في وقت يشهد فيه العالم بأسره غليانا حادا واحتجاجات رسمية وشعبية من طرف المسلمين والمعتدلين من معتقدات أخرى، الرافضين للإساءة إلى الأديان السماوية، نتيجة للفيلم «براءة المسلمين» الذي يسيء لرسول الأمة الإسلامية محمد (ص) الذي قام بإخراجه مخرج أمريكي إسرائيلي، والذي صرّح بأنه قام بجمع خمسة ملايين دولار من 100 مانح يهودي دون أن يحدد هويتهم لتمويل الفيلم، وهي الاحتجاجات التي اتخذت في حالات معينة طابعا سلميا، في حين أسفرت في حالات أخرى عن نتائج دموية أدت إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا رفقة دبلوماسيين آخرين، ومقتل عدد من المحتجين بأقطار أخرى، أعلن مخرج إيراني يدعى «مجيد مجيدي» عن انتهائه من وضع اللمسات الأخيرة لفيلمه السينمائي الجديد الذي يحمل اسم «محمد صلى الله عليه وسلم»! الخبر الذي أوردته وكالة الإنباء الإيرانية وتداولته عدد من وسائل الإعلام، والتي أشارت إلى أن الفيلم الذي تم تصويره في جنوبإيران والمرتقب عرضه نهاية دجنبر المقبل، هو حلقة من مسلسل حرب بغطاء «فني» بين الشيعة والسنة والتي بدأت أطوراها بعرض مسلسل عن نبي الله «يوسف»، واسترسلت بعرض مسلسل «عمر بن الخطاب» (ض)، الذي تم عرضه في عدد من القنوات التلفزية في مقدمتها قناة «إم بي سي» خلال شهر رمضان المعظم، والذي جسدت فيه كذلك شخصية الصحابي «أبو بكر الصديق» و «علي بن أبي طالب» رضي الله عنهما، ليتم الإعلان اليوم عن تجسيد شخصية الرسول «محمد» (ص)، الأمر الذي يوضح طبيعة تفكير ومواقف وعصبية بعض الواقفين وراء هذا الطرح المسيء لكل طرف على حدة والذي سيبلغ ذروته إن تم عرض الفيلم المرتقب، والذي من المتوقع أن يتسبب في حوادث لن تكون تداعياتها بالأمر الهين أو الايجابي، سيما في ظل إجماع علماء الإسلام على تحريم ظهور الأنبياء والصحابة والخلفاء الراشدين في المسلسلات أو الأفلام السينمائية. وفي السياق ذاته فقد صرح المخرج الإيراني بكونه يسعى من خلال فيلمه إلى أن يوضح الأسباب التي أدت إلى ظهور النبي محمد (ص) في تلك الحقبة، وإبراز طبيعة المجتمع العربي آنذاك من خلال مرحلة طفولة نبي الاسلام، وإظهار قيم الإيمان والأخلاق، من خلال القول بأنه «سيتم تجسيد النبي في الفيلم باعتباره رمزا للأخلاق والقيم الروحية الحميدة»!