في تلك القرية الصغيرة ، تنفست الحياة، وكبرت وترعرعت في أسرة ريفية تعيش مما تدره حقول القطاني والقمح والشعير.. من رزق وفير، ونظرا لظروف عديدة توقفت عن الدراسة واكتفت بمساعدة والديها في الحقل وأشغال البيت، لكنها كانت دوما تحلم بفارس الأحلام الذي قد ينقذها من الفقر وحياة الريف... وعلى غير عادة العمة فقد زارتهم تلك الليلة محملة بهدايا، على الرغم من غموض أهداف الزيارة التي لم تكن مقبولة البتة،خصوصا أنها تكن حقدا دفينا لأخيها لأسباب غير معروفة ، على الأقل للأبناء من العائلتين ، خلال فترة غير معروفة، ومع ذلك فقد سر الأخ لقدوم أخته، واعتبر مجيئها خطوة طيبة وحقيقية لبدأ صفحة جديدة ونسيان الماضي بكل ظلاله القاتمة... وقضت العمة بضعة أيام أبانت فيها عن وجه جميل وأفكار مختلفة وحميمية خاصة تجاه كل أفراد العائلة . ولتعبر عن فرحها طلبت من أخيها أن تصاحبها الأبنة إلى منزلها بضعة أيام عربون محبة وبداية صفحة جديدة. ولم يتردد والدها وأمر ابنته بمصاحبتها على أن تعود خلال مدة محددة. ورافقتها خلال هذه الزيارة واستقبلوها بود غير معهود وكانوا يعاملونها معاملة عادية. خلال الأسبوع الثاني تقريبا، بينما كانت العمة في الخارج لقضاء بعض المآرب، انفرد ابنها بإبنة أخيها، وطلب منها ممارسة الجنس في غياب أفراد العائلة، لكنها رفضت الفكرة من أساسها واعتبرتها غدرا وخيانة.. لكنه أصر وقد استبدت به الفكرة واستسلم لشيطان نزوته، وهددها بالسلاح لكي تدعن لنزوته وألا تخبر والدته بفعلته. جردها من ملابسها ومارس عليها الجنس كأي وحش لايؤمن إلا بمنطق الغاب. وتوسلت إليه ألا يفتض بكارتها لكنه تحداها وفعل ما يمليه عليه شيطانه. ولم تستطع أن تخبر عمتها، وظلت تكتم حكايتها مع ابن عمتها إلا أن عادت، وكان قد مضى على الحادث شهر تقريبا، فاخبرت والديها بما جرى ليستفيقا على وجع الصدمة ويرفعا شكايةالى القضاء ضد الإبن وأمه حول الاغتصاب الذي تعرضت له من طرف إبن عمتها فتحت الضابطة القضائية بحثا في الموضوع ، فاستمعت للضحية التي أوضحت بأنها فعلا رافقت عمتها بناء على طلبها إلى منزلها المتواجد، وأنها عاشت معهم بشكل عادي خلال الأيام الأولى ، إلى أن استغل الإبن وجود الضحية بمفردها في المنزل فقام بالاعتداء عليها جنسيا بعد تهديدها بواسطة سكين وافتض بكارتها. الشيء نفسه أكده والد الضحية الذي أضاف أن أخته حضرت عنده لمنزله وطلبت منه السماح لابنته بمرافقتها لقضاء بعض الأيام معها ، فوافق نزولا عند رغبتها ، ومكثت معها لمدة شهرين تقريبا ، وعند عودتها اطلعت والدتها على أن ابن عمتها اعتدى عليها جنسيا وافتض بكارتها تحت التهديد بالسلاح الأبيض. المتهم أنكر ما نسب إليه وارجع ذلك إلى العلاقة المتوترة بين العائلتين، مستغربا عن الأسباب الحقيقية لتلفيق هذه التهمة له؟ إلا أن تضييق الخناق عليه قاده الى إختراع قصة من خيالها مفادها أن والدته سبقت أن خطبت الضحية من والديها ، وسلمت له مبلغ 4000 درهم كصداق ، إلا انه لم يبرم معها عقد الزواج نظرا لصغر سنها. معترفا بأنه فعلا قام بافتضاض بكارة ابنة خاله عن طيب خاطرها. في السياق نفسه ، أكدت العمة أنها بالفعل سلمت لشقيقها مبلغ 4000 درهم كصداق ومصاريف زواج ابنته من ابنها. إلا أن والد الضحية أكد انه سمح لابنته بمرافقة عمتها بناء على طلب هذه الأخيرة ، حيث قضت معها مدة شهرين تقريبا ، لتعود وتطلعه بان ابن عمتها اعتدى عليها جنسيا ، وافتض بكارتها، مؤكدا أن المعتدي لم يسبق له أن تقدم لخطبة ابنته، وانه لم يتسلم أي صداق من أخته ، وبأن ما تدعيه لا أساس له من الصحة... توبع المتهم بجناية اغتصاب قاصر نتج عنه افتضاض طبقا للفصلين 486 و488 من ق ج ، وبما انه تخلف عن الحضور وأنجزت في حقه المسطرة الغيابية، وبناء على اعترافاته خلال مرحلة التحقيق الإعدادي ، وذلك بقيامه بافتضاض بكارة ابنة خاله عن طيب خاطرها ، وان والدته سلمت لوالدها مبلغ الصداق، وان عقد الزواج لم يبرم لصغر سنها،، وبالنظر إلى صغر سن المشتكية واعترافات المتهم، تمت مؤاخذته من أجل المنسوب إليه وحكمت عليه المحكمة بخمس سنوات سجنا نافذا وبتحميله الصائر مع الإجبار في الأدنى.