لقاء مع يانيك لينس مديرة قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر وهي أيضا المندوبية العامة للمعرض عن الجانب الفرنسي إلى جانب السيدة بهيجة سيمو، مديرة مديرية الوثائق الملكية عن الجانب المغربي. قامت المندوبتان بعملية الإشراف على المعرض وإعداده وتتبع مسار إنجازه في مرحلتيه الفرنسية والمغربية. في هذا الحوار تجيب عن عدد من أسئلة الاتحاد الاشتراكي حول هذا الاختيار وأهداف هذا المعرض. يسمح حسب المؤسسة الوطنية للمتاحف « بإعادة قراءة مرحلة زمنية ممتدة من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر للميلاد، وهي المرحلة التي تمثل العصر الذهبي للحضارة الإسلامية بالغرب الإسلامي، حيث تعاقب على الحكم كل من المرابطين والموحدين والمرينيين، وأمكن لهذه الدول تحقيق وحدة سياسية بمجال شاسع ضم أجزاء ترابية من إفريقيا جنوب الصحراء وبلاد الأندلس وأقاليم من بلاد المغارب...» لماذا اختيار معرض حول المغرب: «المغرب الوسيط إمبراطورية ممتدة من إفريقيا إلى إسبانيا»، كأول عرض بقسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر؟ بالنسبة لنا كان الأمر شيئا طبيعيا. ملك المغرب محمد السادس خلف أثرا علينا من خلال تشجيعه لنا، وذلك أثناء بناء قاعة قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر.وتشجيعاته تجلت من خلال إعانة مالية مهمة، وإرادة قوية من أجل تشجيع الفنون الإسلامية كثقافة كونية.والشراكة مع المغرب ولدت في هذه اللحظة مع إرادة لتعاون بين البلدين. وإذا قمتم بزيارة العرض الدائم بقسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر سوف تلاحظ غياب معروضات قادمة من المغرب الوسيطي. هذا المغرب غير بارز في المعرض الدائم.والغرض من هذا المعرض المؤقت هو تغطية هذا النقص. كيف تفسرين هذا الغياب لتحف قادمة من المغرب باللوفر بقسم الفنون الإسلامية، المجموعة التي تتوفرون عليها باللوفر والتي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم؟ الفرنسيون الذين تواجدوا بالمغرب في القرن العشرين، أرادوا حماية وتشجيع التراث المغربي الذي عرف المغاربة كيف يحافظون عليه خلال عدة قرون. القرن العشرون تميز أيضا بظاهرة بناء المتاحف سواء بأوربا او افريقيا الشمالية. وبفضل هذه المتاحف التي تم بناؤها بعين المكان تمكن المغاربة من المحافظة على هذا التراث بعين المكان. والمحافظة على هذه التحف المغربية بعين المكان كان بمثابة حماية لها مقارنة مع ما تعرض له التراث التاريخي لبلدان أخرى. هذا المعرض الذي ننظمه يبرز كنوز المغرب غير المعروفة التي كانت مخفية سواء في المتاحف،في المكتبات والشيء المثير ايضا في المساجد. من خلال هذا المعرض «المغرب الوسيط إمبراطورية ممتدة من إفريقيا إلى إسبانيا» بمتحف اللوفر، ماذا تريدون ان تكشفوا لزواركم، وهل غياب تحف من المغرب الوسيط بالمتحف هي الدافع الوحيد لاختياركم؟ عندما تتحدث عن الغرب الإسلامي بفرنسا، الجميع يفكر في اشبيلية وقرطبة والأندلس تحت حكم خلفاء قرطبة.وعدد كبير من الفرنسيين يزورون المغرب. وعندما يرون التراث المغربي بمدن مثل فاس، مراكش والرباط يفهمون أن ذلك يوافق مرحلة تاريخية من القرون الوسطى بالغرب الإسلامي. وكيف تم اختيار التحف 300 بهذا المعرض والتي تمثل المغرب الوسيط وكم تم العمل مع مؤسسة متاحف المغرب؟ لقد تم العمل عن طريق حوار مستمر. وتم تقسيم العمل حسب عدة أوجه.ومنذ البداية كان لا بد من إيجاد تحف مغربية تمثل هذه الفترة وكذلك تحف اسبانية من اجل الحديث عن الدول التي كانت بين الضفتين، في افريقيا وجنوباسبانيا. وكنا نعرف أيضا أن عددا من التحف التي تعود إلى هذه الفترة كانت محفوظة في عدد من الكنائس الأوربية والتي تشهد على هذا التاريخ. وأول عمل قمنا به هو تحديد لائحة أولية بلائحة هذه التحف. وزميلتي بالمغرب،المندوبة العامة للمعرض بهيجة سيمو قامت هي الأخرى بوضع لائحة لتحف الموجودة بالمغرب من أجل هذا المعرض. من جهتنا ،اشتغلنا على التحف الأخرى. وبعد ذلك قمنا جميعا بتصور مسار هذا المعرض حول المغرب الوسيط من افريقيا إلى اسبانيا. ومنذ البداية كان الاتفاق على احترام الكرونولوجية الزمنية واكتشاف هذه الملكيات مع مجموع الإبداعات العمرانية،الفنية والفكرية. ما الذي ترك أثرا كبيرا عليكم في هذا المعرض حول «المغرب الوسيط، امبراطوية من افريقيا إلى اسبانيا»؟ الذي يميز هذا المعرض بالنسبة لي هو هل سيكون اكتشافا حقيقيا بالنسبة لزائرين القادمين إلى متحف اللوفر. لاكتشاف روعة هذه الإبداعات التي تقدم هما سواء في العمران، النسيج أو العاج. وهذا أمر جد مهم لأن عددا كبيرا من الفرنسيين يعتقدون أن الإبداعات الكبرى للفن الإسلامي توجد بالشرق، دمشق،بغداد او بإيران. هذا المعرض سوف يبرز روعة وبهاء الفنون الإسلامية بالمغرب في القرون الوسطى. وهناك أيضا أهمية الإنتاج الفكري للمغرب في هذه المرحلة. وكبار المفكرين في هذه المرحلة كانوا موجودين بالمغرب، أيضا.يحضر ببالي مثلا ابن رشد. هل تغيرت نظرتك اليوم للمغرب الأقصى(الغرب الإسلامي)؟ هذا شيء بديهي، تعلمت اشياء كثيرة عن هذه الفترة التاريخية من خلال اكتشاف تحف متميزة، وكذلك كنت محظوظة بالعمل مع بهيجة سيمو، وفهت كذلك كيف كانت هذه الفترة مؤسسة في تاريخ المغرب والهوية المغربية اليوم.