عاشت مختلف جهات المملكة، مساء أول الخميس، على إيقاع أفراح عارمة عقب تتويج المنتخب الوطني المغربي بلقب كأس العرب لكرة القدم (قطر 2025)، إثر فوزه المثير على نظيره الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد التمديد، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب لوسيل بالدوحة. وفور إطلاق صافرة النهاية، خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع والساحات العمومية في مشهد وطني جامع، طبعته الأهازيج والهتافات وأصوات أبواق السيارات، ورفرف فيه العلم المغربي عاليا من شمال المملكة إلى جنوبها. من الرباط والدار البيضاء، إلى طنجة ووجدة وفاس ومراكش، مرورا بأكادير ونواحيها وبني ملال وخنيفرة و مدن درعة–تافيلالت، وصولا إلى العيون والداخلة وكلميم، حيث عبر المغاربة، بمختلف أعمارهم وفئاتهم، عن فرحة جماعية عفوية بهذا الإنجاز الكروي الجديد. وتقاسم المواطنون لحظات احتفالية مفعمة بالفخر والاعتزاز، سواء في الشوارع الرئيسية أو الساحات الكبرى أو الأحياء الشعبية، في أجواء جسدت وحدة الشعور الوطني والالتفاف الشعبي القوي حول المنتخب الوطني. وبرزت مواكب السيارات، والزغاريد، والأغاني الوطنية، في مشاهد أعادت إلى الأذهان محطات خالدة من تاريخ الكرة المغربية، خاصة ملحمة مونديال قطر 2022. وفي تصريحات متطابقة، عبر مشجعون عن اعتزازهم الكبير بالأداء الذي بصم عليه أسود الأطلس، منوهين بروحهم القتالية ورباطة جأشهم وانضباطهم التكتيكي، ومؤكدين أن هذا التتويج مستحق وجاء ثمرة عمل جاد ورؤية واضحة لتطوير كرة القدم الوطنية. كما اعتبر كثيرون أن هذا اللقب يعكس الدينامية الإيجابية التي تعرفها مختلف المنتخبات الوطنية، ويعزز مكانة المغرب كقوة كروية صاعدة على المستويين العربي والدولي. ويعد هذا التتويج الثاني للمنتخب المغربي في مسابقة كأس العرب بعد لقب 2012، كما يأتي ليكرس سلسلة من الإنجازات اللافتة، من بينها التألق في كأس العالم، والتتويج العالمي لفئة أقل من 20 سنة، والنتائج الإيجابية في مختلف الاستحقاقات القارية والدولية، في ظل استراتيجية وطنية قائمة على التكوين والاستثمار في المواهب، تشكل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم إحدى ركائزها الأساسية. وبهذا الإنجاز، يكون المنتخب الوطني قد رسم، مرة أخرى، لحظة فرح استثنائية في وجدان المغاربة، مؤكدا أن كرة القدم تظل لغة جامعة ورافعة قوية للفخر والوحدة الوطنية.