عدوى المستشفيات تنتشر في المغرب بنسبة 9.6 % ومصالح المسالك البولية والجراحية الأكثر تضررا
أكّد تقرير مشترك صدر منتصف الأسبوع الفارط عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، أن جميع الدول تعاني بنسب متفاوتة من أعطاب في القطاع الصحي تتمثل في التشخيص غير الدقيق، والأخطاء الدوائية، والعلاج غير الملائم أو غير الضروري، والمرافق الطبية غير الجيدة أو غير الآمنة، إضافة إلى افتقار مقدمي الرعاية إلى التكوين والخبرة الكافيتين. وشدّد التقرير المذكور على أن سوء نوعية الخدمات الصحية يؤخر التقدم ويفرمل تحسين الصحة في الدول بجميع مستويات الدخل، مؤكدا أن الوضع هو أكثر سوءا في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، إذ تشير التقديرات إلى أن 10 في المئة من المرضى الذين يعالجون بالمستشفيات يصابون بالعدوى وبالأمراض خلال مدة تواجدهم بها، مقارنة بنسبة 7 في المئة في الدول ذات الدخل المرتفع. وأبرز التقرير المشترك أن مريضا من بين كل عشرة مرضى يصاب بالمرض أثناء العلاج في البلدان ذات الدخل المرتفع، بالرغم من سهولة تجنب العدوى المكتسبة في المستشفيات من خلال تحسين النظافة وتجويد ممارسات مكافحة العدوى والاستخدام المناسب لمضادات الميكروبات، بحيث يضيف المرض المرتبط بسوء نوعية الرعاية الصحية نفقات إضافية على الأسر والنظم الصحية. وخلص تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي إلى أنه وعلى الرغم من بعض التقدم المسجّل في تحسين الجودة، خاصة في ما يتعلق بمعدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن التكاليف الاقتصادية والاجتماعية للرعاية ذات النوعية الرديئة، بما في ذلك العجز طويل الأمد والإعاقة وفقدان الإنتاجية، تقدر بمليارات الدولارات كل سنة. وجدير بالذكر أن إحدى الدراسات التي كان قد أجراها مختبر الطب الاجتماعي والصحة العمومية، ومختبر الأوبئة والأبحاث السريرية، بكلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، والتي تم تداولها إعلاميا، سبق وأن بيّنت أن نسبة عدوى المستشفيات بالمغرب تصل إلى حوالي 9.6 %، وهي النتيجة التي تم استخلاصها بناء على تحليل 11 دراسة شملت 4026 مريضا، والتي أوضحت أيضا أن نسبة انتشار العدوى بالمستشفيات الجامعية والمتخصصة تصل إلى 9.9 %، في حين أنها وعلى مستوى المستشفيات العادية تقدّر ب 9.3 % . وأبرزت أرقام الدراسة المذكورة، أن العدوى الأكثر انتشارا هي تلك التي تخصّ المسالك البولية بنسبة 27.3 %، ثم عدوى المواقع الجراحية بنسبة 25.4 %، والعدوى التنفسية بنسبة 13.5 %، في حين كانت دراسة سابقة أنجزت في مستشفى الرازي للاختصاصات التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، قد أشارت إلى أن مصلحة تصفية الكلي، هي الأولى من حيث انتشار العدوى، بنسبة 27 %، ثم مصلحة طب الجهاز البولي بنسبة 18 %، فمصلحة الإنعاش بنسبة 11 %.