كتاب «حقوق المرأة حوار على قارعة الطريق»، كتاب فريد من نوعه لأنه تنقل لنا من خلاله الأستاذة فدوى شكر الله، حواراً مع سيدة تبيع السجائر على قارعة الطريق، مبرزة المعاناة الكثيرة التي تكابدها المرأة لكي تعيش في مجتمع لا يعترف لها بشيء، سوى تبعية مطلقة للرجل، فكانت بائعة السجائر تمثلا كبيرا وجليا لكل الظروف الصعبة التي تعانيها المرأة المغربية. وتأكد الكاتبة من خلال كتابها أن المرأة هي ذلك الكيان الجميل الذي خلقه الله تعالى وكرمه مثلها في ذلك مثل الرجل، ليست جزءا منه، ولا عنصرا بسيطا تابعا له كما يريد أن يصور لنا بعض الناس في هذا العالم، لا أيها السادة، إن المرأة هي ذلك الكيان المستقل بفكره وشخصيته ومميزاته، التي قد تتجاوز مؤهلات الرجل في كثير من الأحيان، ولسنا هنا في مبارزة فارغة لاكتشاف الكوب المليء من الكوب الفارغ، والطرف الضعيف من القوي، فتلك أمور فيزيولوجية طبيعية، يكون الإختلاف فيها بين الرجال أنفسهم، وبين النساء أنفسهن، وليس معيارا لقياس الإختلاف بين الرجل والمرأة، وليس مبررا من أجل جعل المرأة تتراجع للصف الثاني وراء الرجل. ينقسم الكتاب إلى فصول اساسية تتناول من خلالها المؤلفة موضوع المرأة من زوايا مختلفة، وهي فصول أساسية هي بمثابة مواضيع تعتبر وجوها مازالت المراة تعاني من خلالها من القهر والإضطهاد والعنف والإقصاء، فجاء تقسيم الكتاب على النحو التالي: 1- مدخل 2- الامية 3- الفقر 4- العنف الجسدي 5- العنف النفسي 6- غياب الوعي 7- رفض سلطة المرأة في المجتمع 8- عدم تنفيذ القوانين بالشكل المطلوب 9- خاتمة وتختم الاستاذة فدوى شكر الله كتابها بالقول:» ليس العنف قدرا محتوما على المرأة، ولكن هو عند الأغلبية حق و حق مشروع ينتج به كل ما هو سلبي، و هو تنازل عن قيم أخلاقية لا تمكن من العيش جماعيا، و هو ما يفسر تعثراتنا في العديد من الميادين، و في بلدنا الغالي يستمر العنف ضد النساء إلى يومنا هذا، يمارس على المرأة بحبسها وخنق أنفاسها. إننا في حاجة إلى ثورة قيم تنادي بحداثة حقيقية في موضوع المرأة». الكتاب يقدم له الكاتب والصحفي مولاي محمد اسماعيلي.