في سلسلة «دفاتر الجديدة» صدر مؤخرا للباحث المغربي المصطفى اجماهري الكتاب الخامس عشر، باللغة الفرنسية، تحت عنوان «الجديدة، مصائر متقاطعة 1900-1960» الكتاب الجديدة (144 صفحة من الحجم المتوسط) يشتمل على مجموعة من النصوص حول شخصيات مغربية وأجنبية تشترك في انتمائها لمدينة الجديدة في الفترة الممتدة من 1900 إلى 1960 ولكنها تختلف في أصولها وثقافتها وديانتها. كما أن بعض النصوص هي جزء من سير ذاتية شخصية لأصحابها المتوفين، كانت محفوظة لدى العائلات. وقد بنى الباحث منهجية اختيار نصوص الكتاب على أساس احتوائها لتفاصيل ومعطيات جديدة من شأنها إضاءة وقائع أو تطورات شهدتها المدينة في الفترة المدروسة. كل ذلك من زاوية ارتباطها بالتاريخ العام. هكذا نجد في الكتاب أجوبة عن تساؤلات من قبيل : كيف ساهم المناضل محمد التيباري في تأسيس الاتحاد المغربي للشغل؟ كيف واجه المناضلان عبد الواحد القادري والحسين الأيوبي سلطات الحماية ؟ كيف دعا سعيد يعتة، والد الزعيم علي يعتة، صهره محمد آيت كاسي من الجزائر إلى الجديدة ؟ كيف دفع جشع المضاربين الأجانب المارشال ليوطي لتشييد ميناء كبير في الدارالبيضاء بدل الجديدة ؟ كيف أنشأ الليبرالي أديكار أول فرقة لمسرح الهواة بالجديدة ؟ كيف حكت مغربية يهودية سنة 1918 علاقتها الغرامية بشاب من محيطها ؟ كيف وجد المراقب المدني بيسون مدينة الجديدة وأهلها في فترة الثلاثينات ؟ كيف قيم الفرنسي ريمي مهمته الإدارية كمستشار لباشا الجديدة غداة الاستقلال ؟... في مقدمة الكتاب نوه المؤرخ محمد الناجي بالمجهود الذي يبذله الباحث المصطفى اجماهري منذ عشرين عاما للتعريف بتاريخ مدينته، واعتبر في كلمته «أن المغرب في حاجة ملحة لمثل هذه النصوص للحفاظ على الذاكرة من جهة وكذا لفهم مساره التاريخي. ذلك أن أهمية هذه الشهادات والسير الشخصية تتمثل في كونها لا تنشغل بالإيديولوجيا أو بالممنوعات، بل تسرد دونما عقد، حيوات، ولقاءات، ومشاريع وآمالا. ومن هنا فهي تكشف عن توجهات عميقة تخترق المجتمع دون أن ينتبه إليها التاريخ العام». غلاف الكتاب تزينه صورة للراحل علي يعته في حفل عائلي بمنزل أخته بالجديدة سنة 1960.