انتزع فريق الدفاع الجديدي فوزاً ثميناً ومستحقاً من قلب مركب محمد الخامس على حساب الرجاء البيضاوي، وجاء الهدف الوحيد في المباراة بواسطة رجل اللقاء بامتياز زكرياء حدراف في الوقت بدل الضائع، وتحديداً في الدقيقة 92. ولعل الهدف الذي يأتي في الأنفاس الأخيرة يصفه المتتبعون ب »الذبحة«. الصفعة التي تلقاها فريق الرجاء البيضاوي لم تكن متوقعة قبل انطلاق المباراة، لكن واقع الحال ومجريات اللقاء والحضور الموفق للجديديين.. عناصر أكدت أن الفريق الزائر كان الأقوى، وكان بإمكانه أن يفوز بأكثر من هدف، وتبين من خلال النهج التكتيكي للدفاع الجديدي أن الدكاليين كانوا يراهنون على صنع الانتصار خارج الديار، سيما وأنهم لعبوا بأسلوب مفتوح وبطريقة هجومية، وكانوا متفوقين على مستوى الثنائيات وسيطروا على وسط الميدان. المدرب خوسيه روماو لم يقو على فك شفرة الخطة التي نهجها المدرب المصري طارق مصطفى الذي أكد أنه الأفضل على مستوى القراءات التكتيكية، بدليل أن فريقه قدم عرضاً طيباً توج بفوز ثمين لم تستسغه الجماهير الرجاوية التي عبرت عن استيائها وسخطها من الخسارة المدوية، وأمطرت اللاعبين والطاقم التقني والمسيرين حتى بوابل من الاحتجاجات. المحاولات الهجومية التي قام بها فريق الرجاء كانت تُبنى من الجهة اليمنى بواسطة اللاعب عبد الإله الحافيظي الذي تحسن مستواه خلال الدورات الأخيرة، لكن المدرب المصري فطن لقوة هذا اللاعب ومارس عليه حراسة لصيقة، كما اعتمد أسلوب الضغط على حامل الكرة، وإجهاض المحاولات الرجاوية في بداية بنائها، وكانت المرتدات الهجومية للفريق الزائر بواسطة حدراف ونناح تشكل خطورة كبيرة على مرمى الحارس العسكري والدفاع الرجاوي الذي عانى الكثير، خصوصاً المدافع الأوسط أولحاج. المدرب المصري طارق مصطفى أكد في تصريح له بأن فريقه كان الأفضل، سواء خلال الشوط الأول، أو طيلة الجولة الثانية، ولم يخف في تصريحه رهان الفوز الذي جاء إلى الدارالبيضاء لأجل صنعه، مبرراً ذلك بالنهج الهجومي الذي اعتمده، وأضاف في معرض إجابته عن أسئلة الصحفيين خلال الندوة الإعلامية بأن الرجاء البيضاوي كان يعاني من العياء، جراء المجهودات المبذولة ضد الشياطين السود لحساب المنافسات القارية، وشدد على أنه استغل هذا العنصر لتحقيق الانتصار. مدرب الرجاء خوسيه روماو فند ادعاء طارق مصطفى، موضحاً بأن العناصر الرجاوية لم تكن تعاني من العياء، وأنها قدمت مباراة جيدة، وعزا الخسارة إلى سوء الطالع. إن فوز الدفاع الجديدي مكن الفريق من الارتقاء إلى الصف الرابع برصيد 30 نقطة، ليدخل بذلك طابور المتنافسين على لقب الدوري، وجاء في تصريح طارق مصطفى أن ثمانية أندية معنية بأمر التتويج باللقب، ولم يخف طموحاته في تحقيق هذا الحلم الذي ينقص خزينة الفريق الجديدي. وبالنسبة لفريق الرجاء، فقد انزلق إلى الصف السابع، عقب هذه الهزيمة التي سيكون لها تأثير على معنويات اللاعبين، سيما وأن مباراة قوية تنتظرهم الأحد القادم أمام أولمبيك آسفي بملعب المسيرة.