حضرة الكاتب الألمعي المبدع الكبير محمد الأشعري تحية طيبة وبعد .. بداية تهنئة كبيرة لكم على فوز روايتكم الرائعة « القوس والفراشة» بجائزة بوكر العالمية للراوية العربية للعام 2011، مناصفة مع رواية «طوق الحمام» للروائية رجاء عالم. فبهذا الفوز العالمي يؤكد الإبداع المغربي من جديد أهميته الكبرى في مسارات الإبداع العربي، كما سبق أن أكد الفكر المغربي والنقد المغربي ذلك من قبل. و الأمر لم يكن مفاجأة كبرى ولا غير متوقعة، على أي، بالنسبة للمتتبعين للسرد العربي في مختلف تجلياته وتحولاته، فهذه الرواية قد جاءت قوية كما جاءت في السابق روايتكم الأولى «جنوب الروح» التي شكلت هي الأخرى لحظة ظهورها حدثا ثقافيا بامتياز في ساحة الأدب المغربي، سواء من حيث عدد ما كتب عنها من مقالات ودراسات أو من حيث الأثر الأدبي الذي خلفته في رحاب الأدب المغربي. هي إذن مرحلة جديدة من مراحل الإبداع بالنسبة إليكم. هذا الإبداع الذي امتد قويا منذ صدور ديوانكم الأول «صهيل الخيل الجريحة»، وتألق مع ديوان «عينان بسعة الحلم» الذي كان أول ديوان أقتنيه لكم، وأسبح في قصائده القوية. لأقف بعده عند ديوان «سيرة المطر» طويلا، لتمتد بعد ذلك علاقتي بكتاباتكم، الشعرية منها بالخصوص، في مختلف تجلياتها، ثم القصصية بعد ذلك من خلال مجموعتكم القصصية الجميلة «يوم صعب»، والروائية مع كل من رواية « جنوب الروح « و رواية «القوس والفراشة «. أما علاقتي بكم شخصيا فلم تتجاوز التحية والسلام، كلما التقيت بكم في معرض الكتاب أو في محفل ثقافي، وهي على كل حال، عادتي مع كثير من مثقفي المغرب ومبدعيه. لكني ما زلت أذكر أنني بعد نشر قصيدتي « تفاحة أفروديت» في مجلة «مواقف» الشهيرة التي كان يديرها الشاعر الكبير أدونيس، كتبت رسالة إلى اتحاد كتاب المغرب، أطلب الانتماء إليه بصفتي كاتبا مغربيا. رميت الرسالة في صندوق البريد ونسيت الأمر. لكن رسالة منكم بصفتكم رئيسا لاتحاد كتاب المغرب، في ذلك الوقت، فاجأتني خصوصا، وهي تحمل قبول عضويتي، وكم كان وقع الخبر علي رائعا. كانت كتاباتكم الإبداعية محط نقاشات رائعة بيني وبين الكثير من أصدقائي المبدعين، وقد سبق للكثير منهم أن كتبوا عنها وعن العوالم التخييلية التي نجحت في عملية تشكيلها، وفي الإضافات الفنية التي حققتها على مستوى الإبداع المغربي والعربي على حد سواء. وذات لحظة نقاش جميل و عفوي تماما مع بعض هؤلاء الأصدقاء المبدعين، اتفقنا فيها على أن يرصد كل واحد منا سبع روايات مغربية كبرى، كتبت لحد الآن، على نمط المعلقات السبع، اخترت من بين الروايات المغربية السبع التي اقترحتها عليهم، روايتكم الرائعة « القوس والفراشة»، وقلت لهم ضاحكا لحظتها « أعط القوس باريها». وها هي هذه الرواية تحظى بالتتويج لأنها بالفعل رواية رائعة، كما أعلنت لجنة الجائزة ذلك. فهنيئا للرواية المغربية ممثلة فيها بهذه الجائزة الرفيعة، وعقبى لروايات مغربية أخرى قادمة.... تحياتي العميقة أيها الكاتب المغربي الألمعي.