قدر مديونة أن تترك للنسيان وأن تقع في كماشة من توالوا على تحمل مسؤولياتها,الذين نهبوا خيرات أهلها وكدسوهم في »كاريانات تحط من كرامتهم وتذلهم ، وتمحو تاريخهم العريق »في مديونة التي «تعاهدوا فيها أولاد الشاوية«.» الآن وبعد سنين من وضع مديونة تحت الإقامة الجبرية، وطمس معالمها التاريخية وموقعها الجغرافي الهام الرابط بين الساحل والداخل، والامتداد الطبيعي الذي وهبه الله إياها، فإن أقل شيء يمكن إنجازه قبل كل شيء هو معاقبة المسؤولين على تدهور حالها ، لكي تعاد الثقة لأهلها لمعانقة كل إرادة راغبة في المساهمة وفي التغيير والرفع من شأن المدينة لمصاف المدن الحديثة و إبعاد الخطر البيئي الخطير الذي يهددها ويهدد أبناءها ؟ لأن المبادرات الاستنكارية التي قام بها السكان من أجل التهميش الذي تعرضوا له كقاطني دور الرحالي، دفعت بالرئيس السابق لنهج أسلوب العقاب لعدم خضوعهم لرغباته الانتخابية، حيث أن المشروع كان يخص توزيع البقع الأرضية من أجل إعادة إسكان قاطني دوار الرحالي واحميمر الممول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 4 ملايين درهم، وكذلك المديرية العامة للجماعات ب 3 ملايين درهم، ثم شركة العمران ب 2866,000,00 درهم بالإضافة الى مساهمة المجلس الاقليمي ب 700 ألف درهم، ذلك قصد شراء مواد البناء وتوزيعها لفائدة المستفيدين من المشروع. إلا أن الغريب في الأمر هو أن هذه الاستفادة المجانية كانت مطروحة ومقترحة لبعض الزرائب المعرقلة للمشروع، زائد دوار الرحالي نتيجة الفيضانات التي اجتاحت الدوار بصفة مباشرة وكارثية خلال شهر رمضان 2001، حيث تحولت هذه المجانية من استفادة قاطني دوار الرحالي إلى طرحها وتحويلها لفائدة سكان دوار الحاج ادريس بوخويمة، بالإضافة إلى استفادة البعض الذين لا صلة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالدوار، اللهم الصلة المباشرة والتربة التي كانت تربطهم بالرئيس السابق من أجل تهييء الدائرة لشخص يعرفه الجميع, حيث استفاد أغلب أفراد عائلته من البقع المجانية. إذا رغبنا في تعداد المآسي التي تعيشها مديونة فإن المجال لايكفي في هذا المقال بل سيكون القراء مع موعد لاحق في إطار تحقيق شامل و مدقق حول المجازر التي عاشتها المدينة وتعيشها و منها لكن سؤالا حارقا يظل مطروحا : لماذا تترك مساحة صخرية تمتد على عدة هكتارات بدون استغلال من أجل السكن, في حين تستولي مؤسسة العمران على داخل و أطراف المدينة والخواص انقضوا على الأراضي الفلاحية الخصبة بجماعة المجاطية. حتى المقبرة لم تستثن من هذا التخطيط الماكر, حيث كدسوا مجموعة من السكان في داخلها إلى درجة أنك لا تستطيع أن تفرق بين القبر والمنزل، وكل هذا يصب في الحفاظ على كتل بشرية لا تصلح إلا في وقت معين. ألا وهي الانتخابات، أسئلة حارقة أخرى,نتمنى أن تلقى الاجابة ، لماذا الاستحواذ على الأراضي الخصبة الصالحة للفلاحة والزراعة والضامنة لاستقرار الفلاح ومن معه , وإمداد المدن كالدار البيضاء بالخضر واللحوم، وترك أراضي صخرية على حالها، تزحف الأزبال فوقها.. والعاقل سيفهم اللعبة وسيتتبع خيوطها وتفاصيلها. لذلك وجب التنبيه, ولذلك كذلك وجب طرح الملف على أعلى مستوى ورحم الله من له غيرة على مدينته ويدق ناقوس الخطر على مديونة التي وحده الاستعمار الفرنسي كان يعرف قيمة أراضيها.