 20. ها هنا، يكمن معنى رؤيتنا لمثل هذه التحولات بالجزائر الشقيقة بأمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.