في التفاتة تشي بروح العرفان والتقدير لأبي الفنون،احتفى المهرجان الوطني السينمائي للشباب الذي نظمته جمعية النجوم للسينما والمسرح بفاس في نسخته الرابعة مساء يوم الخميس 26 دجنبر 2013 بقاعة المركب الثقافي الحرية بالفنان الكوميدي عبد النبي مصواب . التفاتة اعتبرها المتتبعون لمسار المحتفى به خطوة متميزة تعبر عن روح العشق لهذا الجنس الإبداعي الرفيع الذي استحق تسميته منذ نشوئه بأبي الفنون وقد جسد الفنان مصواب هذا العشق حين صعد إلى المنصة وانحنى مقبلا الخشبة تماما مثلما يفعل نجوم كرة القدم وهم يقبلون أرضية الملاعب تعبيرا منهم على قدسية المكان والفضاء. شهادة الفنانين محمد فراح العوان وعبد الرحمن الإدريسي وبعض أصدقائه كانت مؤثرة حين اعتبروا أن الرجل زاهد في الدنيا لا تحركه أطماع ولا تغريه شهوات الحياة ولا يبحث عن مال أو جاه أو منصب بل هاجسه الوحيد والأوحد هو معانقة الركح واللعب على الخشبة مبدعا في أدواره باحثا عن "لذة" إمتاع المتفرج وإسعاده بقفشات ومستملحات "تنتزع" الضحك من القاعة.فالمسرح عنده بمثابة طقس شبيه بالطقوس الدينية عند الإغريق تؤدى في عبادة الإلاه ديونيزوس أو باخوس والاحتفال به. الحفل التكريمي لهذه التظاهرة الفنية تميز بعرض شريط فيديو استغرق حوالي أربعين دقيقة يوثق للمسار الفني للفنان عبد النبي مصواب الذي لعب الكثير من الأدوار ضمن أعمال مسرحية ومسلسلات تلفزيونية مغربية وسورية وأفلام سينمائية ونشط الكثير من السهرات والحفلات مثل الموسيقى العالمية العريقة فضلا عن تحمله لمسؤوليات في النقابة الوطنية لمحترفي المسرح. راكم عبد النبي مصواب رصيدا مسرحيا هائلا يمتح من مدارس متعددة إلا أن الخاصية التي تسمه كونه بقي تلميذا نجيبا ووفيا للمدرسة العلجية حيث مثل عددا من الأدوار ضمن أعمال من تأليف الراحل أحمد الطيب العلج منها:"الرشوة نشوة" للمخرج محمد خشلة ،"لا لا منانة"،"الساعات"، "جوج كباش ونعجة"،"العمى بعينيه"للمخرج محمد فراح العوان ومسرحية "الزواق يطير" للمخرج عبد الرحمان الإدريسي.يقول المحتفى به:"إن التجربة المسرحية لدى العلج مدرسة حقيقية بكل المقاييس تعكس روح المسرح المغربي سواء على مستوى تبليغ الرسالة أو المعنى.فالمسرح عنده صورة تختزل الحياة الاجتماعية المغربية والواقع الملموس بكل تجلياته والتباساته..". إلى ذلك،أسدل الستار على فعاليات المهرجان الوطني السينمائي للشباب بتتويج الفنان عبد النبي مصواب كأحد عرسان الفن المسرحي بفاس والمغرب وسلمت له عدة جوائز عربونا على تفانيه في خدمة المسرح وإمعانا في تحقيق النشوة والسعادة للمتفرج..