سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي للحزب بطرفاية .. الكاتب الأول إدريس لشكر: ظلّ الاتحاد يعمل على مستوى العلاقات الدولية والأحزاب الأجنبية للتعريف بمغربية الصحراء وكسب التأييد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي
ارتبط تأسيس الحزب ارتباطاً وثيقاً بتاريخ جيش التحرير واسترجاع السيادة الوطنية ترأس إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يوم السبت 20 شتنبر، أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي للحزب بطرفاية، بكلمة مطولة حملت دلالات تاريخية وسياسية وتنظيمية، اعتبرها الحاضرون محطة فاصلة سيكون لها ما بعدها في مسار الحزب وفي مسار القضية الوطنية. استهل لشكر كلمته بالتأكيد على أن هذا المؤتمر يشكّل لحظة فارقة في تاريخ الاتحاد الاشتراكي، مذكراً بأن تأسيس الحزب ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ جيش التحرير واسترجاع السيادة الوطنية. وأوضح أن تحرير طرفاية في أبريل 1958 مثّل الشرارة الأولى التي مهدت لتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، حيث جاءت الخطوة مباشرة بعد الانتصارات التي حققها جيش التحرير ضد الاستعمار الإسباني. وأضاف أن تلك المرحلة أكدت أن وحدة المغرب لم تُرسم بالحدود الاستعمارية كما يروّج بعض الجيران، بل صُنعت على مراحل متدرجة، من استرجاع طنجة الدولية شمالاً إلى تحرير طرفاية وسيدي إفني جنوباً، في مسار وطني وحدوي. وبسط لشكر واقع مدينة طرفاية بعد الاستقلال، مبرزاً أنها كانت عند رحيل الإسبان عبارة عن تجمع صغير يضم بنايات متواضعة، قبل أن تتحول اليوم إلى مدينة تنموية واعدة. وأشار إلى أن الإقليم، الذي لا يتجاوز عدد سكانه 12 إلى 14 ألف نسمة حسب آخر الإحصاءات، يتمتع بمؤهلات طبيعية واقتصادية مهمة، منها واجهته البحرية الغنية، ومشاريع الطاقات المتجددة المتمثلة في المراوح الهوائية، وصناعات البناء، ومشاريع أخرى واعدة. وأكد أن هذه الخيرات يجب أن تنعكس بشكل مباشر على ساكنة الإقليم، الذين يستحقون نصيبهم العادل من التنمية. ووجه لشكر تحية خاصة إلى اللجنة التنظيمية للمؤتمر وقيادات الحزب المحلية، وفي مقدمتهم السالك الموساوي، منوهاً بجهودهم في جمع الاتحاديين في هذه المحطة، ومشدداً على أن المؤتمر يجب أن يتوج بانتخاب قيادة جديدة تكون على عاتقها مسؤولية تأسيس مقر إقليمي للحزب، والإعداد الجيد للاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، بما يضمن حضوراً وازناً للاتحاد الاشتراكي في المؤسسات المحلية والجهوية. وأكد أن طرفاية هي المدخل الأساسي للصحراء المسترجعة، وأنها شكلت القاعدة التاريخية لانطلاق مسار استكمال الوحدة الترابية، مشيراً إلى صلاة جلالة الملك محمد السادس في طاح باعتبارها لحظة رمزية في هذا المسار. وشدد الكاتب الأول على أن الاتحاد الاشتراكي، الذي قدّم تضحيات جسيمة في مسار الحركة الوطنية، ظل وفياً لنداء الوطن في مختلف المراحل، سواء خلال معارك الاستقلال والوحدة، أو خلال نداء الملك الراحل الحسن الثاني في أواخر التسعينيات عندما دعا إلى حكومة التناوب لإنقاذ البلاد من "السكتة القلبية". وأوضح أن الحزب، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتقويم الهيكلي، لم يتردد في الانخراط في تلك التجربة الوطنية، واضعاً مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. وأشار لشكر إلى صور القادة التاريخيين التي كانت حاضرة في القاعة، مؤكداً أن الحزب يعتز برموزه مثل الشهيد المهدي بن بركة، وعبد الرحيم بوعبيد الذي اضطلع بدور مركزي في الدفاع عن القضية الوطنية بتكليف ملكي سامٍ في السبعينيات، وعبد الرحمن اليوسفي الذي ترأس حكومة التناوب، ومحمد اليازغي وعبد الواحد الراضي وغيرهم من القادة الذين ساهموا في ترسيخ الوحدة وبناء المغرب الديمقراطي. وأكد أن ما يميز الاتحاد الاشتراكي هو انخراطه الدائم في القضايا الوطنية الكبرى، داخلياً وخارجياً، سواء من خلال بناء التجربة الديمقراطية أو من خلال إقناع الرأي العام الدولي بعدالة قضية المغرب في وحدته الترابية. وأوضح أن الاتحاد ظل يعمل على مستوى العلاقات الدولية والأحزاب الأجنبية للتعريف بمغربية الصحراء وكسب التأييد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. وبخصوص الوضعية الحالية، أعرب لشكر عن تفاؤله بمستقبل القضية الوطنية، مؤكداً أن نضال المغاربة وتضحياتهم قد أتت أكلها، وأن المغرب يوجد اليوم في وضعية جيدة، خاصة مع التفهم المتزايد من قبل المنتظم الدولي لمغربية الصحراء. واعتبر أن خصوم المغرب التقليديين يواصلون المبالغة في مواقف لا تستند إلى أي مصداقية، في وقت تتوسع فيه دائرة الاعترافات والدعم للموقف المغربي. وختم الكاتب الأول كلمته بالتأكيد أن الاتحاد الاشتراكي يراهن على أن تكون سنة 2025 سنة الحسم والإنهاء النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، داعياً الاتحاديين في طرفاية إلى مزيد من التعبئة والتكاثف من أجل إنجاح هذه المحطة التنظيمية، والانخراط في مسار إعادة البناء الحزبي بما يخدم مصلحة المنطقة والوطن ككل. من جانبها، أكدت الكاتبة الجهوية لمنظمة النساء الاتحاديات بجهة العيون الساقية الحمراء، حتروبة المدرج، أن شعار المؤتمر "تنمية أقاليمنا الجنوبية من صلب قناعتنا الوطنية" يعكس جوهر نضال الحزب، مبرزة التزام الاتحاديات بمواصلة العمل لترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وتعزيز مكانة المرأة كفاعل رئيسي في تنمية الأقاليم الجنوبية. وبعد مشاورات اللجنة التحضيرية، أعلن عضو المكتب السياسي ورئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب عن انتخاب حمزة بلوتة كاتباً إقليمياً للحزب بطرفاية، في حين آلت رئاسة المجلس الإقليمي إلى الأخت حتروبة المدرج. وجاءت هذه الاختيارات لتجسد انفتاح الحزب على مقاربة النوع وتعزيز الحضور النسائي في مواقع القيادة، بما يعكس روح الاتحاد الاشتراكي في اعتبار المرأة والرجل معاً شركاء متساوين في الفعل السياسي. المؤتمر شكل بحق عرساً تنظيمياً اتحد فيه الاتحاديون والاتحاديات في إقليم طرفاية، مؤكدين على وحدة الصف ورغبتهم في تقوية تنظيم الحزب محلياً، خدمة للتنمية وللثوابت الوطنية.