الطالبي العلمي: جلالة الملك جعل الطفولة والشباب الإفريقي أولوية وطنية وقارية    تسريب منسوب ل "المجلس الوطني للصحافة" يثير جدلاً واسعاً حول طريقة تدبير الملفات التأديبية واستقلال القضاء    مندوبية التخطيط تكشف تراجع كل من مؤشر التضخم الأساسي والرقم الاستدلالي للمواد الغذائية    الاتحاد العام للفلاحين يتدارس ملف إعادة تشكيل القطيع الوطني    المطر يُعرّي أخطاء البشر !    ولد الرشيد: الأوراش المهيكلة التي تعرفها مدن الصحراء المغربية تفتح آفاقا واسعة للتنمية المستدامة    النفط يواصل التراجع وسط ضغط أمريكي لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا    بعد الهدنة في لبنان.. حصيلة دموية ثقيلة إثر استهدافات الإسرائيلية    أطباء مغاربة يهبون للتطوع في قطاع غزة.. وتنسيقية تتوصل بأزيد من 130 طلبا    من 28 نقطة… النص الحرفي لخطة ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا    حكيمي وبن صغير في القوائم النهائية لجوائز "غلوب سوكر"    "النهج الديمقراطي" يحمّل الدولة مسؤولية وفاة "رضيع الترامواي" ويطالب بمحاسبة المسؤولين    بوانو: من العار الإبقاء على القاسم الانتخابي والمقاربة العقابية في القوانين الانتخابية غير مقبولة    لوحة بورتريه لفريدا كاهلو تصبح أغلى عمل فني من إنجاز امرأة    اختتام مهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور وتتويج أبرز الأعمال    القوة الجوية المغربية تقتني 10 مروحيات "إتش 225 إم" من إيرباص    التجمع الوطني للأحرار يصادق على تصوره لمقترح الحكم الذاتي استعداداً لرفعه إلى الملك    "الأول يكشف تفاصيل استنطاق "بوز فلو".. الرابور أمام القضاء بسبب اتهامات مرتبطة بمضامين أغانيه    قرعة الملحق الأوروبي لمونديال 2026.. مواجهات نارية في طريق آخر أربعة مقاعد    "الشباب": حمد الله غير مقيد قانونيا    بورصة البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    تتويج سفير المغرب لدى الأرجنتين ضمن "قادة التحول في أمريكا اللاتينية"    المجلس الأعلى للسلطة القضائية ينظم دورات تكوينية للقاضيات الراغبات في تولي مناصب المسؤولية    أمل موكادور لكرة القدم الشاطئية بطلا للمغرب لسنة 2025    مونديال أقل من 17 سنة.. في مواجهة حاسمة المنتخب المغربي يلاقي البرازيل اليوم الجمعة وعينه على حجز مقعد في نصف النهائي    المغرب يرتقي إلى المرتبة السادسة عالميا في مؤشر الأداء المناخي 2026    المغرب يرأس المجلس الدولي للزيتون لعام 2026    المغربي إدريس علواني يحصد الميدالية البرونزية في بطولة إفريقيا للدراجات    مدرب مارسيليا: أكرد لاعب لا يعوض.. وعلينا التأقلم مع غيابه    30 دولة تعارض مسودة اتفاق "كوب30"    مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يفتتح فعالياته معززاً مكانة قطر في المشهد السينمائي العالمي    بوعياش: تبادل إطلاق النار بحي بوسلامة ينتهي بتوقيف أحد المشتبه فيهم    مراكش: استئناف هدم مساكن العسكريين وقدماء المحاربين... وتعويضات تشمل بقعاً أرضية ومساعدات للبناء    اعتداء خطير بمستعجلات مستشفى بني ملال يخرج النقابة الوطنية للصحة للاحتجاج والتصعيد    كيوسك الجمعة | المنظومة المؤطرة للانتخابات تهدف إلى تخليق العملية الانتخابية والسياسية    خطف 52 تلميذا من مدرسة بنيجيريا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    سيراليون تجدد دعمها للوحدة الترابية للمغرب وتعبر عن ارتياح بالغ باعتماد القرار التاريخي 2797    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم يتعلق بتطبيق الضريبة على القيمة المضافة    وسام حمادة والدة "هند رجب" في افتتاح الدوحة السينمائي:    أجهزة قياس السكري المستمر بين الحياة والألم    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    المكسيكية فاطمة بوش تتوَّج ملكة جمال الكون بعد جدل واسع    اليوم.. فتيان الأطلس يواجهون البرازيل بأمل المرور إلى نصف نهائي المونديال    زلزال بقوة 5,5 درجات يضرب بنغلادش    توقيف "مولينكس" ونقله إلى طنجة للتحقيق في ملف مرتبط بمحتوى رقمي مثير للجدل    إصدار جديد من سلسلة تراث فجيج    ( الحب المر)... فيلم يكشف الوجه الخفي للنرجسية داخل الأسرة المغربية    أجهزة قياس السكر المستمر بين الحياة والألم: نداء أسر الأطفال السكريين لإدماجها في التغطية الصحية    جمعية "السرطان... كلنا معنيون" بتطوان تشارك في مؤتمر عالمي للتحالف الدولي للرعاية الشخصية للسرطان PCCA    الفنان المغربي إِلياه والنجم المصري محمد رمضان يجتمعان في أغنية جديدة    في الحاجة إلى فلسفة "لا"    معمار النص... نص المعمار    الوصايا العشر في سورة الأنعام: قراءة فقهيّة تأمليّة في ضوء منهج القرآن التحويلي    ارتفاع معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين بواقع الضعف خلال العقدين الماضيين    أطباء يوصون بتقليل "شد الجلد" بعد الجراحة    المسلم والإسلامي..    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزائر والمغرب أمام المرشح الرئاسي الجزائري الشبح‮... ‬أو شبح المرشح الرئاسي
نشر في هسبريس يوم 15 - 04 - 2014

‬ عبد العزيز بوتفليقة هو الرئيس القادم للجزائر لا محالة‮ ‬يوم‮ ‬17‮ ‬أبريل الجاري‮.. ‬فائزا بذلك بولاية رابعة،‮ ‬ولو كرئيس شبح‮.. ‬ويكفي‮ ‬الإطلاع على ما‮ ‬ينشر داخل الجزائر وخارجها من تحاليل‮ ‬غزيرة لم‮ ‬يسبق قط أن حظيت بها انتخابات رئاسية جزائرية من قبل .‮وسيتأكد ذلك رغم الصورة الكاريكاتورية لهذه الانتخابات،‮ ‬ورغم الغياب المطلق للمرشح الرئاسي‮ ‬عن حملته الانتخابية،‮ ‬وكأن الجزائريين سيصوتون لمرشح شبح‮ .. ‬يكفي‮ ‬بعض الإطلاع،‮ ‬للتأكد من أن المرشح الشبح هو الذي‮ ‬سيعلن فائزا في‮ ‬سابقة تاريخية متفردة‮ ..‬ لأن أجهزة الدولة الحالية والحكومة الحالية ، بأعضائها الرسميين والمستقيلين ، كلها مجندة بالمكشوف ، مستعملة كل الوسائل المعهودة وغير المعهودة في التزوير ، لفرض العهدة الرابعة ..
وطبيعي‮ ‬أن تشغل الانتخابات الرئاسية بالجزائر بال المغاربة،‮ ‬كما تشغل باله كل التطورات بالبلد الجار أكثر من أي‮ ‬بلد آخر‮.‬
فإذا كان المشترك بين الشعبين المغربي‮ ‬والجزائري‮ ‬كثير عميق ومتجذر،‮ ‬عرقا ودينا وحضارة،‮ ‬والمشترك من التحديات المطروحة عليهما أضحت أكثر قوة في‮ ‬هذا العصر‮ . ‬وإذا كانت وشائج القربى والود بين الشعبين ازدادت متانة خلال‮ ‬كفاح الشعبين والشعوب المغاربية ضد الاستعمار من أجل التحرر والانعتاق،‮ ‬ولحظة الكفاح المشترك هذه هي‮ ‬التي‮ ‬ولدت المشروع/‬‮ ‬الحلم،‮ ‬مشروع بناء الوحدة المغاربية‮. ‬ وإذا كان الجوار الجغرافي‮ ‬الذي‮ ‬صنع كل هذا،‮ ‬يفرض إلزاما أقصى أشكال التعاون والتآزر لمواجهة تحديات العصر‮. ‬ فإن المسار التاريخي‮ ‬للبلدين كان مختلفا على امتداد قرون طويلة من التاريخ ‮. ‬وهذا ما لايتم تناوله إلا لماما‮.
‬وهذا المسار التاريخي،‮ ‬في‮ ‬اعتقادنا،‮ ‬كفيل بإلقاء بعض الضوء على تطور العلاقات بين الجزائر والمغرب،‮ ‬وعلى سلوك من تعاقب على حكم الجزائر تجاه المغرب‮. ، بعد استقلال البلدين ..
‮‬شيء من التاريخ
لن نغوص بعيدا في‮ ‬التاريخ،‮ ‬ونقتصر على العودة إلى عهد الخلافة الإسلامية في‮ ‬المشرق‮. ‬وهي‮ ‬لحظة انتقال لنشأة وتكون الدولة المغربية،‮ ‬من فترة حكم الممالك الأمازيغية بالمغرب قبل انتشار الإسلام إلى فترة تبلور الدولة المغربية بمكوناتها العرقية المختلفة في‮ ‬ظل الإسلام‮.‬
فبعد فترة قصيرة من حكم الخلافة الأموية،‮ ‬استقل المغرب نهائيا عن حكم الخلافة الإسلامية بالمشرق،‮ ‬وتحكم في‮ ‬مساره ومصيره ،‮ ‬من خلال دول مغربية،‮ ‬ابتداء من الأدارسة،‮ ‬ومرورا بالمرابطين والموحدين والمرينيين والوطاسيين والسعديين،‮ ‬وانتهاء إلى الدولة العلوية،‮ .
ورغم فترات التفكك في‮ ‬لحظات الانتقال من حكم دولة إلى أخرى،‮ ‬فقد ظل الشعور المغربي‮ ‬بالانتماء إلى أمة واحدة،‮ ‬هي‮ ‬الأمة المغربية،‮ ‬شعورا حاضرا ترسخ وتقوى مع مرور الزمن،‮ ‬ترسخت معه قواعد الحكم بالمغرب .
‬ويمكن القول أنه خلال هذا المسار ترسخت قاعدتان للوصول إلى الحكم والحفاظ عليه‮:‬ أولهما صيانة وحدة الأمة واستقلال الوطن،‮ ‬وثانيهما أن تستمد السلطة من الشعب عبر البيعة‮ (‬مع اعتبار نسبية هذه المفاهيم عبر العصور).‬
هذا المسار التاريخي‮ ‬الخاص للمغرب،‮ ‬جعله البلد الوحيد الذي‮ ‬لم تتمكن الدولة العثمانية من اخضاعه،‮ ‬رغم محاولتها خلال بداية عهد الحركة السعدية،‮ ‬ودخول جيوشها إلى مدينة فاس،‮ ‬والتي‮ ‬طردت منها شر طردة إلى ما وراء حدود المغرب الشرقية‮. ‬علما أن الدولة العثمانية تمكنت من حكم امبراطورية شاسعة امتدت من حدود المغرب إلى تخوم بلاد فارس،‮ ‬ومن بلاد النيل إلى بلاد البلقان حتى أسوار فيينا‮.‬
مقابل ذلك،‮ ‬ظلت بلاد الجزائر خاضعة للخلافة الإسلامية،‮ ‬وبعدها لدول مغربية،‮ ‬أو منقسمة إلى إمارات متعددة،‮ ‬إلى أن خضعت للحكم العثماني‮ ‬لقرون قبل أن تخضع للاستعمار الفرنسي‮ ‬لأزيد من قرن‮.‬
حاول الاستعمار الفرنسي‮ ‬طيلة القرن التاسع عشر،‮ ‬وانطلاقا من التراب الجزائري،‮ ‬إخضاع المغرب دون جدوى‮. ‬ إلا أن ما تحمله المغرب بسبب دعمه لثورة الأمير عبد القادر في‮ ‬الغرب الجزائري‮ ‬كان قاسيا،‮ ‬وأدى المغرب ثمنه باهضا،‮ ‬وساهم في‮ ‬توفير بعض شروط تسهيل ضغط الاستعمار الفرنسي‮ ‬على المغرب‮.‬
ومع ذلك لم‮ ‬يتمكن الاستعمار الفرنسي‮ ‬من دخول المغرب إلا في‮ ‬بداية القرن العشرين‮ . ‬ وكان ترسيم الاحتلال الفرنسي‮ ‬للمغرب عبر معاهدة حماية،‮ ‬أي‮ ‬عبر معاهدة تعترف بوجود الدولة المغربية،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كانت فيه فرنسا تعتبر بلاد الجزائر مقاطعة فرنسية،‮ ‬وتتعامل معها على هذا الأساس،‮ ‬إلى حين استقلالها سنة 1962
كانت سنوات الخمسينات من القرن الماضي،‮ ‬سنوات اندلاع المقاومة الشعبية المغربية للاستعمار بعد إقدام السلطات الفرنسية على نفي‮ ‬ملك البلاد المغفور له محمد الخامس،‮ ‬والتي‮ ‬تحولت إلى حرب تحرير مسلحة،‮ ‬مستأنفة بذلك المقاومة المسلحة المغربية ضد الاستعمار التي‮ ‬اندلعت مع بداية القرن الماضي،‮ ‬ولم تهدأ إلا في‮ ‬منتصف الثلاثينات‮.‬ وانتهى الأمر بعودة الملك محمد الخامس إلى أرض الوطن منتصف الخمسينات،‮ ‬والتي‮ ‬صاحبها حصول المغرب على استقلاله‮.
في‮ ‬هذه السنوات بالضبط اندلعت ثورة فاتح نوفمبر الجزائرية‮. ‬ ومرة أخرى،‮ ‬كما كان الأمر في‮ ‬عهد الأمير عبد القادر الجزائري ،‮ ‬شكل المغرب قاعدتها الخلفية الأساس‮ . ‬ وأغلب قيادات جبهة التحرير الوطني‮ الجزائرية ‬كانت تمارس عملها انطلاقا من التراب المغربي،‮ ‬وبالضبط من إقليم الناظور الذي‮ ‬عاش في‮ ‬أحضانها المرحوم هواري‮ ‬بومدين مدة‮ ‬غير قصيرة،‮ ‬وإقليم وجدة التي‮ ‬ولد ودرس بها عبد العزيز بوتفليقة‮.
هذا على سبيل المثال لا الحصر‮. ‬ كما أن أول سفينة أسلحة موجهة إلى جيش التحرير الجزائري،‮ ‬أفرغت حمولتها بشواطئ‮ ‬رأس الماء بإقليم‮ ‬الناظور،‮ ‬وكان سكان المنطقة هم من نقلوها إلى الجزائر،‮ ‬في‮ ‬ظل وجود جيوش الاحتلال الإسباني‮ ‬بإقليم الناظور،‮ ‬وجيوش الاحتلال الفرنسي‮ ‬بإقليم وجدة‮. ‬ وهذا بعض‮ ‬غيض من فيض‮.‬
‮‬خيبات الأمل‮
رفض المغرب بعد استقلاله،‮ ‬تسلم منطقة تندوف ‮(‬المنتمية تاريخيا إلى أرضه‮) ‬من السلطات الفرنسية،‮ ‬مؤجلا ذلك إلى‮ ‬غاية حصول الجزائر على استقلالها،‮ ‬رافضا بذلك أي‮ ‬مساومة على ‬حق الجزائر في‮ ‬الاستقلال،‮ ‬مراهنا على المستقبل الأخوي‮ ‬المشترك بين المغرب والجزائر‮.‬
إلا أنه بعد استقلال الجزائر،‮ ‬انقلب حكامها على هذا المستقبل المنشود .
‮ ‬وتوالت خيبات الأمل في‮ ‬هذا المستقبل المشترك المأمول‮.. ‬بل وتعددت تحرشات حكام الجزائر بالمغرب وحدوده وترابه،‮ ‬ابتداء مما اصطلح على ‬تسميته بحرب الرمال في‮ ‬بداية الستينات،‮ ‬إلى موقفهم الشديد العداء للمغرب خاصة في‮ ‬قضية وحدته الترابية إلى‮ ‬يومنا هذا‮. ‬ ومرورا بطرد أزيد منم‮ ‬45‮ ‬ألف أسرة مغربية من الجزائر مجردين من ممتلكاتهم ومن كل شئ ، إلا من اللباس الذي‮ ‬حمله جلدهم ..
‮ ‬وظل بذلك،‮ ‬وبسبب ذلك،‮ ‬مشروع بناء الاتحاد المغاربي‮ ‬حبرا على ورق‮.‬
حصيلة التاريخي ..
مساران سياسيان تاريخيان مختلفان للمغرب والجزائر على ‬مدى قرون،‮ ‬لا‮ ‬ينفيان المشترك الحضاري‮ ‬والثقافي‮ ‬بينهما .. ‬والتقاء في‮ ‬لحظات تاريخية مشتركة خلال مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري،‮ ‬وخلال حرب التحرير بالمغرب والجزائر خلال الخمسينات من القرن الماضي،‮ ‬وافتراق بعد استقلال الجزائر بداية الستينات من ذات القرن‮.‬
المغرب ،‮ ‬ركز بعد استقلاله،‮ ‬وعلى الدوام،‮ ‬على المشترك بين البلدين والشعبين،‮ ‬وتناسى ما فرق بينهما طيلة قرون‮ . ‬وعمل دوما على ‬استثمار المشترك التاريخي‮ ‬البناء ،والطموح إلى المشترك المستقبلي،‮ ‬المبني‮ ‬على حسن الجوار،‮ ‬على التعاون،‮ ‬على ‬بناء الوحدة المغاربية للاستجابة لمتطلبات العصر الذي‮ ‬تحكمه التكتلات السياسية والاقتصادية‮.‬
حكام الجزائر،‮ ‬ومنذ الاستقلال،‮ ‬يغيبون المشترك التاريخي،‮ ‬ويلعنون المشترك المستقبلي‮ ‬المفترض،‮ ‬ولم‮ ‬يعد لهم من هم سوى إضعاف المغرب بكل ما أوتوا من قوة‮.. ‬وكانت تسعفهم سابقا ظروف الحرب الباردة البائدة،‮ ‬التي‮ ‬غرست في‮ ‬أذهانهم وهم تحويل‮ ‬الجزائر إلى قوة عظمى تتحكم في‮ ‬مصائر الشمال الإفريقي،‮ ‬بل وقوة اقتصادية عظمى بإفريقيا،‮ ‬وعبد العزيز بوتفليقة هو الذي‮ ‬قال‮ ‬يوما،‮ ‬وهو آنذاك وزيرا للخارجية‮ "‬نحن‮ ‬يابان إفريقيا‮".
بدل أن‮ ‬يسير حكام الجزائر في‮ ‬اتجاه بناء الغد المشترك للبلدين والشعبين‮ ‬الجزائري‮ ‬والمغربي،‮ ‬أجهدوا في‮ ‬اتجاه العمل على إضعاف المغرب،‮ ‬كرهان مصيري‮ ‬. ‬ويخال لنا أن في‮ ‬زوايا ذهنيتهم تقبع رغبة دفينة للانتقام من التاريخ تجاه المغرب‮ !! ‬ والحال أننا لا نجد تفسيرا لسلوك حكام الجزائر تجاه المغرب‮ ‬غير هذا‮. ‬ ولا‮ ‬يبدو في‮ ‬الأفق القريب تغير ممكن في‮ ‬هذا السلوك‮.. ‬والظروف التي‮ ‬تجري‮ ‬فيها الانتخابات الرئاسية الحالية تعني‮ ‬الاستمرارية على نفس النهج‮..‬
‮مصدر ‬القلق‮
من تحكم في‮ ‬رقاب الشعب الجزائري‮ ‬ومصيره وثرواته،‮ ‬مازال مصرا وبعناد على الإمساك بيد من حديد بمقاليد الحكم،‮ ‬وإن كلفه ذلك جعل الانتخابات الرئاسية أضحوكة أمام الشعب الجزائري‮ ‬والعالم بأسره‮.‬
ففي‮ ‬أي‮ ‬بلد في‮ ‬العالم،‮ ‬وفي‮ ‬أي‮ ‬زمان ، ‮نرى ‬مرشحا لرآسة دولة،‮ ‬بلغ من العمر عتيا،‮ ‬وبلغ‮ ‬منه المرض أقصى مبلغ،‮ ‬لا‮ ‬ينطق،‮ ‬ولا‮ ‬يظهر أمام عيان شعبه‮ !! ‬ مرشحا‮ ‬يخوض حملته الانتخابية بضمير الغائب‮!! ‬
الشعب الجزائري‮ ‬الشقيق،‮ ‬شعب جدير بالتقدير والاحترام،‮ ‬ولا‮ ‬يستحق مثل هذا‮.. ‬ سيقول كلمته الحاسمة الفاصلة لا محالة‮.. ‬سوف لن‮ ‬يقولها كاملة‮ ‬يوم‮ ‬17‮ ‬أبريل‮.. ‬لأن عبد العزيز بوتفليقة،‮ ‬هو الذي‮ ‬سيعلن فائزا‮..لسبب بسيط مجرب تاريخيا ،‮ ‬هو أن الشعب‮ ‬يحتاج لمهلة زمنية لاستجماع قواه وشحذها من أجل الحسم،‮ ‬وهذا حال الشعوب كلها‮.. ‬والحراك الشعبي الجزائري الديمقراطي‮ ‬انطلق،‮ ‬وأكيد أنه لن‮ ‬يتوقف‮.. ‬فما شهدت انتخابات رئاسية بالجزائر قط مثل الجدال الدائر حاليا وسط الشعب،‮ ‬يعضده ما‮ ‬يعبر عنه من مواقف ومن أوساط سياسية مختلفة عبر العالم‮.‬
كمغاربة تشغلنا وتقلقنا الظروف التي‮ ‬تجري‮ ‬فيها الانتخابات الرئاسية الجزائرية‮.. ‬وما‮ ‬يشغلنا ويقلقنا هو أمن واستقرار الجزائر،‮ ‬وأمنها واستقرارها،‮ ‬أبينا أم كرهنا،‮ ‬من أمننا واستقرارنا‮. ‬وتعودنا، أنه كلما اشتدت الأزمات السياسية بالجزائر،‮ ‬اتجه حكامها إلى ‬توجيه الأنظار إلى المغرب،‮ ‬حتى لا نقول أكثر‮.. ‬وهو سلوك‮ ‬يحمل الكثير من احتمالات افتعال نزاعات جديدة مع المغرب ‮.
ما‮ ‬يقلقنا،‮ ‬أن ما‮ ‬يروج له الموالون لعهدة رابعة لبوتفليقة،‮ ‬من أنه الرجل‮ "‬القوي‮" ‬الوحيد الذي‮ ‬يمكنه انقاذ الأوضاع في‮ ‬الجزائر،‮ ‬هو عكس ذلك تماما‮: ‬ بوتفليقة هو الرجل الضعيف والمعلول صحيا والذي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يتحكم في‮ ‬شيء‮. ‬ حتى ‬مخاطبته للشعب الجزائري تتم عبر نصوص مكتوبة‮ ‬يتلوها‮ ‬غيره ،‮ ‬ولا‮ ‬يعلم أحد من كتبها.. بمعنى أن من تحكموا في‮ ‬رقاب الشعب الجزائري‮ ‬وثرواته،‮ ‬هم من‮ ‬يدافع بشراسة على العهدة الرابعة،‮ ‬ليواصلوا حكمهم من وراء الستار،‮ ‬وباسم رئيس لا حول ولا قوة له،‮ ‬وهي‮ ‬الصيغة المثلى للتصرف في‮ ‬الحكم بالجزائر دون محاسبة‮ .. ‬ ومن‮ ‬يحاسب هو‮ "‬الرئيس‮" ‬بوتفليقة‮.
ما‮ ‬يقلقنا ،‮ ‬أن تأخذ الصراعات - في هذه الظروف - بين أجنحة الحكم في‮ ‬الجزائر منحى آخر‮ ‬يشيع اللاستقرار السياسي،‮ ‬ويغذي‮ ‬النزاعات الأهلية والاضطرابات .. ‬هذا في‮ ‬وقت توجد ‮ ‬المنطقة بأكملها تحت تهديد مختلف أشكال التطرف والإرهاب،‮ ‬والجريمة المنظمة العابرة للحدود،‮ ‬والنزعات الانفصالية‮ .
‬وهذا هو الشبح المرعب الذي‮ ‬يقبع وراء مرشح العهدة الرابعة‮.‬
- صحفي
‬[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.