دقت الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش ناقوس الخطر جراء المؤشرات المقلقة لتطور الوضع الوبائي بالمدينة الحمراء وما يرافقه من عجز فادح على مستوى المنظومة الصحية. وقالت في بيان لها حول التطورات الأخيرة لانتشار وباء كورونا بعمالة مراكش، إن كل المعطيات اليومية تؤكد أن الارتفاع المتزايد لعدد الإصابات والحالات الحرجة وعدد الوفيات قد يؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية لو استمر الوضع على هذا المنوال. واعتبرت أن الارتفاع المخيف لعدد المصابين بالفيروس على مستوى عمالة مراكش، والذي بلغ إلى حدود يوم 17 من الشهر الجاري 7048 مواطنا ومواطنة ووفاة أزيد من 100 ضحية وخضوع المئات إلى العناية المركزة، جعل المستشفيات المتوفرة حاليا تعاني من نقص فظيع في الأطقم الطبية وندرة كبيرة في الأسرة والتجهيزات والمعدات الطبية والأدوية، حيث أصبح مئات المصابين الذين لا يجدون أسرة في المستشفيات أوالذين أعياهم طول انتظار نتائج التحاليل للكشف عن الفيروس يعودون إلى بيوتهم بخفي حنين لمتابعة العلاج. محذرة من أن التدهور الخطير لوضعية المستشفيات العمومية بمراكش ينذر بإفلاس محقق للمنظومة الصحية بسبب العجز الكلي عن مسايرة حاجيات السكان ومواجهة الارتفاع المخيف لعدد الإصابات. ووقف بيان الكتابة الإقليمية لحزب القوات الشعبية بمراكش عند الوضعية المأساوية التي جعلت مواطنات ومواطني عمالة مراكش يعيشون حالة من الرعب المتواصل خاصة على إثر ما تتناقله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من أخبار ومشاهد وشهادات وتغطيات إعلامية للحالة المزرية التي وصلت إليها المستشفيات بمراكش خاصة المركز الجامعي محمد السادس الذي أصيب حوالي 70 شخصا من طاقمه الطبي ومستشفى إبن زهر الذي قدم مديره الجديد استقالته، وهما المستشفيان المخصصان لاستقبال المصابين بالوباء والذين أقفلا عمليا في وجه الحالات الجديدة. وطالبت الكتابة الإقليمية الحكومة والسلطات المحلية والمديرية الجهوية للصحة العمومية بالعمل على إنقاذ سكان عمالة مراكش من الانتشار الخطير والمتسارع لوباء كورونا، وذلك من خلال العمل بشكل استثنائي ومستعجل على توفير العدد الكافي من الأسرة والأطقم الطبية والتجهيزات اللازمة والكميات الضرورية من الأدوية، والعمل فورا على التكفل بكل الحالات الجديدة. وناشدت أطباء القطاع الخاص من أجل فتح عياداتهم في وجه الأعداد المتزايدة من المصابين والتطوع لإسعافهم والتكفل بهم سدا للعجز الذي أصبحت تعاني منه المؤسسات الاستشفائية العمومية. وحثت الكتابة الإقليمية السلطات المحلية على العمل من أجل مساعدة العائلات المعوزة المتضررة من إجراءات وتدابير الحجر الصحي والطوارئ الصحية وذلك بتوفير التغذية اللازمة والدعم الاجتماعي الضروري وإسعاف المرضى والمسنين والمشردين والأجانب المقيمين بمراكش. وناشدت، في نفس السياق، كل الأحزاب الوطنية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني والتعاونيات والوداديات السكنية والأشخاص الميسورين من أجل خلق مبادرات تطوعية للتحسيس والتضامن ولإسعاف العائلات المعوزة ومساعدة الفئات والقطاعات المتضررة على تجاوز هذه المحنة بكل أريحية وبروح التضامن والمواطنة الحقة المعروفة عن سكان عمالة مراكش. وطالبت المسؤولين عن قطاع التعليم بالعمل الجاد من أجل توفير كل الشروط الضرورية لاستئناف الدراسة وإنقاذ طلبتنا وتلامذتنا من شبح ضياع مستقبلهم الدراسي. وتوجهت الكتابة الإقليمية إلى كل مواطنات ومواطني عمالة مراكش بالعمل على الاحترام التام لتدابير الوقاية والحماية من نظافة وتعقيم ووضع الكمامات بشكل صحيح والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي وتجنب الازدحام وعدم الانسياق مع الدعايات والأفكار والممارسات المستخفة والمستهترة بالوباء والمساهمة في التبرع بالدم وببعض المبالغ المالية أو أية مساهمات أخرى قدر المستطاع، مع حث السلطات الأمنية والقضائية على تحمل كامل مسؤولياتها من أجل حفظ أمن وسلامة المواطنات والمواطنين، وذلك في إطار التطبيق والتقيد بمقتضيات القانون واحترام مبادئ حقوق الإنسان. وأكدت الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش أن مناضلات ومناضلي الحزب بمراكش يضعون أنفسهم رهن إشارة الساكنة للمساهمة في أي عمل تطوعي إنساني بما في ذلك التبرع بالدم وبالدعم المالي، داعيا ساكنة عمالة مراكش إلى المزيد من اليقظة والصبر والتضامن من أجل تجاوز هذه المرحلة العصيبة. وجاء هذا البيان في سياق الاختناق الخطير الذي تعرفه مراكش جراء تفشي وباء كورونا، وما رافقه من ارتفاع كبير في عدد الإصابات والوفيات في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية في مواجهتها للجائحة.